تصفية المشايخ والاختطافات ومراكز المسخ والزينبيات.. «شـرعب» متى تغضب؟

  • تعز، الساحل الغربي، تقرير خاص:
  • 08:36 2021/08/22

أحكمت مليشيات الحوثي السيطرة على مديرية شرعب السلام بقوة السلاح، بعد عمليات اغتيال لعدد من رموزها ومشايخها بمن فيهم شخصيات تحوثت وقاتلت في صفوفها منذ بداية الانقلاب. الوباء الحوثي ينشر السموم ويخرب البلاد ويطيش بالعباد، لكن إلى متى؟ ما الذي حدث في شرعب، ولشرعب؟ وهل تستسلم طويلا؟ متى تشهر شرعب غضبتها في وجه الغياب المكلف والجائحة الدخيلة والوباء الحوثي اللعين؟
 
باغتيالها الشيخ أحمد سيف؛ استطاعت المليشيات فتح أبواب المديرية والسيطرة على المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية، وباشرت أعمال الجباية وتجنيد الأطفال، وعملت على توسيع نشاطها الطائفي إلى عزل وقرى المديرية من خلال تعيين خطباء المساجد ومرشدين ثقافيين، وفقاً لتصريحات متطابقة من الأهالي.
 
 
المدارس تحولت إلى مراكز "للمسخ" أو"للتعبئة الجهادية" كما يطلقون عليها، وقد تجاوز عددها حتى نهاية يونيو الماضي 27 مركزاً أبرزها مجمع الجماهير ومدرسة الهداية وثانوية 22 مايو، وتعد هذه المراكز معسكرات لتحشيد الأطفال وتجنيدهم.
 
مراكز المسخ
 
يقول محمد إسماعيل -اسم مستعار- : "تفتقر مليشيات الحوثي للحاضنة الشعبية في شرعب السلام، القليل من الأهالي قبلوا بضم أبنائهم إلى صفوف المليشيات منذ 2004 ولا تتجاوز نسبتهم 20% من سكان المديرية، لهذا أنشأت مليشات الحوثي مراكزها في المدارس والمساجد بكل العزل والقرى بعد أن كانت متقلصة في مركز المديرية.
 
ويضيف: «أصبحنا نعيش في صراع مع أطفالنا، بسبب الغزو الفكري لعقول الشباب والأطفال».
تخصص مليشيات الحوثي يومين من كل أسبوع لتدريس الطلبة ملازم الهالك حسين الحوثي، وفي ظل هكذا تعبئة جهادية دخيلة على المجتمع أصبح  الأبناء يهربون من المنازل إلى جبهات القتال.
 
خلال العام الماضي انساق إلى صفوف المليشيات من المديرية أكثر من 1200 فرد من طلبة المدارس بدون موافقة أهاليهم، وأغلبهم لم يتجاوز سن 16 عاماً.
 
 
 
يعيش الأهالي بالمديرية بحالة خوف وقلق من تكرار تهديدات الأبناء بالهروب إلى صفوف المليشيات، تقول أم أحد ضحايا إن طفلها في الصف التاسع هرب من سطح المنزل ليلاً وتلقت اتصالاً صباح اليوم الثاني أنه في معسكر للتدريب بمدينة الصالح، قال لها إنه في دورة ثقافية تابعة للحوثيين، وبعد أربعة أشهر من المكالمة عاد إليها جثة بلا ملامح.
 
ناهيك عن جرائم يقدم عليها المجندون ضد أسرهم، وقد حدثت خمس حالات قتل بالرصاص أو الذبح خلال الثلاث السنوات الأخيرة.
 
اختطافات 
 
بلغ عدد من تعرضوا للخطف من قبل مليشيات الحوثي 530 مواطناً منذ سيطرتها على مداخل ومخارج  المديرية مطلع العام 2016، بينهم 16 طفلاً و6 مخفين قسراً، آخرهم الطفل مازن هاشم غالب (14 عاماً) الذي اختطف قبل خمسة أشهر من عزلة بني بحير التابعة لمديرية السلام.
 
