تتذكر زينب دارها وبلادها و(يدها) في الدريهمي !

  • الجديدة، الساحل الغربي، منية عبدالله:
  • 12:36 2022/10/04

فر النازحون بأرواحهم وتركوا ورائهم كل شيء. الخيمة والمخيم حدود عالمهم؛ وما أضيق الخيمة. لكل واحد منهم قصته وأحزانه ومعاناته وفقدانه.
 
كانت زينب محمد (55 عاما) تنام بأمان مع أسرتها في منزلها الكائن غرب مدينة الدريهمي بالحديدة، في تلك الليلة من نهاية ديسمبر 2017 كانت المليشيات الحوثية تجهز قذيفة هاون لتطلقها على منزل زينب وأسرتها، ودون سابق إنذار، ارتطمت القذيفة بسطح المنزل وتخترقه وتصل إلى حيث يتكوم أفراد الأسرة.
 
تتذكر زينب في حديثها للساحل الغربي: دوى الانفجار الرهيب وأنا نائمة، أفقت برعب وخوف، كان البيت كله دخان وغبار وظلام.. سمعت ابني وابنتي وزوجي وهم يصيحون وبعدها أغمي علي.
 
تم إسعاف زينب للمستشفى الميداني وبعدها نقلت إلى عدن، كانت شظايا القذيفة قد توزعت وانغرزت في أجساد الجميع؛ "أصبت أنا في يدي ورجلي وظهري، وأصيب زوجي في ساقه، وشظايا في أنحاء متفرقة من جسد ابني وابنتي.. أجريت لنا عدة عمليات في مستشفى أطباء بلا حدود في عدن لكن يدي ظلت تؤلمني حيث كانت الشظايا قد قطعت العصب وأحتاج للسفر للخارج لإجراء عمليات توصيل العصب وإعادة يدي كما كانت.. لم أستطع السفر ولم أحصل على منحة علاجية من أحد.. أصيبت يدي بالعطب وتصلبت ولم أعد قادرة على تحريكها أو إمساك أي شيء بها."
 
"كانت تلك الليلة مرعبة بشكل لا يتصوره أحد، فقد رأيت الموت أمامي وأصبت بصدمة وفجيعة كبيرة على أولادي وزوجي، حتى الآن لا أصدق أني نجوت من تلك القذيفة الحوثية التي غدرت بنا في منتصف الليل وهدمت بيتنا وتسببت في إعاقتنا وتشريدنا.
 
"بعد خروجنا من المستشفى لم نستطع العودة إلى بيتنا بعد أن دمرته القذيفة، ونخاف أن تقصفنا المليشيات الحوثية بقذيفة أخرى فلا أحد يمكن أن يسكن بالقرب من الحوثيين ويكون بأمان."
 
"لقد فضلنا أن نقيم بهذه الخيمة الصغيرة في المخيم ونتخلى عن بيتنا وأرضنا حفاظا على أرواحنا من قذائف وألغام ورصاص الحوثيين."
 

 

ذات صلة