الطفل عمر فرحان.. حياة قاسية بين معاناة التشرد وإعاقة قذيفة حوثية

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/08/13

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيتمارس ملشيات الحوثي أبشع الجرائم بحق البشرية يندى لها جبين التاريخ لتضاف الى صفحات سوداء لمشروعها الظلامي.
 
اسرة محمد فرحان واحدة من بين عشرات الأسر التى تعرضت للتهجير القسري عقب اعلان الحوثين حرب الابادة الجماعية على منطقة الحيمة بمديرية التعزية شمال مدينة تعز الخاضعة لسيطرة المليشيات، حيث أعلنت مليشيات الحوثي حربا جماعية على سكان المنطقة بعد رفض ابنائها دفع أتاوات غير مشروعه، لتشن المليشيات حرب ابادة جماعية تعرض الكثير من المواطنين بالقصف والتنكيل والتهجير قسراً من ديارهم. محمد فرحان اب لسبعة افراد يروي لـ"منبر المقاومة" تفاصيل التهجير ومعاناة إصابة طفله عمر: القذيفة الأولى سقطت على بعزلة الحيمة كانت بوابة لكل المأسي التي ادخلنا فيها مجبرين، في 23 من فبراير جاءت اطقم الحوثين إلى القرية برفقة مندوب القرية يريدون أن يبسطوا على ممتلكاتنا، بقوة السلاح، حاولنا أن نتجنب المعارك، لياتي اليوم الثاني مسلحين آخرين وباشروا باطلاق النار على المواطنين وحاصروا المنطقة بكل أنواع السلاح مع قصف مدفعي عنيف استهدف القرية وبشكل عشوائي، قاومنا اعتدائهم واستشهد بعضنا وبعد حصار هانق امهلونا 24 ساعة للخروج من المنطقة بسلامة ارواحنا، أو الخضوع والذل للحوثين فكان خياري وعشرات الأسر المجاورة النزوح والتشرد اهون من المهانة، خرجنا من ديارنا بملابسنا فقط لم يسمح لنا أن ناخذ أي شي بحوزتنا فكل شيء صادروه منا. ويتابع حديثه: مغلوبين على امرنا مكرهين، تركنا منازلنا وممتلكاتنا من مزارع وحيوانات وادوات بالمنزل لنتشرد في ضواحي مدينة تعز، باحثين عن مأوى يغطينا من الحر والبرد ويستر عوراتنا، لنسكن في منزل يكاد يتساقط. وبألم وحرقة يواصل حديثه قائلا: تبعتنا قذائف الحوثين إلى المدينة، وتراكمت علينا المآسي والمعاناة، طفلي عمر ضحية قذيفة حوثية على سكان المدينة، في 15 من يناير 2019 اطلقت المليشيات الحوثية قذيفة هاون على حي جولة سنان، استهدفت تجمع بشري في كفتريا اسفرت عن مقتل خمسة افراد من اسرة واحدة وجرح 3 آخرين كانوا يعملون بالكفتريا وولدي عمر أحد ضحايا تلك المجزرة، كان عائد من المدرسة مشياً على الأقدام والشمس تهلك روحهُ، لتصادفه تلك القذيفة المسعورة، وتطايرت شضاياها لتخترق جسده الصغير ثلاث شظايا متفرقه نتج عنها اعاقة دائمه يستحيل علاجها،حسب قول الاطباء لأن ما تسمى بالرمانه تكسرت بشكل كامل،بذلك اليوم الأسود سمعت صوت الانفجار قريبا جداً من قلبي الذي كان يكاد يخرج عن وظيفته سمعت صراخ الناس وتجمع كثير بجولة سنان ودخان القذيفة يتصاعد، توجهت إلى هناك لمساعدة الضحايا، لم أكن أعرف أن طفلي أحد ضحايا المجزرة، حملنا بالبداية الذين تمزقت اجسادهم بشكل يقشعر له الابدان لأتفاجأ حين رأيت طفلي يحمله الآخرين، تصبب جسدي بالعرق وتصلبت اقدامي ولساني، اقارن بين الحقيقة والخيال. اسعفت ولدي وبقية الضحايا وجميعهم مغسلين بالدماء، لتجري العمليات واخراج الشظايا من جسده، ليقول لي الطبيب، الحمد لله ابنك بخير لكنه فقد القدرة على الوقوف والحركة، لقد تفتتت عظمة الرمانة لذا يصعب علينا علاجه إضافة لذلك فانه فقد القدرة على التحكم بالجهاز الاخراجي. اعدته محمولاً إلى المنزل بعد شهر من مكوثة متنقلا بين غرف المشفى. الطفل عمر محمد فرحان (11عاما) يروي لـ"منبر المقاومة" كيف سلبت المليشيات طفولته وضاعفت معاناته ومأساة اسرته، ويضيف: بعد خروجنا من منزلنا تشردنا في المدينة فمصدر دخل اسرتي محدود والازمات تتلاحق، تعودت أن أذهب إلى المدرسة مشياً على الاقدام ذهاباً وايابا ففي ذلك اليوم خرجت من المدرسة اتخطى الطريق بخطوات متسارعه وفجأة سقطت قذيفة الحوثين لتخترق شظاياها اجزاء متفرقه من جسدي، أسفل الظهر والفخذ والبطن، اغمي علي لأصحو في اليوم الثالث بغرفة المستشفى أتساءل ماذا حدث. الحوثين حرموني أن أعيش طفولتي مثل بقية أطفال العالم، وحاصروا افراد اسرتي بين المعاناة والشقاوة والتشرد، حرموني مدرستي و منعوني من مواصلة تعليمي، منذ انفجار قذيفة الموت.
 

ذات صلة