أمل.. أم لطفلين سلبت رصاصة قناص حوثي أملها في الحياة وحولتها إلى مقعدة – (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/04/30

خاص _ منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي: من هنا مرت مليشيات الحوثي الإجرامية مخلفةً ضحايا لا حصر لهم من الأطفال والنساء والشيوخ.. هنا أصيبت أمل وهناك قتل إبن عمها وبنفس القرية بترت اقدام قريبتها إثر لغم ارضي زرعته المليشيات بقرية الشقب التابعة لمديرية صبر جنوب شرق مدينه تعز..
 
نعم من هنا مرت المليشيات لتجعل الموت عنوان الطريق وانين الضحايا وجع لا ينتهي، توزع الموت في كل أرض تطأها اقدامها وترضع من دماء أبنائها صغيرهم وكبيرهم رجالاً ونساء.. مغول عصر قادمون من سراديب الكهنوت وكهوف التاريخ لتقتل وتدمر وتشرد بلد بأكمله تحت مسميات غؤغائية، تقتل الحاضر وتفخخ المستقبل المجهول. بكلمات تلين منها الحجارة وتحن عليها الجبال وترتجف منها الرصاص: "ليتني لم اذهب للعلاج" هكذا يقول حال العشرينية أمل احمد عبدالرزاق أحدى ضحايا مليشيات الحوثي بتعز. خفت أوزار حرب مليشيات الحوثي بمنطقة الشقب وابتعدت خطوط التماس نوعاً ما عن المنطقة، أسفعت أمل إثر مرض حل بها إلى مستوصف الشقب طرف القرية لعلاج مرض ألم بها وأثناء عودتها للمنزل على متن السيارة خرج جسد أمل احمد عبد الرزاق عن نطاق شبكته العصبية ومركز التحكم والادارة، وفقدت أمل قدرتها على أداء أية حركة مستقلة بجسدها الذي بات كالجثمان، لا تقف، لا تجلس، لا تمشي، لاتتحرك، نتيجة غدر قناص مليشيات الحوثي بها ليصيبها بطلقة متوحشة بمنطقة العنق.تقول أمل لـ"منبر المقاومة": شعرت أنني تكهربت وفقدت كل تفاصيل حياتي لم أدري اني سأعود من المستشفى محمولة على الأكتاف، هربت من مرض مؤقت الى شلل ابدي احتل جسدي.وتواصل امل نزف دموعها قائلة: "ليتني استطيع ان امشي او اقف أو احرك اناملي" وعلى امتداد سيطرة مليشيات الحوثي تتزاحم جرمها لتعد قرية الشقب أكثر الأحياء السكنية عرضة لانتهاكات المليشيات وجرائمها.تقول أمل: "قبل اصابتي بأيام معدودة كنت على موعد لحضور زفاف ابنت عمي دليلية لكن خبر نزل علي كالصاعقة جراء اصابتها بلغم ارضي زرعته مليشيات الحوثي قرابه بئر القرية أدى إلى بتر قدميها غيرت المليشيات الفرحة الى حزن دائم وقهر لا ينطفئ، تفاقم حزني عليها بعد أن تخلى عنها زوجها بسبب اعاقتها، الكارثة كانت بوابة تشبث مرضي الداخلي الذي اسعفت لأجله إلى مستوصف القرية لم اعلم أن قناص المليشيات لنا بالمرصاد متلذذ بقتلنا،، اسعفوني الى مستشفى الروضة بالمدينة مع وعورة الطريق وصلت بعد ساعات الى المستشفى كنت في غيبوبة الموت ولون الحزن في عينها تقول ياليتني مت فإنه أهون من الإعاقة الدائمة، كان بجواري زوجي وابي وبعض من اسرتي جميعهم اخفوا خبر إعاقتي، كانوا يقولون إن جسمي مخدر كنت حينها لا استطيع الكلام، لم يبقى من جسدي إلا نظري فقط اقلبه يمينا وشمالا متحسسة خبراً عن اصابتي، خرجت من المشفى بعد أيام محمولة على اذرع زوجي حينها تأكد أني مصابه بشلل رباعي نتيجة لتمزق أجزاء من الحبل الشوكي لم نعد إلى القرية بل إلى شقة قرب المستشفى، لمعاودة العلاج وسحائب القهر في وجهها غلباً على طفليها المصابين بفاجعة لا تفارق ذاكرتهما لم يستطيعا التغلب عليها منذ اصابتها لترقد طريحة الفراش ويقف يوسف على يمينها وريتاج عل شمالها كاعمدة لعلها تستقوي بهم لكن الاصابة اكبر من ذلك.اضحت امل أم لطفلين ونصف موت، وبين رصاصة وصمت مقعدة الفراش بسبب شلل كامل جراء إصابتها بطلقة القناص اخترقت عنقها ويحول بينها وغدها حائل زجاجي يشكل عدسة قناصة لم يسفر علاجها في مستشفى الروضة ـ تعز ـ عن بصيص حركة فتم نقلها للعلاج إلى تركيا مع بعض جرحى المدينة وعن مكوثها هناك تقول أمل: "اخبرونا بعد شهر من وصولنا بأنه سيتم ترحيلنا فبكيت وعزمت البقاء وقلت لهم اشتي أقوم، أشتي علاج يعيد لي حركة أنامل يدي اقبض بهن ولو مرة كل عيد على عجينة الحناء.كان جوابهم لي أنه مفيش علاج لي ومستحيل تعود لي حركتي". وعادت أمل تنازع جسداً غضاً لا يقوَى على الحراك مع محاولات زوجها تحريك أطرافها بتمرينها رياضياً، كما نصحه أحد الأطباء ، فهل ستعود لها حركتها رويداً في ظل حياة أعلنت توقفها مع خروج أول حوثي يعتمر بندقية وموت.؟؟يقول والدها أحمد عبدالرزاق (57) عاماً ونيف وجع طاعن، ما أن استتب ظله اللاهث من ثقل حزنه حتى أجهش في الحديث:"بلادنا ريفية لا فيها بترول ولا ذهب.. ناس مسالمين ريفيين يُسلموا لأي حكومة تطلع, وفجأة مادرينا إلا ونحن في خط النار ويمطرونا بكل أنواع الأسلحة ولم نستطع النزوح للمدينة فالموت هنا أهون من الموت جوعاً هناك. أمل معاقة إعاقة كاملة بسبب طلقة قناص حوثي في عنقها وأختها فاقدة للسمع بتأثير صاروخ حوثي سقط قربها وأنا اصبت بطلقة نارية لمليشيات الحوثي أثناء خروجي من الجامع، الناس هنا تموت بفعل الحرب والجوع لا غذاء ولا ماء، حتى المنظمات لا تأتي إلينا وكأن لا وجود لنا "قرية الشقب مديرية صبر الموادم الواقعة جنوب شرق مدينة تعز هي نموذج مصغر لما تقاسيه مدينة تعز.على مدى خمس سنوات واكثر تمارس مليشيات الحوثي جرائم على مستوى الجمهورية بشماله وجنوبه ولم تكن امل احمد عبدالرزاق إلا ضحية من آلاف الضحايا اطعمتهم الموت وعلقم الحياة مليشيات تحمل شعار الموت وتلوح بالقتل كعادتها تقتل الحاضر وتغتال المستقبل المجهول فإلى متى ستستمر المليشيات حصد الأوراح ونشر الموت هكذا يتساءل المواطنون في تعز.
 

ذات صلة