أطلال المخا تحكي قصة مدينة منحت العالم اسمها وتوارت في رمال النسيان - (قصة مصورة)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/22

منبر المقاومة – علي جعبور "هي مخ اليمن" بهذه العبارة المختزلة والمكثفة اختصر الحاج عايش حضيري وصفه لمدينته المخا عندما سألته عنها. يعمل عايش حلوانيا في احد احياء المدينة منذ سبعين عاما ويعرف الكثير عن تاريخ المدينة المنسي والمطمور.
 
في المخا لن يحدثك الناس كثيرا، لربما تعلم أهلها الصمت أمام الغرباء لكثرة الغزاة الذين مروا بهم، لكن أجحار المدينة وركامها وآجرها وبرسلانها ومينائها وبقايا قصورها وكل شيء فيها سيحدثك لا محالة عن تاريخ مجيد كان هنا يوما. فقد سبق لها أن كانت أحد أشهر موانئ العالم عندما ذاع صيتها وعلت شهرتها كمصدر لأجود أنواع القهوة في القرن السابع عشر الميلادي، ثم تتالت عليها الحروب والغزوات والكوارث الطبيعية حتى غيرت وجهها تماما ومحت الكثير مما كانت تفخر به وهجرت جم غفير من أهلها. الشاذلي.. شاهد آخير وأنت تزور المخا، ستلمح من بعيد، ومن أي اتجاه جئت، منارة جامع الشاذلي، كآخر ما تبقى من منارات المخا الطويلة، وقد ظلت واقفة بصلابة رغم تقادم الزمن وبقيت كمزار مهجور يوشك على التداعي حيث شاءت لها الأقدار أن تنجو من مدافع البرتغاليين والبريطانيين والعثمانيين والإيطاليين، الا أنها لم تنج من الإهمال. وبجوار الشاذلي ومنارته ثمة خرائب لقصور عامرة بزخارف بديعة لا يخفى على من يشاهدها مدى رفاهية الحياة التي عاشها سكانها في زمن مضى وايام سعيدة محت آثارها مدافع الغزاة وكوارث الطبيعية. يروي الباحث عادل حسن لـ"منبر المقاومة" وهو احد المهتمين بتاريخ المخا، أن المدينة تعرضت لزلزال مدمر في عام 1686، ثم اجتاحتها في عام 1942 سيل جارف عرف بسيل الثلوث أتى على ما تبقى من قلاعها وسورها العظيم الذي يشبه سور مدينة زبيد. وتظهر الصور التي التقطها المستشرقين مطلع القرن العشرين وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية، منازل مدينة المخا وقصورها العالية وسورها الكبير ما يعني أن الكثير من تلك المعالم دمرت في وقت لاحق وتشير بقايا أحجار الميناء القديم المطمورة بطمي الشاطئ الى حكاية أول شحنة قهوة صدرت للعالم وكيف تحول اسم المخا أو «موكا» لماركة عالمية شهيرة بينما توارت المدينة ومينائها عن أعين العالم وغاصت معالمها في رمال النسيان.
 
 
 

ذات صلة