خل الخولاني وعسل الاخوان المغشوش

12:00 2020/07/14

يوم أمس حشد العميد أحمد الكوكباني قائد اللواء الأول مقاومة تهامية مئات الأفراد المنتسبين للواء مع عائلاتهم، إلى أمام مبنى إدارة أمن مديرية الخوخة التي يسيطر عليها.. زودهم بلافتات من قبيل: أمن تهامة للتهاميين، أمن الخوخة مسؤولية اللواء الأول تهامة واللواء التاسع عمالقة (تهامي).. وهذه اللافتة الأخيرة تلخص مشكلة كبيرة، كما هي نثرة لم ينتبه إليها الكوكباني، لأن الحالة الأمنية مسئولية مؤسسة الأمن، وليس الألوية العسكرية.. يواجه الكوكباني ضغوطا كثيرة، وقد ظن أن حشد جنود اللواء وعائلاتهم إلى أمام مبنى إدارة الأمن أسلوب جيد وفعال للضغط على الضغط، لكي يحصل على ضمانة لمصالحه التي يجنيها من سيطرته على مديرية الخوخة.. ابتزاز مقابل القبول بضغط السلطة المحلية لمحافظة الحديدة، وأيضا مقابل تلبية مطلب ألوية العمالقة بضرورة عودة اللواء العسكري الأول تهامية إلى جبهة القتال ضد ميليشيا الجماعة الحوثية.
 
أعد الكوكباني لأتباعه تلك اللافتات، ودفعهم للهتاف ضد تسليم الملف الأمني للسلطة المحلية المدنية.. وإضافة إلى الموقف الحرج الذي وضعته فيه ألوية العمالقة بسبب سحب مقاتليه من الجبهة، فأنه مطالب من قبل المحافظ ومدير عام الأمن في المحافظة بالخضوع لقرارهما بتعيين مديرا لأمن المديرية، وبالتالي لا بد له من تسليم مبنى الإدارة لكي يتمكن المدير المعين من ممارسة مهامه.. ويقال إن الكوكباني أظهر اللين تجاه هذه المطالب، وإنه اشترط فقط أن مدير أمن مديرية الخوخة الذي سيصدر بتعيينه قرار من المحافظ ومدير أمن المحافظة لا بد أن يكون مواليا له، شخص مثل عادل كعلان، أو أي شخص يختاره هو.. من أجل ذلك كله كانت مظاهرة الكوكباني في الخوخة، التي حرصت وسائل إعلام الاخوان المسلمين على بعث مبعوثيها لتغطيتها على ذلك النحو الذي قرأناه. لقد كان يتعين على المبعوثين، والمحررين في المواقع التابعة لجماعة الاخوان المسلمين- حزب الإصلاح مثل: مارب برس، يمن شباب، تعز اونلاين، المهرة بوست، الجند بوست، واخبار اليمن الآن، وكذا قناة الجزيرة، قلب ما جرى في الخوخة رأسا على عقب، لهدف يستطيع معرفته أي مطالع لأخبارها التي روجتها، وهو في الحقيقة خبر واحد، وصيغته تريك أن مصدره واحد.. فعلى أي صورة سيظهرون ما جرى، مختلفا عما كان في الواقع؟ رأوا أن الصورة المثالية التي تخدم هدفهم ينبغي أن تكون هكذا: إن مظاهرة حاشدة جرت في مدينة الخوخة لرفض محاولة قوات طارق صالح، المدعومة إماراتيا السيطرة على إدارة أمن المديرية.. والتمسك بتولى القوات التهامية إدارة الأمن.. ورفض هيمنة طارق ووصايته.. وعدم القبول بشخصيات من خارج المنطقة لإدارة المؤسسات الحكومية الشرعية!! والمطالبة برحيل قوات طارق من مدينة الخوخة.. وذلك بعد تزايد الانتهاكات بحق المدنيين . في حين أن مدينة الخوخة واقعة تحت إدارة الكوكباني الذي لم يكتف بفرض الجبايات على الفقراء، والبطش بالآمنين، حتى صارت الخوخة مسرحا للظلم والقتل والعسف وإفقار الصيادين.. أما قوات حراس الجمهورية فليس لها أي وجود في الخوخة، لأنها قد تفرغت كليا للجبهات، وليس مسموحا لأي فرد فيها الاتيان بما يشين المقاومة. عن وسائل إعلام الاخوان تلك أخذت الكذب بعض المواقع ووكالة الصحافة التابعة للجماعة الحوثية، فغيرت وبدلت في الأخبار لتصل إلى فبركة ذكية حاولت تضرب بها الجميع: حزب الاصلاح، المقاومة التهامية، طارق، والكوكباني نفسه، وزادت توظف جريمة القتل التي أقدم عليها ابنه توظيف يهود يثرب للتباين بين الأوس الخزرج. كل هذه الأكاذيب الكثيرة التي اعتقد الاخوانيون والحوثيون أنهم أضفوا عليها حلاوة العسل المغشوش لتغدو جيدة المذاق للجمهور، أفسدها واحد من الضباط الذين يمثلون الخوخة في قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي.. أفسدها الخولاني بعبارة موجعة لهم، كما تفسد قطرة الخل قنينة العسل.. أعني بذلك العميد فاروق الخولاني، رئيس عمليات اللواء الأول تهامة الذي يقوده أحمد الكوكباني. قال الخولاني إن هناك مشكلة تتعلق بأمن مديرية الخوخة، وأطراف هذه المشكلة كلها تهامية، وأصلها خلاف حول منصب مدير الأمن في المديرية، ومصير أفراد الأمن التابعين للمقاومة التهامية.. وإن العميد طارق والمقاومة الوطنية- حراس الجمهورية ليسوا طرفا في الخلاف- المشكلة، ولا دور لهم فيها .. وإن استثمار وسائل إعلام مليشيا الحوثي، والقوى الحاقدة لمظاهرة أمس، من خلال تصويرها أنها ضد العميد طارق والمقاومة الوطنية، بهدف خلق فتنة وسط القوات المشتركة في الساحل الغربي، هي محاولة مكشوفة وبائسة. والعميد رزق الخولاني عندما يقول إن أطراف المشكلة في الخوخة هي تهامية، فهو يعني ما يقول.. فمحافظ محافظة الحديدة الدكتور حسن طاهر تهامي.. ومدير عام أمن المحافظة العميد نجيب ورق تهامي.. العميد أحمد الكوكباني قائد اللواء الأول تهامي، حتى وإن كانت أصوله ترجع إلى كوكبان في المحويت، مثله مثل العميد رزق الخولاني، فهو تهامي، على الرغم من أن أجداده من خولان في صنعاء.. ومثل الكوكباني والخولاني هناك آخرون جاءوا من مناطق يمنية مختلفة، إلى تهامة فسكنوا فيها، وغدوا تهاميين.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)