من الداخل... من صنعاء: قصة "المتحري" و"اختراقات الساحل الغربي"

  • صنعاء، الساحل الغربي، فهد ياسين:
  • 05:11 2020/12/15

ما كشفته شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وبيانات التحقيقات المعلنة أخيراً وتبث في فيلم "أوراق الخريف"، يسلط الضوء على جانب مهم له صلة بالحيثيات والسيناريوهات المشار إليها تاليا، حيث تعدت حاجة المليشيات لتجنيد واستقطاب عملاء عابرين أو جواسيس ومتعاونين الاعتبارات الأمنية والخاصة إلى العلاقات العابرة ومواسم اصطياد العمولات والصفقات، إنها أشبه ما تكون بالطُعم وشباك الصيد للإتيان بأموال كثيرة والمزيد منها.. من الدوحة.
 
>> "المتحري" مجرد حلقة في مسلسل طويل يقوم على تمويل وصناعة الصنف المستحدث والمعصرن من المرتزقة واهتبال الأموال القطرية المبذولة للأدوات الإيرانية.
 
في صنعاء تستفيد قناة الجزيرة القطرية، وبدلاً عن مكتب واحد، من خدمات وإمكانيات ثلاثة مكاتب مجهزة؛ اثنان منها باسم قناتين فضائيتين تتبعان المليشيات الحوثية، علاوة على تجهيزات وتقنيات التلفزيون الرسمي الخاضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين بالعاصمة المختطفة.
 
 
قام معهد الجزيرة الإعلامي -الذي بات هو الذراع التنفيذية للقناة القطرية لاستنساخ وإنشاء محطات تلفزيوينة للحلفاء في بلدان مختلفة- بالإشراف على تمويل وإنشاء ورسم خارطة عمل وبرامج قنوات حوثية تناسلت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وتمول قطر كل محطة منها بميزانية تشغيل (350 ألف دولار)، علاوة على التجهيزات ودورات التأهيل والإضافات التقنية والاتصالية المستمرة.
 
 
جمال المليكي هو همزة الوصل المهنية بين معهد وقناة الجزيرة والقنوات الحوثية والإعلام الحوثي الرديف (الفضائي) في صنعاء وبيروت. ويتكفل الحوثيون في صنعاء بتوفير وتغطية متطلبات البرامج والاستهدافات الموجهة للجزيرة من وثائق وترتيب مقابلات وتنسيق المواضيع وعقد الصفقات للقناة مع أسماء وشخصيات تقدم للقطريين باعتبارها مصادر خطيرة للمعلومات يستفاد منها في التقارير والأفلام الوثائقية والتحقيقات وتصل المبالغ التي تدفع لهؤلاء أو لأحدهم إلى عشرات الآلاف من الدولارات مقابل بيانات أو وثائق بالية وعادية جداً وغالباً يتدبرها السماسرة الحوثيون أنفسهم الذين ينخرطون مع المليكي والقناة بالعمل والتواصل والتنسيقات، مثل عبدالرحمن العابد الذي يعمل كقناة خلفية لوزير الإعلام الحوثي وقيادات أخرى في المليشيات تتقاسم ريع وأثمان السمسرة والعمولات والارتزاق الإعلامي للقطريين.

+ القيسي يسرد شهادات جديدة عن "شاهد الجزيرة" الصهيبي

الاشتغال النشط على جبهة الساحل الغربي بصورة خاصة واستهداف قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح والقوات المشتركة، هي واحدة من أهم مسارات عمل الآلية الإعلامية التي تمولها وتعول عليها شبكة الجزيرة عهدة الحوثيين بصنعاء. تدبر مناسبات صاخبة وغالباً اصطناعها على سبيل التحصل على اختراقات ومعلومات قصد إثبات الفاعلية والجدوى من وراء الهدر والتمويلات الكبيرة التي تذهب لعصابة المرتزقة الحوثيين وسماسرتهم، ويأتي دور المليكي في التغطية على الصفقات وتمريرها للحوثيين لدى الشبكة بتحويلها إلى مواضيع وأفكار تحقيقات وحلقات فلمية، وتستمر عجلة السمسرة والمصالح المشتركة في الدوران..
 
 
هكذا كان الأمر بداية من فيلم أول للمليكي والجزيرة عن عمران ثم بعد أحداث ديسمبر صنعاء حول الحمدي، والمواد المعروضة كوثائق لم تكن إلا تلك التي لاكها في شاشة القناة الرسمية المختطفة الحوثي العابد على مدى حلقات متتالية بوصفها كشوفاً ووثائق منهوبة من منزل الزعيم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تعرض للنهب وسرق الحوثيون كافة محتوياته، قبل أن تنتقل تالياً إلى الجزيرة ومليكي العشاء الأخير كوثائق خاصة تكشف لأول مرة (..).

+ "الصهيبي" في "الجزيرة".. مزوِّر شهير في منصة شهود الزور

يجتهد هذا الصف من المرتزقة الحوثيين في صناعة حوادث ووقائع من أي نوع، وتقام حولها وعليها هالات إعلامية وتغطية صاخبة تحت اسم (عودة أشخاص خطيرين من الساحل)، لكن غالباً هذه النوعية من الحصص والوقائع تكون مصنوعة على عجل، والأمر يتعلق غالباً بأشخاص دفعوا لقضاء بعض الوقت في جهة من الساحل ثم العودة ما يمكن من مناسبة لصناعة ضجة واهتبال مكاسب صفقة جديدة بثمن جيد يسهل استدراجه من الخزانة القطرية ومن الجزيريين الذين يتحينون الفرص والمناسبات للاشتغال ضد الساحل وطارق والتحالف والصالحيين إجمالاً.
 
القصة الشغالة في الأثناء والضجة المعمولة لتقدمة فيلم المليكي والجزيرة الجديد لا يخرج كله عن هذا المسار كمحطة في السوق الوسخة والمصالح المضمونة، علاوة على الميزانيات المقطوعة والمقررة سلفاً لشبكة إعلامية حوثية بتمويل قطري.

كل اجتهادات وأعمال ومخططات الجزيرة يمنياً انحصرت في ملاحقة الرئيس السابق وقوات طارق صالح وجبهة الساحل الغربي. الأهداف هنا لا علاقة لها بأي مهنية أو حرية رأي وعمل إعلامي، إنها ذاتها الأغراض والأهداف السياسية ونوازع الصراع والحقد والكيد ولاستهداف إجمالاً للتحالف، وهذا يعني تماماً التمويل والراعاية بالنيابة عن الإيرانيين للمرتزقة الحوثيين.

 

ذات صلة