إتاوات الحوثيين تدفع تجاراً للإفلاس ومواطناً لإحراق نفسه
- صنعاء، الساحل الغربي:
- 09:56 2025/12/03
تواصل مليشيا الحوثي فرض جبايات باهظة وانتهاكات متصاعدة ضد المواطنين والتجار في مناطق سيطرتها، أدى خلال الساعات الماضية إلى حوادث مأساوية تعكس مستوى الاحتقان الاجتماعي والانهيار المعيشي الذي يعيشه السكان.
ففي محافظة إب، أفادت مصادر محلية بأن عناصر تابعة لما يسمى "مكتب الزكاة" اختطفت تاجر الأدوات المنزلية الحبيشي في شارع الأوقاف بمديرية المشنة، عقب رفضه دفع مبالغ مالية كبيرة فرضتها المليشيا كرسوم زكاة للعام الجاري.
وبحسب المصادر، رفعت المليشيا المبلغ المطلوب إلى 300 ألف ريال، بزيادة تفوق 120% عن العام الماضي، رغم الركود التجاري الحاد؛ ورغم التزام التاجر بدفع 130 ألف ريال –وهو نفس مبلغ العام السابق– رفضت المليشيا ذلك واقتادته إلى سجن خاص في المديرية.
وتشهد إب موجة واسعة من الإتاوات غير القانونية المفروضة على التجار والباعة، أدى إلى إفلاس العديد منهم وإغلاق عشرات المتاجر خلال الأشهر الماضية.
وفي صنعاء، وقعت حادثة صادمة في منطقة باب اليمن، بعدما أقدم رجل على إحراق نفسه احتجاجاً على احتجاز مركبته من قبل عناصر الحوثيين ومطالبتهم بمبالغ مالية باهظة مقابل استعادتها.
وقالت مصادر محلية إن الرجل سكب البنزين على جسده وأشعل النار، قبل أن يتدخل المارة لإخمادها ونقله إلى مستشفى الثورة وهو في حالة حرجة، وسط موجة غضب واستياء واسع في الشارع.
وتأتي هذه الحوادث في ظل تدهور غير مسبوق في الوضع المعيشي، حيث يعاني السكان في مناطق سيطرة الحوثيين من نقص حاد في الغذاء والوقود والدواء، وارتفاع جنوني في أسعار السلع، إلى جانب جبايات يومية تطول المحال التجارية والمركبات، وحرمان الموظفين من المرتبات منذ أكثر من عشر سنوات.
وتقول منظمات حقوقية إن سياسة النهب التي تنتهجها المليشيا تدفع الأهالي إلى مستويات خطيرة من الفقر واليأس، فيما تتزايد حالات الاحتجاج الفردي والجماعي ضد سياسات الجباية المفروضة على المواطنين.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن استمرار هذه الانتهاكات وغياب أي رادع لها يضع المجتمع أمام خيارات مؤلمة، مؤكدة أن الأحداث تعكس هشاشة الوضع الإنساني والإقتصادي واتساع رقعة الغضب الشعبي في مناطق سيطرة المليشيا.
