حكايات عدنية - في "الدَكَّة" تستقبلك رائحة القرنفل والقرفة.. "النيل" أول مصنع للبهارات في اليمن

  • عدن، الساحل الغربي، عبدالسلام هائل:
  • 04:23 2022/03/21

ما إن تطأ قدماك منطقة الدكة.. حتى تستقبلك رائحة بهارات النيل...
 
إنه أول مصنع في اليمن لصناعة البهارات.. لصاحبه عبدالعزيز عبده سيف الحمادي. والذي أوضح لـ"الساحل الغربي" أنه ورث مزاولة مهنة سحق وطحن البهارات عن أبيه عن جده، واستمر هو في مزاولة المهنة منذ صباه وحتى اليوم.
 
 
ورغم كبر سنه من مواليد (1946) إلا أن العم/ عبدالعزيز، كما يدعوه عمال المصنع، ما زال يباشر عمله كمدير لأقدم مصنع اعتمد الآلات البدائية في سحق وطحن البهارات والتي تم إدخالها منذ عام 1969م وكانت تمثل نقلة نوعية حينذاك في صناعة البهارات.
 
وأضاف مع الساحل الغربي، بأنه يتم استيراد كميات حبوب البهارات من دول شرق آسيا. ومن ثم يتم بعد وصولها إلى مخزن المصنع القيام بمراحل التجهيز، وتتمثل المرحلة الأولى بأعمال التصفية والتنقية من كل الشوائب والحصوات وغيرها... لينتقل للمرحلة الثانية والتي يتم فيها وضع الكميات في آلات الطحن أو السحق عبر طواحين وهي آلات معظمها ألمانية الصنع ويليها مرحلة التعبئة في أكياس أو شوايل كبيرة. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التغليف في أكياس صغيرة أو تعبئة في أكياس بلاستيكية شفافة بأحجام متفاوتة حسب طلبات السوق والزبائن.
 
 
وعن حالات السوق والقوى الشرائية لمنتجات بهارات النيل أكد عبدالعزيز عبده سيف الحمادي، أن البهارات مطلوبة بشكل كبير في مدينة عدن منذ القدم، كون معظم الأكلات الشعبية في عدن تحتاج للبهارات. وخصوصا في شهر رمضان المبارك. وأضاف إن منتجات مصنع النيل يتم توزيعها على عملاء من التجار على مستوى اليمن. بل وتصدر كميات كبيرة لبعض الدول التي يتواجد فيها جاليات يمنية خصوصا إلى دولة جيبوتي وغيرها.
 
وعن نوعية الأصناف أكد أن هناك ستة أصناف رئيسية هي: (كاري، كمول، فلفل، هرود، بهارات اللحم، بالإضافة إلى دقة النارجيل والقرفة والقرنفل وغيرها حسب الطلب).
 
 
وأشار أن لديهم فرعا آخر في مديرية الشيخ عثمان.
 
وعن تأثر السوق بسبب ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة العملة المحلية أكد أن تذبذب قيمة العملة المحلية أدى إلى تدني القوى الشرائية بسبب غلاء المواد الأساسية التي نستوردها بالدولار من بلدان الإنتاج في دول شرق آسيا، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الشحن بسبب ارتفاع الوقود وغيره.
 
 
كل هذه من الأمور التي أدت إلى ارتفاع قيمة البهارات وبيعها في السوق كانت عاملاً رئيساً في انخفاض القوى الشرائية من قبل المواطنين.
 
وعن مدى التشجيع والدعم من الجهات والسلطات الرسمية لمثل هكذا صناعات ومهن حرفية، أكد مدير مصنع النيل للبهارات أنه لا يوجد أي دعم أو تسهيلات سوى فرض المزيد من الرسوم والجاليات التي تذهب لجيوب المسؤولين، أكان في الجمارك أم الضرائب أم رسوم الواجبات الزكوية... وغيرها.
 
 
واختتم حديثه بالدعوة إلى تشجيع الصناعات والمهن الحرفية فهي الكفيلة بتعزيز المنتجات المحلية وتشغيل الشباب والحد من البطالة.
 
سائلا الله الرحمة لوالده وجده الذي علمه وإخوانه مزاولة هذه المهنة والإخلاص في العمل.

ذات صلة