فاطمة "مُزارعة الشقب".. حيث تحصد الحقولُ الملغومة سيقانَ وأرواح السكان!

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي وعبدالمالك محمد:
  • 05:26 2021/01/04

لا تستطيع فاطمة نسيان تفاصيل ذلك الصباح الشتوي الذي أصيبت فيه، كما أنها لا تستطيع تذكره دون أن تترقرق عيناها بالدموع.

في بداية شهر فبراير/شباط 2019، وكان يوم سبت، قصدت فاطمة أحد الوديان لجمع الحطب، لقد كانت في حاجة ماسة إليه لتطهو به الطعام والخبز، ومع أنها كانت شديدة الحذر في أن تسلك الطريق الآمن، لم تأخذ بالحسبان أن المليشيات قد تسللت ليلاً وفخخت أيضاً ذلك الطريقة نفسه.
 
* المزيد من انـتـهـاكــات المليشيات
 
تتذكر «انفجر لغم تحت قدمي الأيمن، الانفجار كان شديداً ودفع بي إلى الأسفل»، تصمت فجأة كما لو أنها تسترجع بشاعة اللحظة، ثم تضيف «تبعثر الحطب الذي كنت قد جمعته، آخر ما سمعته حينها صدى صراخي وصوت الانفجار وهو يتردد بين الجبال ثم لم أدر بشيء».
 
أخذ إسعاف المرأة النازفة الكثير من الوقت، كانت المليشيات تطوق القرية من اتجاهات عدة، بالتالي لاقى المسعفون صعوبة بالغة قبل أن يتمكنوا من نقلها إلى مستشفى الصفوة داخل المدينة.
 
 
 
قرر الأطباء بتر قدمها المصاب، فعظمه كان مهشماً تماماً، ثم قاموا باستخراج الشظايا الموزعة على ساقها الآخر ويدها، وعندما فاقت فاطمة، فاقت بقدم واحدة ويد ملفوفة بالجبس.
 
تقول بصوت واهن «كل الطرق تؤدي إلى الإعاقة، مهما حاولت تجنب المخاطر، فالمنطقة تجلس على الكثير من الألغام، وأعداد الضحايا في ارتفاع مستمر».
 
فاطمة هي الضحية الرابع للمليشيا في عائلتها، وثالث امرأة تتعرض للبتر، فمنذ أشهر قليلة من إصابتها انفجر لغم حوثي بابنة عمها "فاكهة" وبتر ساقها وفقئت عينها اليمنى.
 
 
 
عن التحاقها بفاكهة تقول «لم تكن جروح فاكهة قد تعافت حين وجدتني مقعدة إلى جوارها، جمعنا المصير ذاته ويجمعنا نفس العناء، التنقل بين مستشفيات المدينة مضن جداً دون الحصول على نتائج مثمرة أو حتى علاج يُخفف قليلاً مما نحن فيه».
 
تشكو فاطمة بعد مرور عام من طرف محلي الصنع حصلت عليه، تقول إنه ثقيل ومن الصعب استخدامه في الأودية والأماكن الريفية حيث تعيش.
 
تضيف «وزن الطرف الصناعي يقارب ربع وزني، كيف أستطيع التحرك والمشي به، لهذا فأنا ألجأ إلى العكاز باستمرار، فحالتي المادية سيئة ولا يمكنني توفير تكاليف السفر للخارج لتركيب طرف صناعي يناسب عمري».
 

 

ذات صلة