شيماء.. طفلة تحلم بمحاكمة المليشيات الحوثية التي بترت قدمها

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/28

خاص منبر المقاومة:في مواصلة لإرهابها، تمارس المليشيات الحوثية ابشع الجرائم باستهداف الاحياء السكنية وانتهاك الطفولة والانسانية، على حد سوى، ففي 29 من شهر مايو 2017 استهدفت المليشيات حي المدينة السكنية، وسط مدينة تعز بعدة قذائف قتل على اثرها طفل واصيب ثلاثة آخرين بشظايا مختلفة.
 
الطفلة شيماء علي احمد (9 اعوام) أحد ضحايا هذه الجريمة الحوثية، نجت شيماء من الموت لتنظم الى نادي الاعاقة الدائمة مع بقية أطفال المدينة مبتوري الاطراف. تسرد شيماء لـ "منبر المقاومة" ما تتذكره من أحداث مجزرة المليشيات بحسرة وألم، اذ يصعب عليها تذكر ما كان سبباً بمأساتها التي ستظل ترافقها ما دامت حية. وتضيف: في يوم الخميس الموافق 29/5/2017 كنت أنا وثلاثة أطفال من سكان الحي نلعب بأزقة حارتنا وجوار منازلنا، متناسين الحدائق والرفاهيات بسبب حرب الحوثين، لتسقط قذيفة هاون بالقرب منا، لم أتذكر شي بعدها سوى صراخ واصوات مزدحمة لا يمكن تمييزها، اسعفونا إلى المستشفى، وقد جمعونا اشلاء متفرقة لأصحوا في غرفة العناية، وأبي بجواري واضعاً يده على خده، لأباشره بالسؤال عن ما جرى، لكنه أجابني بصمت طويل. وتتابع: نظرت إلى قدمي فلم أجد سوى قدم واحدة هي كل ما تبقى مني. وكان الطفلان سيف غالب (5 اعوام) و عبدالرحمن احمد حسن (8 اعوام) قد اصيبا بشظايا خفيفية في جسديهما لكنهما لم يتعرضا لبتر اطرافهما، أما الطفل فاضل عبدالسلام فقد سلبت القذيفة جسده وحياته. كان عمري ستة اعوام وكنت مبتهجة لنجاحي في الصف الثاني، لكن المليشيات منعتني من مواصلة المشوار، بعد أن خرجت من المشفى إلى منزلنا، ساءت حالتى النفسية وعانيت الكثير من الاضطرابات، انزعجت كثيرا وقد حرمت من ممارسة طفولتي المعتادة، هجرت المدرسة وامتنعت عن التعليم، فأسرتي ذات دخل محدود وأبي يعمل حمالاً في أحد المحلات التجارية، لم يستطيع أن يوفر لي طرفاً صناعياً، ومركز الاطراف المحلي لم يستجيب لمعاناتي، لأننا ممن يسموهم (مهمشين) لم نمتلك الوساطات لنمتلك ذلك. والدها علي احمد قائد يروي لـ"منبر المقاومة" لحظة سقوط القذيفة بالقول: بعد عصر ذلك اليوم سمعنت صفير القذيفة قبل لحظات من سقوطها، اهتز الحى بكامله وتصاعد الدخان شاكياً لله قبح جرائم الحوثين بعده تعالت أصوات نياح الأمهات وسكان الحي لأسرع بالخروج لنجدة الضحايا، حين سمعت أن ابنتي شيماء بينهم انخلع قلبي، كانت فاجعة لا تتصور، حملتها على كتفي، مع مساعدة سكان الحي لبقية الجرحى إلى دباب صغير اسعفناهم إلى المستشفى، وقدمها انقطع بشكل كامل يصعب معالجته ليقرر الاطباء بتره بعد ذلك، وماصعب أن توافق على بتر جزء من جسدك. يواصل حديثة بتنهيدات متكررة: المجزرة الحوثية غيرت مسار طفولتها، وأضحت عدوانية منفردة اغلب الاوقات يعصف بها الحزن والألم، وتوقفت عن المدرسة، تريد أن تواصل دراستها لكن اعاقتها حالت دون ذلك، استمرت على تلك الحالة ما يقارب عامين تحديداً إلى شهر 6/2019 بعد أن شملتها مؤسسة حقوقية للتدريب والتأهيل، وسافرت مع عدد من أطفال تعز إلى مصر للعلاج وجنيف لتمثيل ضحايا جرائم الملشيات الحوثية بحق الطفولة والمدنيين، ومطالبة المحاكم الدولية النظر إلى مجازر الملشيات، وادانة جرائم حربها التي لا تقسط بالتقادم، لتعود إلينا بعزيمة ثابتة لتحدي الاعاقة ومواصلة سير تعليمها بحلم أن تصبح محامية تحاكم الملشيات الحوثية بما ارتكبته بحقها وحق الطفولة عموما.
 

ذات صلة