الضحايا يتحدثون: معاناة 4 صحافيين يمنيين لـ 8 أعوام في سجون الحوثيين

  • هشام الشبيلي | independentarabia
  • 03:51 2023/05/04

استخدمت الصحافيين دروعاً بشرية ومارست معهم كل أنواع التعذيب
 
استعرض الصحافيون اليمنيون المفرج عنهم، أخيراً، (عبدالخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وأكرم الوليدي) واقع ما عانوه في سجون جماعة الحوثي، وما تعرضوا له خلال سنوات الاختطاف، وذلك خلال جلسة استماع نظمتها منظمة "صدى" للإعلاميين اليمنيين، مساء الأربعاء، تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
 
وتحدث الصحافيون اليمنيون عن رحلتهم للبحث عن الحرية منذ أن اختطفتهم الميليشيات الحوثية من أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء عام 2015 عن رحلة العذاب وحفلات التعذيب التي طالتهم خلال ثمانية أعوام في سجون الحوثيين، بداية من عملية الاختطاف وما رافقها من اعتداء عليهم بأعقاب البنادق واقتيادهم إلى أحد السجون، ثم استخدامهم دروعاً بشرية في معسكرات الجماعة، واصفين ما تعرضوا له خلال سنوات الإخفاء والتنقل بين المعتقلات من تعذيب وحشي، واعتداءات بالضرب بالحديد، وكذلك التعليق والصعق الكهربائي، وغيرها من أدوات التعذيب، برحلة العذاب الصادمة في السجون العسكرية للحوثيين.
 
دروع بشرية
 
وقال توفيق المنصوري، إنه تعرض للتعذيب في 20 أغسطس (آب) 2022 على يد القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى شخصياً، مشيراً إلى تعرضه لشج في مقدمة الرأس بسبب التعذيب، التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم، واصفاً المرتضى بأنه "مدمن تعذيب".
 
 
وفي وقت سابق أوضح عبدالله المنصوري (شقيق توفيق) أن الفحوصات الأولية التي أجريت لشقيقه "تبين أن هناك مضاعفات خطرة في مختلف مراكز الدماغ وضموراً شديداً ونزيفاً مزمناً في الدماغ نتيجة لتلك الضربة".
وأشار عبدالله عبر صفحته على "تويتر" إلى أن ما يعانيه شقيقه "أعراض التهاب في سحايا وأغشية الدماغ وتورماً وتكدماً مع تجمع دموي في نسيج الدماغ، حيث أحدثت الضربة بأداة حادة وثقيلة جروحاً أدت إلى تمزق فروة الرأس بالكامل، مما أدى إلى نزيف خارجي غزير، كما تجاوزت الضربة إلى عظمة الجمجمة محدثة كسوراً في مكان الضربة".
 
بدوره، أضاف عبدالخالق عمران أن "جماعة الحوثي لم تحتجزهم في سجون مخصصة للاعتقال، وإنما جعلت منهم دروعاً بشرية في معسكراتها"، متابعاً "تعرضنا للتعذيب منذ اليوم الأول للاختطاف حتى آخر لحظة لمغادرتنا السجون وصعودنا إلى طائرة الصليب الأحمر في طريقنا للإفراج".
 
تعذيب ومرض
 
واستطرد عمران "ضربنا بالحديد، وصعقنا بالكهرباء، وتعذيبنا كان على مدار اللحظة، ووضعنا في زنازين انفرادية"، لافتاً إلى تأثير ذلك على صحتهم العامة بالقول "نعاني الآن من أمراض السكر والقلب والقولون وانزلاقات في العمود الفقري، وذلك بسبب التعذيب والمضاعفات جراء الإهمال الطبي والحرمان من الأدوية".
 
وقال عبدالخالق، إن الحوثيين أخرجوهم في أحد الأيام وهددوهم بالتصفية في ساحة التحرير إذا لم يتم إخراج أربعة من الأسرى الذين في قبضة قوات دعم الشرعية، متابعاً "بعد أن تم إعدام أصحاب الحديدة، وتم إجبارنا على الاتصال بنقابة الصحافيين، ولجنة الأسرى والمعتقلين، وغيرهم كثير".
 
وأشار الصحافي حارث حميد، إلى أن التعذيب الذي تعرضوا له في سجون الحوثيين "لا يوصف من بشاعته ووحشيته"، وكذلك عدم مراعاة الحالة الصحية المتردية لمن يتم تعذيبهم، أو توفير العلاج لهم.
 
وأكد الصحافي أكرم الوليدي أنهم تعرضوا لتعذيب ممنهج من قبل جماعة الحوثي، مشيراً إلى أن الحرمان من الأدوية والعلاج أدى إلى تفاقم معاناتهم مع كثير من الأمراض التي أصيبوا بها في السجون، لافتاً إلى أن كل المقتنيات التي كانت بحوزتهم نهبها الحوثيون، وكذلك الحوالات المالية التي كانت ترسل لهم من أهاليهم "استحوذ عليها مشرفو الجماعة في إدارة السجون".
 
"خبير تعذيب"
 
وفي وقت سابق، نفى رئيس لجنة أسرى الحوثيين عبدالقادر المرتضى، تورطه في جريمة تعذيب الصحافي توفيق المنصوري، وكتب تغريدة على "تويتر" بأنه لم يلتقِ به في السجن أبداً، و"لم يعرف صورته إلا في الإعلام بعد خروجه "أنا مسؤول عن المفاوضات ولست محققاً أو سجاناً".
 
من جهة أخرى، اعتبر صحافيون يمنيون تصريحات القيادي الحوثي، وإنكاره جريمة التعذيب وزعمه عدم معرفة الصحافي المنصوري، تأكيداً على تورطه في الجريمة، لأن توفيق أحد الصحافيين الذين حكمت عليهم الجماعة الحوثية بالإعدام، كما أنه سجين منذ ثمانية أعوام، وتصدرت قضيته ورفاقه وسائل الإعلام المحلية والدولية.
 

 

ذات صلة