من مرفأ بيروت إلى خزان صافر.. جماعتان إيرانيتان.. كارثة واحدة – (تقرير)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/08/06

خاص - منبر المقاومة:بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت التي التهمت نصف العاصمة اللبنانية تقريبا، برز الى الواجهة احتمال تكرارها في اليمن بطريقة مشابهة وبأضرار قد تكون اكبر وأشد فتكا على المدى البعيد، ويتمثل ذلك بتسرب خزان نفط صافر الى البحر الأحمر أو انفجاره.
 
الخزان العائم انتهى عمره الافتراضي ويوشك على إحداث أكبر كارثة بيئية حسب خبراء دوليين يتواجد في ميناء رأس عيسى الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي وتمنع فرق الخبراء الدوليين الذين حاولوا مرارا تفريغ الخزان او اصلاحه. بين نكبة بيروت وقنبلة صافر الموقوتة تقف جماعتان تتلقيان دعمهما المباشر من إيران وتمعنان في نشر أعمالهما الإرهابية ضد المدنيين، حيث كانت عناصر حزب الله قد تعمدت ابقاء شحنة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت وحالت دون تنفيذ أمر قضائي بتصريفها لتتسبب بكارثة مروعة للشعب اللبناني، وعلى غرار هذا النهج العدواني تتعمد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا الابقاء على خزان صافر المهدد بالتسرب والحؤول بينه وبين أي جهد عالمي لاصلاحه وإنقاذ اليمنيين من كارثة ستكون الأكبر من نوعها في المنطقة حسب خبراء البيئة. وكانت مجلة أمريكية قد حذرت خلال الأسبوع الماضي من إن اليمن تواجه أوسع كارثة بيئية لا مثيل لها في البحر الأحمر، من ناقلة النفط “صافر” والتي على متنها أكثر من مليون برميل من النفط الخام، ترسو على بعد أربعة أميال قبالة الساحل اليمني، والتي ستوثر أيضاً على المنطقة بأكملها”.وأضافت مجلة «The National Interest» – في تقرير حديث – “أن حالة الناقلة تتدهور باستمرار، وسيكون لتسرب النفط منها أو الانفجار آثارًا عميقة دائمة على اليمن والدول الأخرى على طول البحر الأحمر”. وأشارت المجلة “على عكس التحديات الأخرى لليمن – الحروب المتشابكة والمجاعة وندرة المياه – يمكن للمجتمع الدولي معالجة محنة صافر بسرعة، وقد تم بالفعل إعداد فريق من الخبراء المدعومين من الأمم المتحدة وهو مستعد للسفر إلى الناقلة”. وأوضحت “إن حل هذه المشكلة هي أحد القضايا التي يجب على جميع الأطراف في اليمن الاتفاق عليها، وخاصة جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على المياه التي ترسو عليها الناقلة”.وأشارت الى أنه رغم كل التحذيرات، فإن الحوثيين هم الذين يعرقلون وصول الأمم المتحدة وغيرها إلى السفينة صافر، وقد يكلفهم عنادهم وتهورهم حول هذه القضية سياسيًا وعسكريًا في حالة الانفجار أو التسرب، بحسب وصف المجلة الأمريكية. تم تطوير سفينة “صافر” كناقلة في عام 1976، حيث ترسوا قبالة ساحل اليمن منذ عام 1988عندما تم تحويلها إلى سفينة تخزين وتفريغ عائمة. وهي بمثابة محطة لخطوط أنابيب النفط الرئيسية في اليمن، وكانت عنصرا رئيسيا في البنية التحتية النفطية في البلاد. ومنذ انقلاب مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا على السلطة في 2014 لم يتم إجراء سوى القليل من الإصلاحات للناقلة في ظل غياب أي صيانة لها تقريبًا. وبينما يواصل طاقم يمني إدارة السفينة صافر، فإن الأنظمة الحيوية للسفينة غير متصلة بالإنترنت إلى حد كبير. وبدون فعالية انظمة التحكم في الحرائق وأنظمة الغاز الخامل، ومحركات الديزل الخاصة بها، يمكن أن تنفجر الناقلة. وتعتبر عملية توزيع الغازات الخاملة في حجيرات الخام المخزن أمر أساسي ومع ذلك فقد مرت خمس سنوات على اخر مرة حدث فيها ذلك. بالإضافة إلى هذه المشاكل، فإن “صافر” هي ناقلة ذات هيكل واحد عمره أربعة وأربعين عامًا، وقد رست في البحر الأحمر عالي الملوحة لمدة اثنين وثلاثين عامًا.وقال خبير في تآكل الهياكل، معلقا على الحالة المحتملة لصافر “وضعها يشبه قشر البيض في الخل”. واضاف بالقول: “حتى مع وجود أكثر جداول الصيانة والترقية صرامة، فإن هذه السفينة ستكون خطرًا بسبب عمرها وموقعها وتصميمها”. إذ أن الهيكل والبرج اللذان يربطان السفينة بخطوط الأنابيب والمراسي البحرية متآكلة، ويمكن أن تنهار في أي وقت.وأكد أنه إذا لم يتم التعامل مع مشاكل الناقلة، فإن التسرب النفطي أو الانفجار الناجم سوف يدمر ليس فقط النظم البيئية البحرية الغنية في اليمن، ولكن أيضًا تلك الموجودة في معظم البحر الأحمر، حيث يعد النفط المخزن على متن الناقلة هو الخام الخفيف القادم من مأرب، وبسبب اللزوجة القريبة من مياه البحر، سوف ينتشر في جميع أنحاء الماء. ويعتبر ساحل البحر الأحمر اليمني موطن للأنظمة البيئية الطبيعية الفريدة من نوعها، ومن شأن التسرب الكامل للنفط أن يدمر كل شيء من مستنقعات المانجروف الحيوية والمهددة إلى الشعاب المرجانية التي لم تمس لحد الان. إن مسألة مراقبة وصيانة الناقلة، حتى في حال توفر الموارد اللازمة لذلك – والتي ليست متوفرة حاليا -، ستكون صعبة وغير فعالة، سوف يتم الشعور بتداعيات اي تسرب من الناقلة في جميع أنحاء منطقة البحر الأحمر، ومثل هذا التسرب من شأنه أن يدمر مصايد الأسماك، وحركة الملاحة النشطة، اضافة لإجبار محطات التحلية على الخروج عن خط الخدمة. ويعد الصيد الحرفي هو شريان الحياة للعديد من المجتمعات الساحلية بمنطقة تهامة في اليمن المتاخمة للبحر الأحمر، وبسبب الحرب ازدادت أهمية الصيد كمصدر للغذاء والدخل والعمالة، وعلى الجانب الآخر من اليمن، في إريتريا وجيبوتي، تعتمد المجتمعات الساحلية أيضًا على مصائد الأسماك الضعيفة لدعم سبل عيشهم. إن موقع الناقلة صافر بالقرب من ميناء الحديدة اليمني يشكل خطراً آخر، حيث يتم استيراد معظم المواد الغذائية والمساعدات اليمنية عبر ميناء الحديدة، ويعاني أكثر من 80٪ من سكان اليمن من انعدام الأمن الغذائي ويعتمدون على المساعدات. وتستورد اليمن ما يقرب من 90 في المائة من غذائها، وبالتالي فإن تسرب النفط أو انفجاره على متن السفينة صافر سيؤدي إلى إغلاق ميناء الحديدة لأسابيع إن لم يكن لأشهر، ومثل هذا الإغلاق سيضمن المجاعة المنتشرة في اليمن.
 

ذات صلة