المسمري يكشف ازدواجية العدالة الحوثية: دولة الولاء لا القانون وسلالة الطغيان لا المواطنة

  • عمران، الساحل الغربي:
  • 05:03 2025/06/16

فضح الإعلامي مبروك المسمري ازدواجية العدالة الحوثية، مستعرضاً مفارقة دامغة بين قضيتين متشابهتين في الجريمة - متناقضتين في المعاملة، لتتكشّف أمام الرأي العام "المعايير المزدوجة والعدالة الانتقائية" القائمة على الولاء لا القانون وعلى السلالة لا الدولة.
 
استهل المسمري شهادته بجريمة اغتيال الشيخ أحمد علي سالم السكني -أحد أبرز وجهاء قبائل عيال سريح وعضو المجلس المحلي بمحافظة عمران- الذي قُتل بدم بارد أثناء مروره بسيارته في وضح النهار في الأولى من أبريل 2019 برصاص المشرف الحوثي أحمد ربيع باشا، المكنى "أبو ناجي الماربي" دون سابق خصومة أو مبرر؛ ورغم وضوح الجريمة لم تتحرك المليشيا لمعاقبة القاتل ولكن ضغطت على قبيلة السكني للصمت بـ"رسالة تهديد ضمنية" حملها القيادي أبو علي الحاكم، قال فيها إن هناك "دولة وسيد لن يُظلم عنده أحد".. ورغم احتجاجات القبائل السلمية، كانت النتيجة؟ تم تهريب القاتل إلى الجبهات، ليكافأ بالغدر وليس المحاسبة عليه.
 
في المقابل وبعد ست سنوات، تحديداً في 5 يونيو 2025 قُتل الشيخ عمار الملاحي -أحد مشرفي المليشيا في ريدة- فاشتعلت صنعاء غضباً، وحاصرت المليشيا منازل بيت سران واعتقلت ما لا يقل عن 17 من أبنائهم وصادرت ممتلكاتهم، فقط لأن بينهم وبين القتيل خلافات سابقة؛ وتحوّل القانون إلى أداة انتقام طائفي حيث نُقل عن أبو علي الحاكم قوله لشقيق الملاحي: "خذ حقك بيدك، أنت القانون" في مشهد استُبدلت فيه الدولة بغابةٍ يتولّى فيها الذئب القضاء ويُمنح القاتل حق الثأر بسلطة التوحّش.
 
المسمري رأى في هذا التناقض الصارخ بين القضيتين تجسيداً حيّاً لما سمّاها بـ"مسيرة عبدالملك القرآنية" حيث تُمنح الحقوق بناءً على "بطاقة الولاء" ويُحدد مصير الإنسان بمدى انتمائه لـ"ملازم حسين الحوثي" لا لإنسانيته أو قضيته؛ فأبناء القبائل ممن لا ينحنون لصنم الطاعة، لا تُحسب دماؤهم ضمن جدول الإنصاف ولكن يُطلب منهم الصمت على جراحهم والقبول بالضيم كواجب قَبَلي جديد فرضته المليشيا بقوة الحديد.
 
وفي إدانة أوسع؛ عدّد المسمري ضحايا آخرين سقطوا في صمت، مثل الشيخ صالح دحان مفرح والشيخ نشوان منيف والشيخ بيحان العياني، ممن لم تحظَ قضاياهم بأي اهتمام أو إنصاف، فقط لأنهم لا ينتمون إلى حاشية "السيد" أو لم يرفعوا شعار "الصرخة"؛ وأكد أن هذه الانتهاكات الممنهجة لم تعد أخطاء فردية إلا أنها نهج سلالي مقيت يقسم اليمنيين إلى طبقات، يمنح إحداها دماً له حصانة ويسفك الأخرى بلا حساب.
 
وختم المسمري مقاله بالقول: "نحن أمام عصابة لا دولة، وفوضى لا قانون، وسلالة لا مواطنة" مشيراً إلى أن الظلم المتكرر والفجّ هو وقود لغضب شعبي متصاعد، سيتحول يوماً ما إلى طوفان يطيح بمن جعلوا من دماء اليمنيين درجات ولاء، ومن العدالة مسرحية هزلية عنوانها: من لم يسجد.. فدمه مهدور.

ذات صلة