افتحوا الطرقات.. حملة شعبية تفضح الحصار الحوثي لملايين اليمنيين
- صنعاء، الساحل الغربي، تقرير / وليد محمد:
- 12:17 2024/03/03
على وقع حملة شعبية واسعة للمطالبة بفتح الطرقات بين المدن اليمنية على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل الحديث عن خارطة طريق أممية بشأن حل الأزمة في البلاد، تمارس مليشيا الحوثي تعنتا ورفضا "ضمنيا" بطريقة ملتوية واحتيالية في ملف فتح الطرقات.
عاودت مليشيا الحوثي بث اكاذيبها ونشر شائعاتها في محاولات بائسة منها للتملص ورفع الحرج عنها واقناع الداخل والخارج بعدم مسؤوليتها بشأن فتح الطرقات المغلقة من قبلها منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014.
واعلنت اللجنة الحكومية لفتح الطرق بمحافظة تعز في بيان صحفي، يوم الجمعة، إنها على أتم الاستعداد للبدء الفوري باتخاذ كافة الإجراءات التي تقدم كل التسهيلات لتنقل المواطنين من جميع المحافظات إلى تعز ومنها إلى غيرها في كافة المحافظات.
وأكدت صدق نواياها عن جاهزية فتح الطريقين الرئيسين التاليين بدءا من السبت 2 مارس: الطريق الرئيس الأول: طريق حوض الأشرف/عقبة منيف الحوبان خط صنعاء، الطريق الثاني: طريق المطار القديم/ حذران البرح خط الحديدة.
وسبق واعلنت الاربعاء الماضي، عن مبادرة فتح طريق عقبة منيف المؤدي إلى جولة القصر الجمهوري والحوبان من جانب واحد.
وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود السلطة المحلية لتسهيل حركة المواطنين بفتح طريق فرزة صنعاء الحوبان المغلقة منذ 9 سنوات وبقية الطرق الرئيسية وفك الحصار الذي يفرضه الحوثيين عن المدينة لما فيه تخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين.
ودعا محافظ تعز نبيل شمسان الجانب الآخر إلى فتح الطريق من جهته لما تمثله من ضرورة في ظل المعاناة الكبيرة للمواطنين في السفر عبر الطرق البديلة.. بالمقابل ردت مليشيا الحوثي بالإعلان عن فتح طرق ثانوية خارج المدينة المحاصرة منذ نحو 9 سنوات.
ونشرت وكالة سبأ بنسختها الحوثية، قيام المنتحل صفة القائم بأعمال محافظ تعز أحمد أمين المساوى والقيادي حسين هاشم المعين في منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية الحوثية، طريق الخمسين - الستين، وكذا طريق حيفان - طور الباحة الإسفلتي الذي يربط محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية.
رفض صريح
الرد الحوثي على المبادرة الحكومية لم يصمد سوى ساعات حتى لاقى موجه سخرية وانتقادات لاذعة من قبل الناشطين والمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي الذي اعتبروه تهربا فاضحا ومكشوفا من قبل الميليشيات لفتح الطرقات الحيوية عبر إعلانها فتح طرقات فرعية وثانوية للتملص من الالتزام بالمبادرة التي طرحت بطرق ملتوية واحتيالية خصوصا ان طريق حيفان - طور الباحة الإسفلتي الرابطة بين محافظة تعز والمحافظات الجنوبية مفتوحة منذ قبل الحرب.
وجاءت مبادرة تعز بعد أيام من مبادرة مماثلة قدمها عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة ومعه رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، عن فتح الطريق الرئيسية الرابط بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم من جانب واحد.
وفي المقابل، ردت مليشيا الحوثي عبر القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين على مبادرة العرادة بفرض اشتراطات للاستجابة لها أبرزها توقيع ميثاق يضمن عدم اعتقال أي شخص في النقاط، التي يمر بها المسافرون، وإطلاق سراح سابقين تم اعتقالهم فيها، وظهر المنتحل لصفة محافظ مارب المعين من قبل المليشيا علي طعيمان عبر وسائل اعلام حوثية، معلنا افتتاح طريق ثانوية وفرعية (مأرب – صرواح – خولان – صنعاء) أمام من يريد العبور"، في رفض صريح لمبادرة العرادة.
وفي 17 فبراير الماضي، أعلن المتحدث باسم المقاومة الوطنية العميد صادق دويد، تجديد مبادرة عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح بفتح طريق حيس الجراحي في محافظة الحديدة من جانب واحد بهدف التخفيف من معاناة المواطنين لكن تلك المبادرة المتجددة لم تلقى اي تجاوبا من قبل المليشيات المرتهنة بيد إيران.
وسبق فتحت القوات المشتركة في أبريل 2022م خط حيس - الجراحي جنوبي الحديدة من جانب واحد لدواع إنسانية والتزامًا بتنفيذ الهدنة الأممية، بينما ردت مليشيا الحوثي على هذه المبادرة، باستحداث مواقع بالقرب من الطريق، وإطلاق النار على المواطنين الذين حاولوا المرور.
ولجأت مليشيا الحوثي لتكرار مسرحيات فتح الطرق الثانوية والفرعية الايام القليلة الماضية، لمحاولة خداع وتضليل المجتمعين المحلي والدولي بغية التهرب من الضغوط المجتمعية والدولية لفتح الطرقات المغلقة من قبل المليشيا.
استحداث منافذ جمركية
وبرر علي الصنعاني احد ابرز منظري المليشيا الحوثية في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تلكؤ جماعته تجاه مبادرة مجلس القيادة الرئاسي بفتح الطرق الرئيسة في مأرب وتعز والحديدة، إلى أن هذه الدعوة ليست لأغراض إنسانية، بقدر ما هي ذات ابعاد عسكرية وسياسية تخدم التحالف الذي ستقوده واشنطن مستقبلا في حال استمر التصعيد العسكري في البحر الأحمر - حد زعمه.
تلك المخاوف الحوثية تكشف سوء نوايا قيادة المليشيا واختلاقها اعذار واهية وامعانها وتلذذها بمعاناة المواطنين اليمنيين المسافرين بين المحافظات واصرارها على تنغيص حياتهم ومضاعفة معاناتهم في اغلاق الطرق الرئيسة التي كانت تستغرق السفر لساعات قليلة وارغامهم على التنقل عبر طرق فرعية وثانوية بديلة لساعات طويلة في طرق جبلية وعرة مليئة بالصخور والحُفر محفوف بالمخاطر.
وعلى المستوى المحلي يدرك اليمنيين بجميع انتماءاتهم ومشاربهم حقيقة ان الحوثيين كجماعة ارهابية واداة وظيفية مرتهنة بيد إيران تتعارض مصالحها مع مصالح المواطنين اليمنيين حيث تقوم المليشيا طيلة سنوات الحرب باستغلال قطع الطرقات لفرض الجبايات واستحداث منافذ جمركية تدر عليها مليارات الريالات لتحقيق مكاسب مادية على حساب معاناة ملايين اليمنيين، واستخدامها ايضا كورقة ضغط سياسية لابتزاز الحكومة اليمنية في مفاوضات السلام لتحقيق اهدافها ومآربها الخفية.
وفي الوقت ذاته الذي تحاصر فيها اليمنيين في الداخل عبر اغلاق الطرقات تواصل تحشيداتها وتصعيدها العسكري في جبهات القتال وقطع خطوط الملاحة الدولية بغرض محاصرة التجارة العالمية تحت ستار الهدنة المزعومة.