التحرير في الزمن الجميل!!

03:41 2020/12/23

في التحرير استأجرنا السيكل بربع والمترات من نصف ريال، ودخلنا الحديقة وطلعنا فوق الألعاب الكهربائية الخطرة، كانت تدور وتتوقف في الجو ونحن نصيح نزلنا، وبحمد الله نزلنا ولعبنا بالسيارات وتصادمنا وكررنا الأشواط، ودفعنا كل ما معنا في الألعاب، خرجنا ومررنا من جنب مدرسة جمال جميل والوحدة واستبدلنا علب النيدو بكرات نيدو وروحنا البيت من شارع البونية مشياً على الأقدام، ونحن بسعادة لا توصف. 
 
في التحرير أكلنا غسوس دافي وزعقة وقرع وتنفاش وقِلّى وكبدة مقلي ومجلجل وترنج وبطاط وسحاوق وحلاوى ملون وهريسة من عند العدني، شربنا واحد مجموع من عند مكرد في شارع جمال ووفينا فنتو وسنكويك مثلج من العربيات من جنب عبدالناصر وقبل المغرب واحد حليب في منتزة آزال واتعشينا في الشذروان وعرفنا عنده المتبل والحمص لأول مرة وروحنا البيت.
 
في التحرير لبسنا نظارة سوداء وتصورنا جنب العقد وجنب الدبابة والمارد وجنب الصقر وخلف الورد وعباد الشمس وطلّعنا الصورة فوق بنك الانشاء والتعمير وجنب الساعة المعلقة على المواصلات، الصور كانت فوري وبالالوان وماشطين افرو وتاله والبنطلون الشارلستون والياقة فوق الكوت والجزمة السوداء والشرابات البيضاء، المهم سلمنا على بعض وعملنا حركات واتصورنا.
 
في التحرير حمضنا افلام كوداك في معامل زبارة واستأجرنا افلاما من ابتسام فيديو واشترينا دفاتر واقلام بيك من مكتبة الجيل ومجلة ماجد من دار القلم ومررنا امام سينما بلقيس وعرفنا فيلم الاحد وتصفحنا دقائق في كشك بلقيس، وشفنا سيارات المرسيدس الصفراء والصوالين البيضاء والسواح بالمئات في حوش فندق سبأ ومكتب اليمنية وامام البنك المركزي.
 
في التحرير تفرجنا على انواع الساعات في وكالة سيكو واورينت وريموندويل ورادو دايستر، ودخلنا محلات السوداني وشاهدنا آخر صرخات المسجلات ابو شريطين والتلفزيونات ابو ريموت، وسألنا عن اسعار الملابس عند الشطفة وحديث المدينة وكانت اغلى من محلات السعادة في شارع جمال ومثل أسعار مام في شارع القصر، خرجنا نضحك ونقول ليس مهم الشراء اهم شيء تفرجنا. 
 
في التحرير زرنا المتحف الوطني والمتحف الحربي وتمشينا في باب السباح والقيادة وعلي عبدالمغني والقصر ودخلنا البريد وارسلنا حلول المسابقات وصلينا مغرب وعشاء في قبة المتوكل وجامع البهمة ومشينا واسترحنا في حي المطاعم وتذكرنا كيف شاركنا العام الماضي والذي قبله في عرض الكشافة وإيقاد الشعلة في التحرير.