انتهاكات مليشيات الحوثي بحق المرأة.. ارهاب منظم وجرائم يندى لها الجبين – "تحقيق إستقصائي يكشف حقائق وأرقام"

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/16

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيمع إطلاق المليشيات الرصاصة الأولى ضد الشعب اليمني أعلنت بذلك بداية حربها العبثية التي استهدفت خلالها الحق العام من مؤسسات حكومية وتدمير منجزات الجمهورية، لتشهد البلد أسوأ ستة أعوام مرات من تاريخها، تعرض خلالها نسبة كبيرة من المواطنين للجوع والتشرد والتهجير القسري والإختطافات ومختلف أنواع الإنتهاكات مستهدفة الحاضر والمستقبل.
 
ولم تكتفي بكل ذلك استحدثت ظاهرة دخيلة على المجتمع ممثلة في انتهاكات جسيمة بحق نساء اليمن، ويعد انتهاك حرمة وحقوق المرأة اليمنية خروج عن القيم وسقوط للأخلاق والمبادئ التى يتسم بها مجتمعنا المحافظوعلى مدى تصدير المليشيات بعناصرها الإجرامية التى غطت مساحة كبيره من الجغرافيا اليمنية، تزايدت نسبة الانتهاكات بحق النساء بأرقام مفزعة وكبيرة جداً خصوصاً النساء القابعات في مناطق سيطرة المليشيات لتشهد الفتره مابين بداية 2018 إلى الربع الأول من العام الجاري أفضع الجرائم بحق المرأة حيث تعرضت النساء في المناطق المحررة خصوصاً المحاذية لمناطق المليشيات، للتهجير القسري من المنازل بسبب القصف المتواصل إضافة لذلك وضعتهن المليشيات الحوثية أهدافا لقناصتها ولاحقتهن بالاعتقالات أو التهديدات التي طالت ناشطات في المجال الإنساني والحقوقي. تقول الإحصائيات إن عدد اليمنيات اللواتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغن اكتر من 1631 وثلث هذا الرقم قتلن في مدينه تعز أي ما يعادل 541 امرأة معظمهن قتلن بقذائف عشوائية أطلقتها المليشيات على تجمعات سكنية وأماكن عامه وسط المدينه وريفها وفي مدينه الحديدة بلغ عدد الضحايا من النساء نتيجة القصف العشوائي المليشيات الحوثية عدد 178 امرأة وفي عدن والحج بلغ عدد الضحايا من 48_ 61 امرأة تم استهدافهن بقذائف عشوائية وعبوات ناسفة بالمنطقة. وفي محافظة الضالع تجاوز عدد الضحايا من النساء أكثر من 21 امرأة. وتفيد الاحصائيات أن أعدادا كبيرة من النساء لقين حتفهن نتيجة القصف الحوثي في مناطق الجوف ومأرب والبيضاء بواقع 135 أمرأة وأوضح تقرير حقوقي أن 616 امرأة قتلن نتيجة تعرضهن لشظايا قاتلة، و 385 أخريات نتيجة لإصابات مباشرة بالرصاص. فيما قتلت 81 امرأة إثر إصابتهن بشظايا الألغام، و4 أخريات جراء إصابتهن بشظايا العبوات الناسفة، وقتلت 27 امرأة نتيجة جروح مختلفة بمختلف المناطق التى اضحت نقطه مباشرة لإستهداف المليشيات الحوثية. ويتفاقم عدد ضحايا انتهاكات المليشيات الحوثية من النساء لتصيب الكثير بإعاقات دائمة أو بتر أجزاء من أطرافهن، ففي تعز بلغ عدد اللواتي خسرن أطرافهن حسب تصريحات لمركز الأطراف الصناعية أكثر من 201 امرأة فوق سن الخامسة عشر و 13 امرأة تعاني من إعاقة مستديمة بشلل كلي تسبب فيه رصاص قناصة المليشيات. وفي محافظة الحديدة والساحل الغربي تجاوز عددهن 141 ضحية بإعاقات مختلفة وما زالت الأعداد بتزايد مستمر مع استمرار مليشيات الحوثي بارتكاب المجازر الإجرامية أمام صمت دولي عن تلك الانتهاكات بحق نساء اليمن. تفيد أسر الضحايا ل _منبر المقاومة _ أن مليشيات الحوثي خرجت عن العرف اليمني وقانون الحروب لتصنع