تقرير: الأمم المتحدة في مصيدة المجازر الحوثية

  • تعز/الحديدة، الساحل الغربي، هبة حجري:
  • 06:17 2020/12/02

أعاد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث (الذي لم يصدر عن مكتبه أي بيان مستقل في أي من المجازر الثلاث) ذات الموقف المعبر عنه خلال كافة بيانات وإحاطات المسؤولين الأمميين بمن فيهم رئيس بعثة الحديدة، وخلت كافة المواقف من إشارة إلى الفاعل أو تسمية القاتل بجرمه، وهو ما زاد من الاستياء والاحتقان تجاه النهج الأممي والحمائية الضمنية التي تتمتع بها المليشيات الحوثية.
 
يونيسف: هجمات مروعة
 
منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف وصفت مجازر المليشيات الحوثية بحق أطفال ونساء خلال أيام قلائل في كل من الحديدة وتعز بالمروعة. ثلاث مجازر ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية في ثلاثة أيام بالتحيتا والدريهمي وتعز.
 
في بيان منفصل صادر عن فيليب داوميل، ممثل اليونيسف في اليمن يوم الثلاثاء 1 ديسمبر / كانون الأول 2020، قال "قتل 11 طفلاً في الأيام الثلاثة الماضية في اليمن في هجومين منفصلين بحسب تقارير. ما تزال عملية التحقق جارية وقد يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى من المعلن عنه. وقع الهجومان في قرية الدريهمي بمحافظة الحديدة وفي تعز في الجنوب الغربي حيث تنتشر جبهات القتال."
 
أضاف "وبحسب التقارير، كان من بين القتلى طفل رضيع عمره شهر واحد فيما أصيب ثلاثة أطفال آخرين."
 
وقال بيان اليونيسف "قتل الأطفال أمر مروع. يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات. ندعو أطراف النزاع إلى تحاشي استهداف الأطفال وإبعادهم عن الأذى على الدوام. الهجمات على المدنيين بمن فيهم الأطفال والهجمات على المناطق المأهولة بالسكان المدنيين تشكل انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي."
 
غريفيث "مغرداً"
 
معلقاً على تغريدة اقتباس من البيان السالف بحساب يونيسف على تويتر قال مارتن غريفيث: "إن مقتل العديد من المدنيين، بما يتضمن 11 طفلاً حتى الآن، في الحديدة والدريهمي وتعز خلال الأيام القليلة الماضية لهو أمر مفزع. يلزم القانون الدولي أطراف النزاع بحماية المدنيين، فحتى الحروب لها قواعد."
 
وقال المبعوث الأممي: "سيواصل مكتبي السعي من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق للنار يُلزم الأطراف بخفض تصعيد العنف وتقليل المخاطر على أرواح المدنيين في جميع أنحاء اليمن." 
 
حتى ذلك الحين، غير المؤكد، سوف تفلت المليشيات في كل مرة من الإدانة والتسمية الضمنية على الأقل وتواصل ارتكاب الإبادة وجرائم الحرب بحق المدنيين والأبرياء، إذا كان هذا هو الثمن لإنجاز الاتفاق الذي يقترحه غريفيث كأمر واقع.
 
موساني وليس غراندي
 
في السياق نفسه، أحجمت مجدداً ليزا غراندي المنسقة الأممية الإنسانية في اليمن عن توقيع بيان ثان خلال يومين، وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بالإنابة ألطف موساني، إن الهجمات التي أدت إلى مقتل طفلين وإصابة سبعة مدنيين بقصف مدفعي على مناطق سكنية في تعز، مروعة ولا تُغتفر.
 
وأضاف، في تعقيب على المجزرة الحوثية: يعتصر الحزن هذا اليوم المزيد من العائلات على أطفالها الذين لقوا حتفهم بلا ذنب، ونحن نبعث بأحر تعازينا إلى أسر القتلى، ونتمنى للمصابين الشفاء التام والعاجل".
 
ودعا موساني إلى وقف القصف المدفعي العشوائي على المناطق السكنية. وعلى أطراف النزاع التمييز بين المدنيين والمقاتلين، مؤكداً أن الهجمات على المدنيين محظورة. واعتبر القصف الأخير على المناطق التي تعيش فيها العائلات شرق مدينة تعز انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، لكنه تجنب الإشارة إلى مرتكبها.
 
