اعتداء الوازعية.. عصابة أحمد حيدر تهدد استمرار المساعدات وتُعرض 800 أسرة للحرمان

  • تعز، الساحل الغربي:
  • 07:51 2025/11/22

تعصف بمديرية الوازعية في محافظة تعز حالة استياء شعبي واسع، عقب الجريمة التي ارتكبتها عصابة مسلحة بحق فريق ميداني تابع لمنظمة "إدرا" أثناء تنفيذ نشاط إنساني في منطقة الحضارة بالمديرية.. الجريمة التي وصفت بـ"الإرهابية" لم تستهدف فقط العاملين الإنسانيين، بقدر ما طالت بشكل مباشر آلاف السكان الذين ينتظرون تلك المساعدات في ظروف إنسانية صعبة.
 
وكانت اعترضت عصابة مسلحة بقيادة المدعو أحمد حيدر فريق منظمة "إدرا" أثناء تنفيذ مهمة ميدانية في منطقة الحضارة، واعتدت عليهم ونهبت أجهزة الحاسوب وكشوف المستحقين ومبالغ مالية كانت مخصصة لدعم مستفيدين من الفئات الأشد فقراً.
 
لم يقتصر أثر الاعتداء على الجانب المادي؛ فقد أدى تدمير محتويات الفريق إلى حرمان 800 أسرة مستحقة من المساعدات التي كانت مخصصة لهم، وفق شهادات أبناء منطقة الظرفية الذين أكدوا أن العديد من المواطنين كانوا ضمن قوائم المستفيدين قبل أن تُجهض العملية الإنسانية بسبب هذا الاعتداء.
 
أهالي الوازعية -وعلى رأسهم أبناء منطقة الظرفية- عبّروا عن مخاوفهم مما وصفوه بسلوك متكرر للعصابة الخارجة عن النظام والقانون، مشيرين إلى أن هذه ليست الجريمة الأولى التي تتسبب فيها المجموعة المسلحة، إذ سبق وأن حرمت المديرية من مشاريع تنموية وخدمية وإنسانية مماثلة.
 
وحذروا من تداعيات الاعتداء، خاصة بعد أن علقت بعض المنظمات دعمها مؤقتاً نتيجة حملات إعلامية "مزيفة" حاولت تصوير ما حدث كصراع داخلي، أدى إلى تقديم صورة مغلوطة تهدد بوقف مشاريع مستقبلية تمس حياة السكان.
 
وعلى وقع الغضب الشعبي، أصدرت قبيلة العلقمة في المديرية بياناً أدانت فيه الحادثة بشدة، وطالبت الجهات المعنية بسرعة تسليم المطلوبين أمنياً على ذمة الجريمة، معتبرة تسليم الجناة خطوة أساسية لإعادة الاستقرار وضمان استمرار المشاريع الإنسانية.
 
وأكد أبناء القبيلة وقوفهم خلف أجهزة الدولة في مواجهة كل من يعبث بأمن المواطنين أو يهدد السلم الاجتماعي، داعين المتورطين إلى تسليم أنفسهم فوراً.
 
في ظل هذه التطورات، دعا أبناء الوازعية –بمختلف مناطقها– إلى مساندة الحملة الأمنية الجارية لضبط العصابة وكل من يحاول زعزعة أمن المديرية، مؤكدين أن استمرار العمل الإنساني لن يكون ممكناً دون استتباب الأمن والتصدي الحازم للمخالفين.
 
كما شدد السكان على ضرورة حماية سمعة المديرية من الحملات الإعلامية المضللة التي تضر بالمشاريع الدولية وتمنح العصابة غطاءً يفاقم من مخاطرها.
 
تكشف هذه الحادثة حجم الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في اليمن، حيث تتحول أي خروق أمنية إلى سبب مباشر لتعليق المشاريع أو نقلها إلى مناطق أخرى.
 
كما تشير المواقف الشعبية والقبلية إلى وعي متنامٍ بخطورة تأثير العصابات على تدفق المساعدات، إذ بات الأهالي يدركون أن أي اعتداء على العمل الإنساني يضرب مصالحهم اليومية ويُفقدهم فرصاً تنموية بالغة الأهمية.
 
وتبرز من خلال البيانات المتداولة رغبة جماعية في فرض النظام ودعم الدولة، ما يعكس مرحلة جديدة يتطلع فيها الأهالي إلى استعادة الاستقرار وبناء علاقة متينة مع الجهات الإنسانية لضمان استمرار الدعم.
 
تقف الوازعية اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما استكمال الجهود الأمنية لضبط المتسببين في جريمة الاعتداء وتأمين بيئة آمنة لعمل المنظمات، أو مواجهة خطر اتساع دائرة الحرمان من المشاريع الإنسانية والتنموية.. وبين هذا وذاك، يبرز صوت الأهالي والقبائل واضحاً: لا بديل عن الأمن… ولا تسامح مع من يهدد لقمة المحتاجين.

ذات صلة