سجون الحوثيين «مقابر الأحياء» (6): ما يخفيه السجن الحربي في صنعاء؟

  • الساحل الغربي، سلسلة تقارير - ماجد الحيلة:
  • 11:29 2021/01/13

أكثر من ثلاثة آلاف معتقل بين أسوار قصر غمدان (السجن الحربي) في صنعاء.. من جميع الأطياف تختلف أعمارهم ومحافظاتهم وتهمهم وزعتهم ميليشيا الحوثي على الأقسام والزنازين بطريقتها الخاصة.
 
يقع السجن الحربي بداخل قصر غمدان التاريخي شرق مدينة صنعاء القديمة..
 
ويتكون من أربعة أقسام: "السجن الحربي" وهو أكبرها، و"سجن القلعة" و"سجن السمسرة" و"سجن حوش الضباط"، بالإضافة إلى سجن خامس استحدثته مليشيا الحوثي ويجري بناؤه حالياً بجوار الأقسام الأربعة كعملية توسعة للسجن لغرض استيعاب عدد أكبر من المعتقلين.
 
السجن الحربي
 
يقبع بداخل قسم السجن الحربي أكثر من 1200 معتقل بينهم أطفال وكبار سن، موزعين على خمسة عنابر كل عنبر منها مقسم إلى عدة عنابر، إضافة إلى عدد من الزنازين الانفرادية، وله حوش كبير، لكن غرفه لا تصلح للاستخدام الآدمي، فهي سيئة ومظلمة وجدرانها متشققة، وأسلاكها الكهربائية مكشوفة تهدد حياة السجناء، ناهيك عن أن الرطوبة عالية وليس ثمة هواء نقي أو أماكن صحية داخل السجن عموماً.
 
سجن القلعة
 
يقبع بداخل قسم سجن القلعة أكثر من 1400 مختطف موزعين على 8 عنابر. العنبر الواحد لا يتسع لأكثر من 60 شخصاً، إلا أن مليشيا الحوثي تحتجز بداخل العنبر الواحد أكثر من مائة مختطف، بالإضافة لكونها عنابر متهالكة داخل بناء تاريخي عمره آلاف السنين، ويطلق على أحد هذه العنابر اسم "عنبر المجانين" ويقبع بداخله أكثر من 70 مختطفاً أصيب معظمهم بالجنون، جراء التعذيب الجسدي والنفسي الذي تمارسه المليشيا بحقهم.
 
 
ويضم سجن القلعة عنبراً تاسع يسمى (عنبر الدورات)، وهو قسم خصصته المليشيا الحوثية لعقد دوراتها الطائفية للمعتقلين تحت مسمى دورات الاستتابة الثقافية، وهي إلزامية لكل مختطف يقبع خلف أسوار الأقسام الأربعة للسجن الحربي.
 
سجن السمسرة
 
كانت السمسرة بداخل قصر غمدان قديماً تستخدم كاستراحة مؤقتة للمسافرين الوافدين إلى صنعاء لغرض الأكل والنوم، وهي اليوم عبارة عن سجن كبير وقديم بدون فواصل، يصل طوله إلى خمسة عشر متراً وعرض سبعة أمتار.
 
يقبع بداخل سجن السمسرة أكثر من 150 معتقلاً، وهو القسم الذي يتم فيه إخفاء بعض المحتجزين ممن تصفهم المليشيات الحوثية بالمعتقلين الأكثر أهمية حتى يتم التحقيق معهم.
 
سجن حوش الضباط
 
يقبع بداخل حوش الضباط أكثر من 90 معتقلاً موزعين على أربع زنازين صغيرة حسب التهم التي توجهها لهم المليشيا.
 
وهو القسم الخاص الذي تستخدمه مليشيا الحوثي لاحتجاز المشايخ ورجال الأعمال المعارضين للمليشيا داخل مناطق سيطرتها.
 
وكذا لاحتجاز بعض مشايخ ورجال أعمال موالين للمليشيا ممن فشلوا في تنفيذ مهام كانت قد أوكلتها لهم مليشيا الحوثي مسبقاً فقامت باعتقالهم.
 
كما تحتجز المليشيا بداخل "حوش الضباط" عدداً من الضباط ممن كانوا موالين للمليشيا وانقلبوا عليها.
 
بالإضافة إلى وجود عدد من ضباط الجيش الوطنيين ممن رفضوا تنفيذ أوامر المليشيا والانقياد لها.
 
 
ويعتبر السجن الحربي بأقسامه الأربعة بمثابة سجن مركزي، حيث يتم فيه تجميع معظم المعتقلين الذين تختطفهم المليشيا من المنازل والطرقات العامة ثم تقوم بجلبهم  للسجن الحربي من عدة سجون أخرى بالمحافظات الواقعة تحت قبضة المليشيا.
 
ويشرف على السجن الحربي (محمد يحيى الشهاري) المعين من قبل مليشيا الحوثي مديراً للسجن، وقد عينته المليشيا كمكأفاة وتعويض له بعد مصرع أحد إخوانه على يد الجيش اليمني في جبهة تعز قبل عامين.
 
القيود والتعذيب والتحقيق
 
تستخدم القسوة في السجن الحربي داخل أقسامه الأربعة بإفراط ضد المختطفين، وأفظع وأشد أنواع القسوة هي عملية (العطف) التي تستخدم بواسطة القيود، حيث يتم تقييد القدم اليسرى مع اليد اليمنى أو العكس ما يجعل المعتقل يسير وهو منحنٍ بشكل كبير (معطوف) ويسمى هذا القيد "قيد العطفة" ويودع المعتقل داخل زنزانة صغيرة وضيقة ورائحتها عفنة مليئة بالصراصير والجرذان، ويتبول ويتبرز السجين بذات الزنزانة أو الغرفة الضيقة، وقد أدى هذا الأمر إلى إصابة معظم المختطفين داخل السجن الحربي بالجنون والدخول في حالات نفسية حاول البعض منهم الانتحار جراء ما يتعرضون له من تعذيب وترهيب أثناء فترة اعتقالهم على يد أفراد مليشيا الحوثي داخل السجن الحربي بصنعاء.
 
ناهيك عن تقييد المعتقلين وعصب أعينهم أثناء التحقيق معهم، وتعرضهم للضرب والشتم والجلد بالسياط أثناء التحقيق أيضاً.
 
ويقوم بالتحقيق مع المعتقلين وتعذيبهم فريق من ضباط دائرة استخبارات المليشيا تحت نظر وإشراف المدعو أبو علي الحاكم رئيس دائرة استخبارات مليش…

ذات صلة