لا أحد يرفض السلام، ولكن!

09:40 2021/03/13

* المبعوث الأممي يدعو لهدنة، الشرعية تبارك، ليندر كينغ يتفاءل. 
 
* كل هذه الجهود المحمومة لوقف الحرب، تمضي بنا إلى استنتاج أحادي يتيم، ممنوع إنهاء الانقلاب، ولا لكسر الحوثي في ساحات الحرب، وإبقاء حضوره الشاحب لا القوي، مطلوباً لضرورات السلام المفترض. 
 
* إدارة الدبلوماسية عبر الحرب، توسع نطاق المآسي وتضاعف الكارثة الإنسانية، وتجعل من الجميع مجرد بيادق حرب، تحركهم حسابات ومصالح وتصورات الخارج، لا قرارهم الوطني السيادي المستقل.
 
* ليس هناك من يرفض شعبياً وسياسياً طي ملف الحرب، الجميع أثقلت كاهلهم وعطلت حياتهم حروب العبث تلك، ولكن مثل هكذا حلول وهدن إنقاذ تأتي في اللحظات الحرجة، هي في الواقع فترة استراحة محارب، لحظة التقاط أنفاس، تمنح للحوثي المنسحب بقوة الفعل الشعبي من ساحات المواجهة، فرصة الحشد ثانية وإعادة ترتيب الصفوف، والإقدام على توسيع نطاق الحرب القذرة.
 
* الحل ليس في الهدن، بل في معالجة جذور الحرب وتجفيف الأرضية المولدة للنزاعات، وقيام دولة مدنية حقيقية لكل مواطنيها. 
 
* تجربة المواجهات الأخيرة، ووحدة القرار الميداني وترشيد استخدام البندقية، قد نجح في نزع قناع وهم القوة عن الحوثي، وطرح واقعاً جديداً، أن لا أحد منفرداً يستطيع أن يفرض تصوراته الماضوية لشكل الدولة، أن يعطل مدننتها ويعيدها إلى الخلف، إلى أزمنة نافرة عن سياقات العصر. 
 
* لا أحد يرفض السلام، ولكن لا أحد يقبل أن تكون فكرة السلام قشرة خارجية، تفتح على دموية جديدة وحرب مستدامة لا تنتهي. 
 
* المواجهات الأخيرة فجرت طاقة المجتمع، حولت الجميع إلى كتلة صلبة، أعادت ترتيب الأولويات، جمدت الصراعات البينية، ومنحت المماحكات السياسية تسريحاً إجبارياً لبعض الوقت، الآن الجميع أمام تحد جديد:
إما الحفاظ على هذا الزخم والتقدم بوتيرة متسارعة، أو الانكسار أمام سلطة التحالف والصغوط الدولية، والعودة مع الحوثي إلى ذات مربع الصراع، الذي بالكاد نغادره الآن، مربع الحوثي المنتصر والشعب المهزوم. 
 
إنه التحدي الأخطر أمام السياسة والبندقية، وأمام ديمومة أو إجهاض النصر.