سقطري أنا وما ذنبي؟

01:59 2022/06/27

ما ذنبي أنا غير أني طالب أردت السفر لإكمال دراستي الجامعية في جامعات محافظات بلادي، أو مريض يبحثُ عن العلاجِ بسبب افتقار جزيرتي للجامعات وللمستشفيات، لأجد قيمة التذكرة تجاوزت "150 دولارا بل 200 "!.
 
ما ذنبي أنا عمري لا يتجاوز السنتين رضيعاً عبرت المحيطات بسفينة تنقل البضائع، لا يوجد بها أدوات سلامة، مريت حيث ما فقدتُ أخي "خالد" قبل ست سنوات، أجبرني على ذلك جشع مكتب طيران اليمنية الذي فرض علي كرضيع أكثر من 20 دولاراً!.
 
ما ذنبي أنا غير أني أنفقت كل ما أملك للعلاج وللسكن وللمأكل، للتتضاعف معاناتي أكثر بسبب بُعد موعد رحلتي لشهر، وضللت أداوم بسببها وأتردد على مكتب اليمنية للتأكد من الحجز خوفاً من سرقتها، فكيف لا أفعل ذلك وأنا حصلت عليها "ب200 دولار" لكي أعود لجزيرتي، وقد رأيتُ من دفع أكثر مما دفعتهُ ومنهم من صار عالقاً بسبب عدم حصوله على قيمة التذكرة البهاضة الثمنِ.
 
ما ذنبي أنا ليتم تهميش مجهودي لأربع سنوات بلحظة، لأتفاجأ بإقصائي من منح التعليم العالي من قبل حكومة بلادي التي أتعشم بها، بينما معدلي في البكلاريوس قد فاق الامتيازِ!.
 
ما ذنب تلك الجزيرة القابعة في وسط المحيط التي تشدقت عليها أقلام كُتاب أغلبهم لا يعرف عنها غير الاسم فقط، لتختفي تلك الأقلام عن نقل معاناة أبنائها اليوم، وظلت الجزيرة تدفع الثمن غاليا وهي في حالة يرثى لها، والضحيةُ هو المواطنين، وماهو ذنبهم من ذلك؟
 
حسبنا الله ونعم الوكيل، وعند الله تلتقي الخصوم.