تعلموا من الاخوان المسلمين كيف تفضحون أكاذيبهم!

12:00 2020/06/09

نسجل في مايلي ملاحظات ست، تساعد القراء على فهم طرق الاخوان المسلمين في الاعتماد على الشائعات والاخبار الكاذبة حين يقررون مكايدة الخصم السياسي والنيل منه.
 
في المجمل نؤكد إن القراءة الدقيقة الفاحصة للأخبار والتغريدات والمقالات والقصص أو الروايات الخبرية، من جميع جوانبها، تمكن القارئ الحكم على صدقها أو كذبها، أو وما إذا أكانت إنسانية أو إخوانية.رتيب ملاحظاتي كما سترون أدناه.. أما تماسكها فمتروك للقارئ.. وهذه الملاحظات الست هي:الأولى، في أي خبر، في أي مقال يكتب، في أي تغريدة تصوت، أو حكاية خبرية تروى، بشأن واقعة تتعلق بشخص طبيعي(رجل مثلا) أو شخص اعتباري(هيئة عامة، أو جمعية ذات نفع عام، أو حزب، أو تيار مقاوم مثلا)، طال ما لم يذكر الناشر أو الكاتب أو الراوي مصدره بوضوح يتعين أن لا نثق به.. أي خبر ترد فيه كلمات تمريض، مثل: قيل، ذكر.. أو خبر ينسب لمصدر مجهول مثل: مصدر مقرب، مصدر طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مصرح له بالحديث.. لا نثق به، باستثناء حالات سنشير إليها في غضون الملاحظة التالية.الثانية، يصمم أحدهم أو يفبرك وينشر خبرا كاذبا يستهدف به شخصا ما، ولأنه يعلم أن مضمون الخبر ليس صحيحا، وأنه فعل ذلك للنيل من خصمه، لجأ إلى نسبة هذا الخبر إلى مصدر مجهول، ويعتقد أنه بذلك قد تجنب تبعاته السلبية.. بالطبع لدى بعض الصحفيين والإعلاميين والكتاب المحترمين مصادرهم الخاصة التي يستقون منها معلومات، ومن حق كل واحد منهم أن لا يفصح عن مصدره إذا طلب المصدر منه ذلك، لكي لا يلحق ضررا بمصدره أو يخسره.. لكن هؤلاء معدودون معروفون عادة، فلو ذكرت وكالة رويترز مثلا أن مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه فأن ذلك لا يشكك في مصداقية الوكالة وخبرها، لكن لو قالت ذلك صحيفة صفراء، أو موقع اخباري تابع لحزب الإصلاح فشك فيه، ولو قال ذلك مفسبك أو مغرد إخواني لا تصدقه!الثالثة، ننبه إلى أمر مهم.. وهو أن مصمم وناشر الخبر الكاذب، لا يمازحك للتسلية معك، بل له هدف.. إنه يفبرك الخبر الكاذب وينشره لكي تصدقه ويصدقه كل متلق له.. ولكي تصدقونه فأنه يحسن الفبركة، يوظف الخبرة السابقة للمتلقي عن الحزب أو الجهة أو الشخص المستهدف.. يوظف ما يشاع عن هذا الشخص أو هذا الحزب.. فإذا كان الشائع عن هذا الشخص- مثلا- أنه موالي لدولة الإمارات، ففي هذا الحالة تكون الفبركة الاخبارية المثالية أنه زار أبو ظبي سرا، وأنه اتفق، وأنه تآمر، ووو.. أما إذا كان قد بدأ يحظى باهتمام من قبل الرياض - وهذ أمر مزعج بالنسبة للإخوان المسلمين- ففي هذه الحالة سوف ينسجون قصة خبرية عن كرهه للسعودية.. ولنضرب مثالا عمليا لذلك، وهو أن موقعا اخباريا تابعا لتيار الإخوان المسلمين الموالي لدولة قطر، نشر خبرا مضمونه كما يلي: اجتماع عقده طارق عفاش مع صحفيين في مدينة ساحلية قبل أيام، وفيه هاجم طارق السعودية بقسوة، واتهمها أنها العدو التاريخي للشعب اليمني، وأن عمه الرئيس صالح كان ينصحه تجنب التعامل مع السعودية، وأن يتعامل مع إيران، وأكد طارق في الاجتماع على أحسن السبل لمواجهة الخطر الإيراني على اليمن.. فماذا لدينا هنا؟ لقد صمم الاخوان خبرا عن اجتماع لم يعقد اصلا، وزادوا حصلوا على معلومات حول ما جرى في الاجتماع الذي لم يعقد أصلا، ولأن زيارة طارق للسعودية أقلقت الاخوان، قالوا إنه هاجم السعودية بقسوة، ونسبوا إليه العبارة التي كررتها صاحبتهم البليدة توكل كرمان(إن السعودية هي العدو التاريخي للشعب اليمني)، والعبارة في الأصل قالها عبد الفتاح إسماعيل في ظروف مختلفة ملتبسة.. وفي الخبر جعلوا طارق يتلقى من عمه الرئيس صالح نصيحة بالابتعاد عن السعودية، وفي الوقت عينه جعلوه في الاجتماع يناقش أحسن السبل لمواجهة الخطر الإيراني على اليمن.. فنسف الحمقى خبرهم نسفا بأنفسهم.. ومن قبل وقت الرواية الإخوانية هذه ومن بعدها لم يكن العميد طارق موجودا في الساحل الغربي، بل كان حينها في دولة عربية يزور جرحى المقاومة الوطنية الذين يعالجون في مستشفيات تلك الدولة.هناك شواهد لا حصر لها، عن نسف الاخوان لأخبارهم وتكفلهم بإسقاط قالاتهم، وأقرب شاهد لذلك أن البعداء منهم ينشرون أخبارا تصور دور حراس الجمهورية بأنه دور هامشي في الساحل الغربي، وأن هذا الدور لا يزيد عن قيام الحراس بتأمين المواقع المحررة من قبل الجيش الوطني! بينما أخوان الداخل ينشرون تباعا عن جبروت حراس الجمهورية في الساحل الغربي، وعن تفرد طارق عفاش بالقرار فيه.. إخوان الخارج والداخل كلاهما كاذب في الحقيقة.. يكذبان بقصد النيل من حراس الجمهورية وقيادتها، وطال ما عري هذا الكذب من قبل قيادات العمالقة الجنوبية والزرانيق التهامية.الرابعة: في الماضي كان المتضررون من الأخبار الكاذبة التي تستهدفهم يخرجون يردون على الخبر وينفون صحته، اليوم لا نجد سوى بقايا من هذا الأسلوب، وعادة يأتي من جهات ضعيفة قلقة تشعر أن تلك الاخبار الكاذبة تهز مكانتها أمام الناس في الداخل أو أمام الخارج.. نعم، أصبح الرد أو التصحيح اليوم قليل الاستخدام، ذلك لأن القراء صار لديهم تجربة جيدة مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، جعلتهم حذرين مما تقدمه لهم، بل لا يثقون بها.. وهم محقون في ذلك، فهو موقف طبيعي، فطال ما نشرت الخبر بعد الخبر وفي النهاية لم يصح منها شيء، وطال ما غرد مغرد وهو يشك بذكاء المتلقي، أوفسبك مفسبك وفي غضون كلماته تناقض يقع فيه لأن هدفه غير نبيل، وفي كثير من الحالات تكفل صناع الأخبار المفبركة بكشف كذبها، وخاصة الذين لا يتقنون الفبركة حيث تجد الخبر يضرب بعضه بعضا، ويناقض آخره أوله.الخامسة، إن معظم الجمهور المتلقي للخبر أو التغريدة أو المقال اليوم هو جمهور سياسي، بات يدرك أن اليمنيين في حالة اشتباك، وأن أطراف النزاعات المسلحة، تتنافس سياسيا أيضا، وأن الإعلام صار من جملة الأسلحة المستخدمة في النزاع، حيث صار لكل طرف وسائل إعلامه الخاصة به، وهي متنوعة فهناك قنوات التلفزة والصحف الورقية والمواقع الاخبارية على شبكة الانترنت ومنصات تويتر وفيسبوك وغيرها، التي صارت تصمم وتفبرك وتضخ الأخبار الكاذبة، التي يستهدف بها المتنازعون عسكريا والمتنافسون السياسيون بعضهم بعضا.. ولدى كل منهم أسلوبه لتمرير هدفه الكريه إلى الجمهور.. ولأن معظم الجمهور المتلقي هو جمهور مثقف كما قلنا، فأنه يستطيع أن يكتشف الكذب، وأحيانا يساعده على ذلك مفبركو الاخبار دون قصد منهم، وذلك بسبب تناقضهم، كما أن بعض المصادر الحصيفة تورد الواقعة موضوع الخبر كما هي وبذلك يفتضح المفبركون وتسقط أهدافهم.السادسة، إن هذه الشريحة المثقفة يتعين عليها أن تلعب دورا في مساعدة المجتمع كله على التحرر من سلطة تزييف الوعي.. أن تشرح من وقت إلى آخر كيفية التعامل مع الشائعات، وكيف يمكن قراءة الأخبار والروايات والتغريدات والمقالات بعقل ناقد، فلا ينبغي للمتلقي أن يكون سلة للقمامات الفكرية والإعلامية.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)