انتصارات وهمية بالقتل والاختطافات التى تتعرض لها نساء اليمن بمختلف المحافظات اليمنية ومنهن من تم استهدافهن بقذائف عشوائية أطلقتها المليشيات صوب المنازل والتجمعات السكنية وأخريات تم قتلهن بالقناصة والألغام. اكرامة مرشد قائد (68 عاماً ) أحد ضحايا الانتهاك بمدينة تعز تحدثت لـ "منبر المقاومة" عن تفاصيل تعرضها للإنتهاك الملشياوي بقليل من الأمل وخلفه الكثير من القهر، وتباشر حديثها بالقول: تعرضنا وسط مدينة تعز لحصار لم نشهد له مثيلاً من قبل استمر لمدة عام كامل لنمكث في مربع لم يتجاوز خمسون كيلو متر مربع كدائرة مغلقة وعلى أسوارها متارس القناصة الحوثية التي أغلقت جميع الممرات، لا ماء ولا دواء ولا غذاء، شارع واحد في المدينة يحوي مئات الآلاف من السكان يصل إليهم الحاجات الأساسية عن طرق جبال وعرة محمولة فوق الحمير أما المياه فكان ذلك العام زمن العطش نتيجة لمنع بوابير الماء من الدخول للمدينه ولو دخلت يتم تلويثها بالقاذورات لتعلن مليشيات الحوثي نهاية العام 2015 عن فتح منفذ إنساني سمي بمعبر الدحي حيث توافد سكان المدينة عبر المنفذ لجلب الاحتياجات وتعرض العديد منا للاهانة والبعض للقتل والاختطاف، ففي شهر 12 لعام 2015 اتجهت للخروج من ذلك المنفذ لجلب أشياء أساسية وظننت أن المليشيات الحوثية ستسهل لي عملية المرور لكبر سني، لكن قبل الخروج من معبر الموت أطلق قناص المليشيات رصاصة الموت لتمنعني من الخروج ومنعتني من العبور المستديم لتصيب ساقي الأيمن، اسعفت لمستشفى الصفوة لعلاج جراحي لكن كانت رصاصة المليشيات اقوى من جهود الأطباء، لقد تهشم عظمي فقرر الأطباء بتر قدمي للابد!!! لم تقتصر انتهاكات مليشيات الحوثي بالمناطق المحررة فحسب بل تعرضت النساء بمناطق سيطرتهم لأبشع أنواع الانتهاكات ويأتي القتل والاختطاف والتعذيب أبرز هذه الأساليب التى تمارسها المليشيات في عمران وصعدة وصنعاء ومختلف المحافظات الشمالية حيث تستخدم مليشيات الحوثي فريق استخباراتي من النساء التى أسموهن الزينبيات لتمارس الاعتقالات والاعتداء على النساء في مناطق سيطرة المليشيات بما في ذلك القتل من خلال السطو على المنازل لتمارس أبشع أنواع التعسفات. وبحسب تقرير التحالف اليمني لرصد الانتهاكات فإن عدد النساء المختطفات والمختفيات والمعذبات اللائي استطاع تحالف رصد الوصول إليهن بلغ (607) امرأة في مناطق سيطره المليشيات خلال الفترة من سبتمبر 2015 وحتى مايو 2020. إضافة إلى قتل 15 امرأة بمناطق متفرقة كان آخرها جريمة القتل التى ارتكبت بحق الشابة جهاد الاصبحي بمحافظة البيضاء. وأشار إلى أن عدد النساء المختطفات التي قام بتوثيقها تحالف رصد لنفس الفترة بلغ (220) امرأة، بينهن (87) ناشطة سياسية، و(30) طالبة، و(10) نساء من أقلية الطائفة البهائية، و(6) ناشطات حقوقيات، وإعلاميتين، وسجلت أعلى نسب الاختطاف في صنعاء؛ إذْ بلغ عدد الضحايا فيها (204) أمراه. وشهدت صنعاء أكبر حملة اعتقالات لنساء اليمن إبان انطلاق ثورة الجياع ضد الحكم الاستبدادي للمليشيات التى واجهت تلك الحركة النسوية بالقمع والاختطاف والاخفاء في سراديب السجون. ظاهرة الاعتداء على النساء غريبة على المجتمع اليمني الذي تحكمه أعراف وتقاليد تعطي المرأة حرمة تصل إلى حد القداسة، كما يعدّ تجاوز هذه الحرمة عيباً أسوداً في العرف اليمني، غير أن مليشيا الحوثي تمارس أبشع الانتهاكات بحق