صهيب.. طفل أطفأت "مفخخات" الموت الحوثية ضوء عينيه وحولت حياته إلى ظلام – "قصة إنسانية"

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/07

خاص – منبر المقاومة:حينما كان أفراد عائلة خالد عبد الواسع يسارعون الخطى للعودة إلى منزلهم الذي تم تهجيرهم منه، كان صهيب أكثر أفراد الأسرة حماسا لذلك إذا كان مدفوعا بالرغبة في إنهاء المعاناة التي رافقت حياة أسرته خلال عام من النزوح والتهجير.
 
كان ذلك في بداية أغسطس 2018 عندما أصرت أسرته على العودة إلى منزلها تاركة المخاوف من وجود الغام حوثية على أنها ليست بذلك القدر من الخطورة.أجتازت الأسرة طريق العودة بأمان مما عزز من قناعتها من إن المنطقة خالية من الألغام، غير أن مليشيات الحوثي كانت قد زرعت أجزاء من منطقته الواقعة غرب تعز والقريبة من مديرية مقبنة بأنواع عدة من الألغام.وأمام باب المنزل وضع عملاء إيران لغما مموها على شكل صخرة متوسطة الحجم ولأن صهيب كان يسبق أسرته ببضعة أمتار حاول إزاحتها لجعل أمر المرور إلى الداخل متاحا دون ان يدرك أنها لغما حوثيا على شكل حجر قد وضع هناك لإلحاق الأذي بأسرته.دوى صوت إنفجار قوي، هز أرجاء المنطقة، أعقبه صوت بكاء وصراخ من والدته بعدما شاهدت أبنها ممددا على الأرض ويسبح في بركة من الدماء، إذ أصابت الشضايا المتطايرة يديه ورجليه وعينية وأجزاء واسعة من جسده.نقل الفتى البالغ من العمر 14عاما إلى أحد مستشفيات تعز للعلاج، لكن الضرر الذي تعرضت له عينيه كان بالغ الأثر وميؤس من شفائهما.بعد ثلاثة أشهر من المجارحة المستمرة بالمستشفى قرر والده عرضه على أطباء في مستشفيات ومراكز متطورة ليقوم بتسفيره إلى مصر، لكن التلف الذي تعرضت له القرنية وشبكة العين كان مدمرا ،الأمر الذي أغلق أمام الفتى وأسرته كل الآمال في إستعادة بصره، رغم الخسائر المالية التي تكبدتها الأسرة لقاء علاج أبنها.عادة ما يستغرق الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بالالغام الحوثية وقتا أطول للتعافي رغم خسارة إحدى اطرافهم او كلتيهما، لكن هذا الفتى يدرك ان استعادة بصره يعد امرا مستحيلا وأنه سيقضى بقية حياته كفيفا.مأساة صهيب تختزل مأساة آلاف الضحايا وهي تعبر بوضوح عن خبث مليشيات الحوثي المرتبطة بإيران وسعيها لإلحاق الأذى بالمدنيين بما في ذلك الأطفال.كما أن زراعة الألغام الأرضية بهذا القدر المخيف، تسلط الضوء على النهج المدمر لمليشيات الحوثي وصورتها البشعة كحركة إرهابية لا تستثني حتى المدنيين العزل، من القتل.
 

ذات صلة