سجون الحوثيين «مقابر الأحياء» (10): سجن «الإصلاحية» بذمار من الداخل

  • الساحل الغربي، سلسلة تقارير - ماجد الحيلة:
  • 10:14 2021/06/05

بات سجن الإصلاحية (السجن المركزي) بمدينة ذمار منذ ست سنوات، أكثر السجون ازدحاماً، بعد أن حولته مليشيات الحوثي إلى معتقل رئيس للمسافرين الذين يتم اختطافهم من نقاط التفتيش التابعة للمليشيا أثناء محاولة المسافرين المرور من الخط العام باتجاه المناطق غير الواقعة تحت سيطرتها، بتهم مختلفة أبرزها الالتحاق بالجيش والمقاومة الوطنية في الحديدة، أو الانتماء للمناطق الجنوبية، ومحافظة تعز على وجه الخصوص.
 
وتشير شهادات الضحايا والإحصائيات إلى اكتظاظ السجن بأربعة أضعاف قدرته الاستيعابية، معظمهم من الشباب، مخطوفين تم اعتقالهم في نقاط التفتيش، أو مناوئين من أبناء المحافظة التي لفقت لهم المليشيات تهماً مختلفة ورمتهم بموجب التهم في السجن المركزي دون أي محاكمة.
 
ويستقبل سجن الإصلاحية بذمار كل يوم العشرات من المخطوفين والمحجوزين، كما يتم توزيع قرابة نفس العدد بشكل يومي على سجون أخرى تابعه للمليشيا في عدة محافظات ومناطق خاضعه لها، لذا لا توجد أرقام ثابتة لعدد المخطوفين والمخفيين في السجن.
 
 
ويضم السجن مصحة نفسية للمختلين عقلياً، حولتها مليشيات الحوثي إلى أهم مركز للتعذيب النفسي للمخطوفين.. حيث يتم حشر المئات من المخطوفين داخل ثلاث غرف مخصصة للمختلين عقلياً، مع ندرة دورات المياه، وانعدام الغذاء وتلوث المياه، وتعرضهم لمعاملة قاسية، وإجبارهم على ترديد الصرخة الحوثية، أو الزج بهم في زنازين انفرادية.
 
أما سجن الأحداث (مبنى ملحق في السجن المركزي) فكان يضم عدداً من السجناء تحت السن القانونية، قبل سيطرة مليشيات الحوثيين على مؤسسات الدولة، لكنه يكتظ حالياً بمخطوفين صغار سن، من أبناء وأقارب المناوئين للجماعة أو من المسافرين مع عائلاتهم إلى المناطق المحررة.
 
إضافة إلى عشرات الأحداث والقاصرين الذين تزج بهم مليشيا الحوثي بين السجناء الجنائيين، في انتهاك واضح لحقوق الطفولة وتعريضهم للخطر من المساجين، إضافة إلى ما يتعرضون له من معاملة قاسية من قبل مسلحي المليشيا.
 
 
وفي أواخر العام الماضي 2018 قامت مليشيات الحوثي بتوسيع سجن الأحداث، ليتسع لمزيد من الأطفال، الذين يحاول الحوثيون غسل عقولهم وتعبئتهم بأفكار طائفية، ليتسنى للمليشيا بعد ذلك إلحاق بعضهم بجبهات القتال.
 
ويعيش السجناء والمختطفين في إصلاحية ذمار بشكل عام والمصحة العقلية والأحداث بشكل خاص، أوضاعاً مأساوية، محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية الأساسية كالزيارة والخدمة الطبية، مما سهل انتشار الأمراض الجلدية والمعدية كالسل والجرب.
 
في وقت سابق، أفاد شقيق أحد المسافرين أن المليشيات احتجزت أخاه، أثناء سفره إلى المملكة العربية السعودية، للعمل، قبل أن توقفه في نقطة أبو هاشم شرق مدينة ذمار، وتنقله إلى السجن المركزي.
 
 
وأضاف، خلال تصريح له لوسائل إعلامية "إن مليشيا الحوثي اتصلت بهم بعد 23 يوماً من اختطافهم لشقيقه، وأبلغتهم أنه من المغرر بهم الذين كانوا يحاولون السفر إلى مأرب، مطالبة بتحويل مال لشقيقهم المحتجز في السجن المركزي بذمار".
 
وأشار إلى سماح المليشيات لأخيه بالكلام عبر الهاتف، وطلبه منهم تحويل مصروف، مالي، كي يتمكن من شراء علاج للتهيج الجلدي الذي حصل له في السجن، وقيمة الطعام الذي تقدمه له المليشيا مقابل 1500 ريال يومياً.
 
وأكد أنهم تمكنوا من إخراج شقيقهم من سجن المليشيات الحوثية في ذمار، مقابل 5000 ريال سعودي سلمت لقيادي حوثي من أقاربهم متواجد في ذمار.
 
وتُتهم مليشيا الحوثيين ممثلة بالقيادي الحوثي الذماري، محمد حسين الغرباني (أبو زكريا) المكلف من قبل المليشيا بأعمال مدير السجن، بارتكاب جرائم مختلفة بحق المخطوفين والسجناء، منها إعدام مختطف يدعى "محمد عبدالله الشطر" (25 عاماً)، زعمت المليشيات أنه أقدم على الانتحار.

ذات صلة