النساء. تروي إحدى المختطفات عن وضع النساء في السجون الحوثية بالقول: تم مداهمة منزلي نتيجة مطالبتي بانصافي بعد اختطاف زوجي في صنعاء داهم المنزل عدد من الأطقم بما في ذلك نساء تسمى الزينبيات، اقتحموا منزلي ليلا ًوأخذوني إلى سجن من طابقين يوجد فيه 120 سجينة تم اعتقالهم بقضايا وهمية، أخبرني المعتقلات بأنهن يمنعن من الذهاب إلى دورات المياة، ولا يتحصلن طوال اليوم إلا على رغيف واحد من الخبز ولتر من الماء، فيما الصلاة كانت ممنوعة عليهن، وكذا الحصول على الملابس. وتجبر المعتقلات على السير فوق سلالم المبنى لأكثر من 100 مرة، مع ربطهن أحياناً على السلالم ليوم كامل دون أن يسمح لهن بالجلوس، موضحة أنها اعترفت تحت التعذيب بما تريده المليشيا وأجبرت على توقيع اعترافات باطلة عندما ساءت حالتها الصحية.تضيف: وكان الحوثي طه المتوكل المعين وزيرا للصحة من قبل الحوثيين "يزور السجن على أنه قاضٍ وكان يلتقي بالمعتقلات على انفراد ومن لا تلقى متابعة من ذويها ينفرد بها ويعتدي عليها، إذ أخبرتني فتاتان يتراوح عمريهما بين (14 ـ 21 سنة) بتعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل المتوكل". والكثير من النساء تعرضن للاعتداء الجنسي والتحرش وسط المعتقلات إضافة للتعذيب بالصعق الكهربائي حسب رواية المختطفة المفرج عنها سميرة الحوري رئيسة مفوضية " يمانيات "حيث قالت: اعتقلت من منزلي على خلفية توثيق ورصد ما تمارسه المليشيات بحق أهالي القتلى حيث أن المليشيات كانت تلجأ لسرقة أعضاء أبناء القبائل ويسلموا جثثهم وقد تم أخذ أعضائهم. وفي السجن عندما لم يصل المحققون معي إلى شيء، اعتدت "الزينبيات" علي بالضرب، وهددوني بالقبض على ابنتي الصغيرة وتعذيبها". على مدى 3 أشهر، تواصل التعذيب، صعقوني بالكهرباء في أماكن متفرقة من جسدي، حتى إنني كنت أفقد توازني وأسقط على الأرض من شدة التعذيب، وفى كل مرة يتم إفاقتي ومعاودة تعذيبي".وتابعت: "احتجزوني في زنزانة أشبه بالقبر تقع تحت الأرض مساحتها متر في متر تقريبا، بلا تهوية ولا حمام، وكنت أحرم من الطعام والشراب لفترة طويلة، والكثير من المعتقلات في السجون يواجهن أبشع أنواع التعذيب بما في ذلك التحرش والاعتداء الجنسي ومنهن من يفارقن الحياة. تمارس المليشيات الحوثية مختلف الانتهاكات ولا تبالي بمناشدات المنظمات وقرارات الأمم المتحدة رغم براهين الراصدين ومناشدة الحقوقيين لوقف الانتهاكات لحقوق المرأة. يقول توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات في تصريح لـ منبر المقاومة: "برغم أن النساء في اليمن يحظين بمكانة خاصة، إلا أنهن مع سيطرة جماعة الحوثيين على صنعاء فقدن هذه المكانة، وأصبحن يتعرضن لانتهاكات جسيمة تتنافي مع الأعراف والقيم الإنسانية، ومخالفة لاتفاقية حقوق المرأة، حيث رصد على نطاق واسع معاملة تعسفية من قبل مليشيا الحوثي للمرأة في اليمن".إضافة إلى المؤتمرات والندوات الحقوقية في جنيف ومجلس الأمن الدولي التي تسلط الضوء على بشاعة الانتهاكات الحوثية للنساء. ومع المناشدات الدائمة بوقف الانتهاكات يرتفع عدد ضحايا اجرام المليشيات الحوثية كل يوم ما يعكس صورة المليشيات الإجرامية ودلالتها الأكثر وضوحاً لخرق القوانين والضوابط الدولية، ليصبح إدراج مليشيات الحوثي بقائمة الإرهاب مطلب شعبي ومحاكمتها دولياً مطلب معظم المنظمات الحقوقية.
 
 
 
 

ذات صلة