في حادثة دامية تُجسّد فوضى السلاح وغياب القانون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، اندلع اشتباك مسلح عنيف بين أفراد من أسرة واحدة في مديرية الحدا جنوب محافظة ذمار، ما أسفر عن سقوط ستة أشخاص بين قتيل وجريح بسبب نزاع على قطعة أرض.

 

وذكرت مصادر قبلية أن المواجهات نشبت بين أبناء عمومة من "قبيلة العبادلة" إحدى فروع قبائل أعماس الحدا، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين - بعد فشل الوساطات - وعجز الجهات المعنية عن التدخل أو فرض حلول في ظل سيطرة الجماعة الإرهابية على مفاصل الدولة وتغذية ثقافة العنف.

 

وأكدت المصادر أن النزاع تفاقم نتيجة غياب الردع القانوني ما دفع أطراف الخلاف إلى اللجوء إلى السلاح لحسمه، في حادثة باتت تتكرر في المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي، وسط استياء واسع من الأهالي الذين عبّروا عن حزنهم لما آلت إليه الأوضاع وحمّلوا الحوثيين مسؤولية تعطيل القضاء وتحويله إلى أداة تسييس ومماطلة.

 

وحذّر حقوقيون من خطورة تصاعد هذا النوع من النزاعات لا سيما مع تنامي الانقسامات داخل الأسر والقبائل وتلاشي الأمان القانوني، في ظل تهميش سلطات الدولة لحساب أدوات المليشيا القمعية التي تكرّس الظلم والفوضى.

 

وتُضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من المواجهات القبلية المسلحة التي تضرب النسيج الاجتماعي في المناطق الخاضعة للحوثيين، حيث تسود حالة من الانفلات والظلم ويغيب فيها الإنصاف، ما يُفاقم التدهور المجتمعي والإنساني بصورة مروعة.