وأسفر القصف الحوثي بقذائف المدفعية على مناطق سكنية بحي عصيفرة بمديرية القاهرة شرق تعز، الاثنين، عن مقتل طفلين وإصابة تسعة مدنيين آخرين.
 
"غير مقبول... غير مبرر"
 
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، نفسه كان صدر موقفاً مشابهاً قبل يوم واحد بعد مجزرة الدريهمي، وقال: تشير تقارير أولية إلى مقتل وإصابة 14 مدنياً، جميعهم من النساء والأطفال، نتيجة هجوم وقع (الأحد 29  نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) في محافظة الحديدة (مجزرة الدريهمي).
 
وذكر المكتب، في بيان صحفي، أن 5 أطفال (ارتقع العدد إلى 6) و3 نساء قتلوا، وأصيب 6 آخرون بجراح جراء قصف مدفعي على منزل في قرية (القازة) في الدريهمي. 
 
وقال ألطف موساني، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، إن هذا الهجوم على النساء والأطفال غير مقبول وغير مبرر. وأكد أن أطراف النزاع ملزمة باتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين. 
 
وقال المسؤول الأممي، إن هذا الهجوم المروع ينتهك بشكل واضح القانون الإنساني الدولي. وأضاف إن ملايين اليمنيين عاشوا معاناة لا يمكن تصورها على مدى ما يقرب من 6 سنوات نتيجة هذا الصراع.
 
وأشار إلى أن اليمن يواجه الآن جائحة الكورونا (كوفيد-19) بينما ترتفع معدلات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وحذر من أن المجاعة تلوح في الأفق في ظل النقص الكبير في تمويل الاستجابة الإنسانية. وشدد ألطف موساني على ضرورة أن تتوصل أطراف الصراع إلى طريقة للعمل من أجل السلام المستدام وإنقاذ الأرواح.
 
بعثة الحديدة: بيان وتغريدتان
 
لكن الأمر لا ينتهي هنا، رئيس بعثة الحديدة "أونمها" الجنرال أبهيجيت غوها كرر خلال يومين نفس السقطات بالتهرب المتعمد من تسمية وإدانة الجريمة ومرتكبيها، حيث ‏أعرب، مساء الاثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني، عن قلقه من الزيادة المحزنة في عدد الضحايا المدنيين في محافظة الحديدة الناجمة عن عدد من الحوادث الخطيرة التي أضرت بالنساء والأطفال، دونما إشارة إلى تسمية مجزرة الدريهمي.
 
ودعا -في تغريدتين على حساب البعثة في منصة تويتر- الأطراف إلى ضبط النفس للحد من تفاقم المعاناة الإنسانية الواسعة في المحافظة، ‏كما حث الجنرال غوها الجانبين على العمل وفق الآليات المشتركة لتحقيق وقف إطلاق النار المستدام في المحافظة.
 
الموقف الجديد لرئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (اونمها) يأتي بعد انتقادات وجهها مسؤولون يمنيون عقب البيان الصادر عنه في وقت سابق بشأن الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية بحق المدنيين في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، الأحد، والتي راح ضحيتها 9 شهداء و5 جرحى.
 
وتجاهل البيان الصادر عن جوها، الأحد، المذبحة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي في الدريهمي، والتي راح ضحيتها 14 مدنياً نصفهم من الأطفال، بالدعوة إلى ضبط النفس ووقف إطلاق النار.
 
والتزم البيان الصادر عنه، الصمت حيال مذابح الحوثي الدموية التي تصاعدت خلال شهر نوفمبر بشكل لافت واستخدم عوضاً عن ذلك كلمات، العبوات الناسفة والهجمات البرية، التي أسفرت عن سقوط ضحايا، دون أن يشير إلى مرتكبها بالاسم، مشيراً بدلاً عن ذلك إلى التنديد بما قال إنها غارات جوية استهدفت الحديدة الأسبوع الماضي في ظل توقف شامل للغارات الجوية منذ اتفاق السويد.

 

ذات صلة