ليست حوادث ضاحكة أو كاميرا خفية!

01:19 2022/12/29

اعتقال الأشخاص نتيجة آرائهم وأصواتهم ليس موضوعًا للسخرية والضحك.. وليست حوادث ضاحكة أو كاميرا خفية، والباص الذي يضحككم ليس وسيلة للترفيه أو طريقة للتلميح، إنها عملية انتهاك صارخ لحياة إنسان بريئ، وتدمير مرعب لحياة أسرة بأكملها، هل تعرفون ماذا يعني اعتقال شخص نتيجة آرائه وصدقه وشجاعته ولو لعدة أيام؟! يعني أن يتم القضاء على استقراره النفسي وأمانه الوجودي، أن يجعلوا منه كارهًا لحياته ووطنه وقضيته، أن يجعلوا منه عبرة أمام نفسه وصدقه وخيالاته.. أن يجعلوا أمه تموت من خوفها عليه الف مرة ومرة، أن يجعلوا أباه عاجزًا أمام نجله وبيته وحياته، أن يجعلوا أبناءه يعيشون بلا أمان، وبلا استقرار، وبلا حياة طبيعية، أن يصير إنسان واحد حكاية مرعبة تروى للأطفال البائسين، عن نموذج مهدد في وطنه وبيته، بلا حرية، وبلا أمان، وبلا أحقية بالكلام والتعبير. 
 
الجميع يريدون الضحك على أنفسهم وواقعهم، ولكن الضحايا وما وراءهم يستحقون الاعتراف والتقدير، لقد ألقوا بأنفسهم في حتفهم لأجل الناس، ووقعوا في فخ المتربصين لأجل الناس، وصارت حياتهم جحيما وخوفا لأجل الناس، هل هذا يا ترى يستحق النتيجة؟! نعم يستحق إذا كان الناس يدركون عواقب اللحظات الصعبة في حياة المعتقلين، ولكنهم يجعلون منهم ضحايا مضحكين بعد كل واقعة، ثم يجعلون منهم نماذج للسخرية والتهديد، ثم ينهون الحكاية بتجاهل الآخرين، هذا الأمر يبعث الشك والخوف في نفوس الشباب المتكلمين، ويجعلهم يراجعون ما يقومون به أو يفعلونه بشجاعة وإيمان، لهذا أرجوكم، لا تقتلوا بقايا الصادقين، ولا تسخروا من حكايات المخلصين، ولا تدفنوا رؤوسكم بالتراب بعد كل انتهاك مخيف.
 
#فيسبوك