قتلت المليشيات الحوثية زوجها وهجرتها وطفلتيها من قريتها في الجبلية.. فتحية تروي مأساتها لمنبر المقاومة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/23

الحديدة – منية عبدالله: نزحت المواطنة فتحية (30 عاما) من قريتها في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة الى مخيم الجشة غرب مدينة الخوخة، هناك استقر بها المقام منذ سنتين، بعد ان هجرتها المليشيا من بيتها لتسكن في خيمة مهترئة وبيت من القش تأوي اليه هي وطفلتيها اليتيمتين الذين قتلت مليشيات الحوثي والدهما.
 
لم تفكر قط انها ستسكن يوما ما الخيمة تلك او تعيش حياة التشرد والضياع، فقد كان لها بيتها الخاص وحياتها وان كانت حياة متواضعة شأنها شأن نظيراتها من نساء القرية، الا انها لم تكن قد حملت صفة ارملة او نازحة بعد. تروي فتحية لـ "منبر المقاومة" ان زوجها ذهب بدراجته الناريه، مع والده، في أحد أيام أكتوبر 2017 إلى أحد مراكز ميليشيا الحوثي في التحيتا للبحث عن شقيقه المختطف، وعندما عادا إلى البيت مساء لم يكونا يستقلان دراجتهما النارية مثلما ذهبا في الصباح، بل كانا جثتين هامدتين محمولتين على أعناق رجال القرية. وتضيف فتحيه : كان زوجي يعمل صياداً بالأجر اليومي لكنه أصيب بمرض تكسر الدم ولم يستطع مواصلة عمله فاشترى دراجة نارية للعمل عليها كسائق أجرة ومع اشتداد المواجهات بين المقاومة المشتركة والحوثيين واقتراب المقاومة من تحرير التحيتا اختطفت الميليشيات الحوثية الأخ الشقيق لزوجي والذي كان سنده وعونه في كل شيء، مضى شهر كامل على اعتقاله بلا ذنب، فقرر زوجي يحيى البحث عنه في سجون الحوثيين وكان أن دلوه إلى مراجعة مركز مديرية التحيتا فأخذ معه والده فقد كان يتوقع أن الحوثيين سيشفقون عليه لكبر سنه ويطلقون سراح ولده لكن شيئاً من ذلك لم يحدث بل تعرضا للتهديد بالاعتقال وحين يئسا وقررا العودة للبيت لم يسمح لهما الحوثيين بالعودة من ذات الطريق التي قدموا منها وأجبروهما على العبور بدراجتهما من وسط حقل ألغام كانوا قد زرعوه في وقت سابق ولم يكن يحيى ووالده على علم بذلك وما هي إلا عدة أمتار اجتازتها الدراجة حتى قذفها لغم أرضي مع راكبيها ليفارقا الحياة على الفور. تواصل فتحية سرد قصتها والعبرات تخنقها حيث كانت تستعد تلك الليلة لتجهيز العشاء لطفلتيها قبل الغروب وعندما لمحت أسفل الطريق مجموعة رجال قادمين الى القرية وكان ثمة شيء ما يحملونه، ايقنت انهم يحملون جثتين وتوقعت أنهما لرجلين آخرين من القرية، فقد انتشر الموت في كل مكان منذ حلول الميليشيا بالمنطقة. وعندما اقترب المشيعون من البيت زاد خوفها وقلقها وتمنت انهم عبروا الى مكان آخر لكن القدر كان يحمل لها خبرا سيئا لم يحدث لها من قبل حيث توقف الجمع الغفير أمام بيتها ووضعوا الجنازتين لتتبين انهما زوجها وحماها فانهارت من فورها وغابت عن الوعي لتفيق على وضع وحياة أخرى ما كان لها ان تحياها لولا جرائم مليشيات الحوثي الارهابية. ولم تتوقف المليشيات عند هذا الحد فحسب، إذ ما ان انتهى اهل القرية من دفن الجثتين حتى كانت أطقم المليشيات تطوق القرية والعناصر المسلحة تشهر بنادقها صوبهم وهم يطالبونهم بمغادرة منازلهم فورا دون ان يتساءلوا لماذا، فخرج الجميع مكرهين الى المخيمات وتحولت قريتهم وبيوتهم المتواضعة الى ثكنة عسكرية للمليشيات ولم تغادرها حتى حولتها الى حقل ألغام لتضمن عدم عودتهم اليها بعد التحرير.
 

ذات صلة