 
عبدالله طاهر (42 عاماً) شقيق أحد المخطوفين، يقول «اختطف أخي عبدالملك وهو في طريق عودته من صنعاء لقضاء إجازة العيد عام 2017 في نقطة تفتيش عند مدخل المديرية.
 
بحسب طاهر، فرضت المليشيات بعد ستة أشهر من الاختطاف مبلغا ماليا تجاوز مليوني ريال وتوفير ضمانة  تلزمه بعدم التواجد في مناطق سيطرتها مرة ثانية، فأجبر بعدها على الهجرة إلى المناطق المحررة، ومنذ 2017 لم يستطع العودة لزيارة والدته.
 
معسكر الزينبيات
 
تسعى مليشيات الحوثي لتدشين مراكز عسكرية للنساء -الزنبيات- وتستعد لافتتاح مجمع زينب بمركز المديرية ببني شعب وآخر في بني عون لاستقطاب الشابات إليها بدافع دورات ثقافية ومن ثم عسكرية لتشكيل كتائب الزينبيات بالمديرية يشرف على ذلك قيادة نسائية حوثية من خارج المحافظة.
 
 
وكشف مصدر خاص عن أن القيادي الحوثي المدعو أبو مطير، سلم مشرف المديرية المعين قناف الصوفي، بيانات لنساء يرغبين بالالتحاق بالسلك العسكري، بعدما قتل أطفالهن وأزواجهن في صفوف المليشيات.
 
الوضع المعيشي 
 
يعيش الأهالي أصعب مرحلة تاريخية في ظل احتكار السلع الغذائية وتفشي السوق السوداء للغاز المنزلي ناهيك عن انقطاع المرتبات والانهيار الاقتصادي الناتج عن انقسام السوق المصرفي للعملة المحلية.
 
موظفو مكتب التربية بالمديرية تصرف رواتبهم من الحكومة الشرعية بالريال اليمني الطبعة الجديدة غير المقبولة في مناطق سيطرة المليشيات وتتجاوز عمولة التحويل أكثر من النصف.
 
 
ومن ناحية يعجز العاملون بالقطاعات الخاصة بالمناطق المحررة عن توفير المتطلبات الأساسية للأهالي مهما تجاوزت أجورهم اليومية في المناطق المحررة، ويتجاوز سعر الدقيق في المديرية 30000 ريال بالعملة الجديدة أو 14000 ريال بالعملة القديمة.
 
خلال عيد الأضحى 70% من الأسر عجزت عن شراء الأضاحي والملابس الجديدة لأطفالها تكيفاً مع وضع التقشف المستمر، حيث تكاد تنعدم الأجواء العيدية في ريف المديرية.
 
وتحوطا أمنيا غادر 80% من الأسر القرى منذ ستة أعوام ولم تعد إليها خلال الاعياد، إضافة لبعد مسافات الطرق نتيجة حصار المليشيات للمدن المحررة.
 
صراع الفصائل 
 
منذ 2015 تشهد مديرية السلام اشتباكات مسلحة بين فصائل مليشيات الحوثي، وعملت الأخيرة على تصفية مشايخ المديرية بطرق مختلفة بلغ عددهم 12 من مشايخ الامجود والشرف وبني شعب والرعينة وبني وهبان وكان لهم نفوذهم العسكري على مستوى المديرية.
 
وأسفرت مواجهات عسكرية وملاحقات أمنية وسط المديرية عن مقتل 15 متحوث، بينما جردت 20 قياديا آخرين من مهامهم وزجت بالبعض في سجونها.
 
متغيرات مدروسة رسمتها المليشيات لتمرير مشروعها الطائفي والاستعلاء على كل تراب الوطن وبث فيها سم المذهبية المقيتة، في سبيل إعادة الإمامة والاستحواذ على أراضي الأوقاف بالمديرية وفرض الجبايات على التجار من خلال رفع الضرائب الجمركية وتشريع الخمس في الأسواق العامة، إضافة للمجهود الحربي الإجباري.

ذات صلة