القصف الإسرائيلي يدمّر أجزاء من المتحف الوطني بصنعاء ويصيب تمثال «سيدة البخور» بأضرار جسيمة

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 10:56 2025/11/09

تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية، فجر العاشر من سبتمبر، في تدمير أجزاء من المتحف الوطني بصنعاء، وإلحاق أضرار جسيمة بمقتنياته الأثرية، في ضربة وُصفت بأنها «موجعة لذاكرة اليمن الحضارية».
 
ووفق تقرير صادر عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، استهدف القصف محيط مبنى المتحف الواقع في ميدان التحرير، أدى إلى انهيار أجزاء من جدران مباني دار السعادة ودار المالية، وتحطم النوافذ والمشربيات الخشبية وقاعات العرض والمكتبة الشرقية.
 
وأشار التقرير إلى تلف 34 قطعة أثرية نادرة، من بينها التمثال البرونزي الشهير «سيدة البخور» الذي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وتضرر بفقدان أذرعه نتيجة تطاير الشظايا.. كما سُجل تضرر 13 نقشاً حجرياً في قاعة النقوش القديمة، و11 قطعة أثرية في قاعة سبأ، بينها تمثال الوعل البرونزي الذي تعرض لكسر جزئي.
 
وفي القسم الإسلامي من المتحف، تضررت مجموعة من المسكوكات وكسوة الكعبة وصناديق عرض تحوي مقتنيات نادرة، بفعل الاهتزازات والغبار الناتج عن الانفجار.
 
وتمكنت فرق الهيئة من انتشال 218 قطعة أثرية من تحت الركام، فيما بقيت 483 قطعة داخل صناديقها سليمة نسبياً.. كما أعلنت تشكيل لجنة طوارئ ميدانية لجرد القطع المتضررة واستعادتها، بالتوازي مع عمليات إصلاح أولية لمنظومة المراقبة والألواح الشمسية وإغلاق النوافذ المهدمة.
 
«سيدة البخور مكسرة الأيدي.. يا للحزن»
بهذه العبارة عبّر الخبير في شؤون الآثار عبدالله محسن عن أسفه لما لحق بالتمثال البرونزي، وكتب في منشور على صفحته أن "تمثال سيدة البخور تضرر إلى جانب 33 قطعة أثرية أخرى نتيجة القصف العبري"، مضيفاً أن "الآثار اليمنية تُدمَّر بفعل القصف والعبث والنبش العشوائي والتهريب، ولا حامي لها".
 
ويُعد تمثال «سيدة البخور» من أبرز رموز الحضارة اليمنية القديمة، إذ يجسد امرأة من مملكة سبأ تحمل مبخرة، في تعبير عن طقوس روحية وجمالية تميزت بها حضارات جنوب الجزيرة قبل أكثر من ألفي عام.
 
القصف لم يدمّر فقط حجارة المتحف، بقدر ما وجّه ضربة مباشرة لذاكرة الأمة اليمنية التي ما زالت تدفع ثمن الحروب الحوثية، فيما تبقى آثارها بين ركام الإهمال والعبث، بلا حماية ولا صوت يذود عنها.

ذات صلة