الزج بهم في محارق الموت أبرز دوافعهم.. ظاهرة اختفاء الأطفال في مناطق سيطرة المليشيات تثير الهلع في أوساط المواطنين

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/01

تتصاعد ظاهرة اختفاء الأطفال في عدد من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بشكل مخيف، تسببت بحالة من الخوف والهلع في أوساط المواطنين، خصوصاً وأن ظاهرة الاختطاف التي تنفذها مليشيات الحوثي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل كبير.
 
وكانت شوارع وأحياء مدينة ذمار خلال الأيام الماضية مسرحاً لعمليات الاختطاف التي اسفرت عن اختفاء عشرات الأطفال، خلال أسبوع.مصادر إعلامية رصدت اختفاء 17 طفلاً من أحياء سكنية وسط مدينة ذمار، منذ بداية الأسبوع الماضي، مشيرة أن عمليات اختفاء الأطفال تزامنت مع حملات تجنيد الأطفال التي تقوم بها مليشيا الحوثي لإقحامهم في الصراعات والحروب العبثية التي تشنها على الشعب اليمني.وأضافت المصادر أن الأطفال المفقودين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والخامسة عشرة، وأهاليهم لا يعرفون عنهم أي شيئاً.وما يؤكد أن المليشيات الحوثية وراء عملية الاختفاء هو تورطها في عمليات اختطاف سابقة، حيث سبق وأن قامت المليشيات قبل أسابيع باختطاف ستة أطفال، أحدهم من أسرة نازحة من الحديدة، وأعادتهم إلى أهاليهم في توابيت.من جانبهم اتهم الأهالي مليشيا الحوثي بالوقوف وراء اختفاء أطفالهم، مؤكدين أنها عملية اختطاف، ويحملون المليشيات كامل المسؤولية، مناشدين الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي إلى الضغط على مليشيات الحوثي بالتوقف عن اختطاف الأطفال وتجنيدهم في صفوفها والزج بهم في جبهات القتال.وكشف أهالي مدينة ذمار أن مليشيات الحوثي تحرض الأطفال على عصيان والديهم، ما دفع بعضهم إلى تهديد آباءهم بالقتل في حال اعترضوا طريقهم ومنعهم من المشاركة في صفوف المليشيات.وتقول بيانات رسمية إنّ تجنيد الأطفال لدى الحوثيين يتركز في الفئة العمرية ما بين الـ13 و15 عامًا، وتم توثيق 5837 منهم مجندين في معسكرات المليشيات، بينما بلغ عدد الأطفال المجندين من سن 10 إلى 14، عدد 751 طفلًا.وفي سياق ذلك حصل موفد "العربية" و"الحدث" على وثائق حوثية تفيد باعتراف الميليشيات الحوثية بوجود مقاتلين صغار السن ضمن صفوفهم.وكشفت إحدى الوثائق عن وجود أطفال مقاتلين في "معسكر الاستقبال"، يتبعون للقيادي أبو نهم، الذي يتبع بدوره للقيادي أبو محمد القدمي.كما تضمنت تقريراً صادراً عن اللجنة الثقافية في شعبة التأهيل والتدريب بوزارة الدفاع الانقلابية التابعة للحوثيين، يفند السلبيات والانتهاكات الحاصلة في مواقع التدريب بإحدى المحاور العسكرية بالمنطقة العسكرية المركزية، ويذكر ضمنه أن فريق القيادي الحوثي أبو يحيى الجريري يحوي صغاراً في السن.إلى ذلك، كشف التقرير المذكور وجود انتهاكات جنسية طالت أطفالاً في المعسكرات الحوثية.كما أشار إلى أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي حذر من تلك الممارسات بين عناصر الميليشيا، ما يعني أنها منتشرة بصورة كبيرة.إلى ذلك، ذكرت احدى الوثائق المرفوعة من قبل الأمن الوقائي في إحدى مواقع التدريب أنه تم ضبط واقعة اعتداء جنسي بموقع تدريبي تابع للمنطقة العسكرية المركزية التي يديرها عبدالخالق الحوثي.وأوضحت تلك الوثيقة أن المدعو محمد مجعل، وهو أحد قيادات الميليشيات في معسكرات التدريب ضبط أثناء اعتدائه جنسيا على أحد المقاتلين صغار السن يوم 11 يناير 2019.على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، دفع الأطفال ثمن باهظًا جرّاء الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها هذا الفصيل الموالي لإيران.ومثّل "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعةً التي اقترفها الحوثيون، حيث زجّت المليشيات بعددٍ كبير من الأطفال إلى الجبهات بعدما عملت على تدريبهم عسكريًّا وتلقينهم بمواد طائفية تدفعهم نحو القتال إلى جانب المليشيات.بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن شدّدت على ضرورة منع إشراك الأطفال في الحرب الدائرة باليمن.وقالت البعثة في بيان لها: "بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال، يحث الاتحاد الأوروبي على إنهاء ومنع إشراك الأطفال في الحرب".وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي يدافع عن حق الأولاد والبنات في الطفولة والتعلم في المدارس بأمان.وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر بيانًا أمس الأربعاء، جدَّد فيه دعوته كل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة إلى أن تعمل، منذ المراحل المبكرة لجميع عمليات السلام، على "دمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار،" بما في ذلك التركيز على "حقوق ورفاه الأطفال ومصلحتهم الفضلى."وتقول الأمم المتحدة إنّه في جميع أنحاء العالم، يتم تجنيد آلاف الفتيان والفتيات عسكريًّا للعمل كمقاتلين وطهاة وحمالين وسعاة أو أعمال أخرى، كما يتم تجنيد الفتيات لأغراض جنسية أو للزواج القسري، ويتم تجنيد العديد منهم قسرًا، رغم أن البعض ينضمون نتيجة لضغوط اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية. وتؤدي ظروف النزوح والفقر إلى أن يصبح الأطفال أكثر عرضة للتجنيد.وتضيف أنّ الأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو الجماعات المسلحة يتعرضون لعنف هائل ويضطرون غالبًا لمشاهدة وارتكاب أعمال العنف ويتعرضون للإيذاء أو الاستغلال أو الإصابة أو حتى القتل، ويحرمهم هذا الوضع من حقوقهم، ويصاحبه غالبًا عواقب جسدية ونفسية قاسية.وتعمل منظمة "اليونيسف" على إطلاق سراح الأطفال من القوات والجماعات المسلحة في أقرب وقت ممكن، حتى أثناء النزاعات المسلحة، ومساعدتهم على العودة إلى أسرهم، وتدعم الخدمات التي تعنى بالصحة والرفاه البدني والنفسي لهؤلاء الأطفال، وتزودهم بالمهارات الحياتية وتشركهم في أنشطة إيجابية لمستقبلهم، بما في ذلك التعليم والمهارات المهنية والتدريب على سبل العيش. وفي اليمن، توسّعت المليشيات الحوثية في تجنيد الأطفال، حيث أقدم هذا الفصيل الإرهابي على تجنيد أكثر من 30 ألف طفل تم تجنيدهم في 51 معسكرًا.
 

ذات صلة