جريمة إنقطاع المرتبات.. موظفون على حافة المجاعة يروون لمنبر المقاومة معاناتهم - (تحقيق)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/01

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي منذُ اشتعال فتيل الحرب وتوزيعه على مختلف المحافظات بهمجية ساخطة تحملها المليشيات الحوثية كتسويق للجوع والموت والمرض ، وحماية سيادة الجهل والتخلف والكهنوت تلونت الحياة بخضاب التشرد الجوع، ومفاتيح المهالك المختلفة.
 
مليشيات الحوثي فتحت أبواب الجحيم على فئات الشعب، يعتبرها مراقبون أسوأ فترة زمنية تمر بها اليمن مقارنة بزمن الملكية وحكم الإمامة. وبحسب احصائيات مركزية فقد بلغ عدد الموظفين المنقطعة رواتبهم منذ أكثر من اربعة اعوام 75% من نسبة موظفي الجمهورية منهم 20% موظفي مؤسسة الكهرباء والمياة و 30% تربويين في مناطق سيطرة المليشيات و 10% في مؤسسة المسالخ والقطاع الرقابي بالإضافة ل 15% قطاعات أخرى تشمل المؤسسة الاقتصادية ومكاتب إرشادية أخرى، و25% تصلهم الرواتب بفترات غير منتظمة بالمناطق المحررة والتى التزمت به الحكومة الشرعية بعد عامين من الانقطاع التام للمرتبات. دفع الموظفين حياتهم في سبيل البحث عن لقمه عيش كريم، وكل تلك الاحصائيات لم تشمل السلك العسكري الذي يعاني هو الآخر من التهميش وانقطاع رواتب المقاتلين في جبهات القتال ببطون خاوية وأجساد عارية، لأسباب معتمة تبررها الاختلافات الشخصية بين القيادات. عدنان الاثوري تربوي يعاني كغيره من التربويين من ازمات حقيقية فالراتب بالنسبة لهم مصدر وحيد لبقائهم على قيد الحياة قبل أن يتشردوا في شوارع المدن، يروي الأثوري -لمنبر المقاومة- الوضع المعيشي في ظل استمرار انقطاع المرتبات بالقول: في تعز تمر الشهور الطوال والموظف يعاني من انقطاع الراتب وتزداد معاناته مع انهيار العملة المحلية، والإرتفاع الجنوني للأسعار وكذا انتشار الأوبئة الفيروسية والحميات فكيف له أن يضمن الحياة المستقرة الصحية والمعيشية كل ذلك يحدث بسبب انقطاع المرتبات لموظفي بعض المؤسسات والجهات الحكومية، بسبب انقطاع المرتبات اضطر بعض الموظفين إلى امتهان مهن لم يفكر في يوم من الأيام أن يمارسها ، وبعضهم غادرت زوجاتهم بيوتهن لأنهم عجزوا عن توفير أبسط المتطلبات الضرورية اليومية ، وبعضهم مات غلبا بنوبة قلبية وغيرها ، والبعض أصيب بحالات نفسية وانهيار عصبي. انقطاع المرتبات أدى إلى انهيار القيم والأخلاق وإلى تمزق النسيج الإجتماعي وإلى الإنعزال الإجتماعي بسبب الفقر وخلو اليد والعوز، كما أن توقف المرتبات انعكس سلبيا على مؤسسات الدولة وأدى إلى شل الحركة في القطاعات التي توقفت رواتب موظفيها ، فكيف تطلب الحكومة من هؤلاء الموظفين الإلتزام بالدوام وهي توقف رواتبهم وكأنهم لا يستحقون تلك الرواتب أو كأنهم موظفون من الدرجة الثالثة والسابعة. تتحمل المليشيات الحوثية مسؤولية توقف رواتب هؤلاء الموظفين والوصول بهم إلى مستوى متدني من العيش والإهانة فقد نهبت المخزون النقدي وافلست بالبنك المركزي اليمني لتمويل حروبها ضد الشعب ومن جهة أخرى تتحملها السلطة المحلية كونها هي المتكفل بمتابعة رواتب موظفي المحافظة ، كما أن وزير المالية ونائبة والبنك المركزي اليمني بعدن لهم نصيب من أحداث المعاناة وعدم الالتزام بدفع المرتبات. ويشير الاثوري الى مأساة ابن عمه التي جاءت نتجية انقطاع المرتبات ويضيف: جريمة قتل الأستاذ أنور الأثوري مدرس مادة الرياضيات الذي سمي آنذاك بشهيد الراتب، فقد تحولت حياته إلى ضنك في ظل انقطاع راتبه، وانعدام مصدر قوت أسرته فاجبرته الحياة ليبيع سجائر ببسطة بسيطة جوار سوق القبة محاولة منه التخفيف من المعاناة التي كان يعيشها، وفي يوم أسود قتل برصاصة مسلح نتيجة اشتباكات جوار السوق، كيف للمدرس الاول بالمدينة أن يقتل على يد عصابة مسلحة بدم بارد ولو لم ينقطع راتبه لما سقط ضحية لقمة عيشه وترك خلفه ارثاً ثقيلا ومأساة اسرة. من أين سنأكل؟! سؤال يراود كل موظف حكومي خاصة بالمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية التي تجبر الموظفين خصوصاً القطاع التعليمي والتربوي على العمل بدون مقابل أو بربع راتب يصرف لهم بالمناسبات والاعياد لا يغطي أدنى احتياجات الأسر. يقول “نبيل محمد سالم ” وهو معلم مادة الأحياء لدى مدرسة حكومية في العاصمة صنعاء: اؤدي دوري الوظيفي في الصباح، تحت ضغوطات إجبارية وبدون راتب وتهديد كل من يغيب بالفصل من الوظيفة، وفي الظهر اتجه لبيع قناني المياه على سائقي السيارات في الشارع العام، فالحياة أصبحت صعبة ومأساوية، وبالكاد أستطيع توفير قوت أطفالي الـ5 وقيمة علاج والدتي المصابة بالسكري، والغرغرينا في قدمها، يضيف “نبيل” الذي امتنع عن تقديم أي مناشدة لأي جهة للضغط على الحوثيين لتسليم رواتبهم ليختم بالقول الله وحده القادر على حمايتنا.. الله هو اللطيف الرحيم. ويشير الكاتب الصحفي محمد جبران إلى ان موظفي القطاع الحكومي في اليمن انظموا إلى صفوف العاطلين بعد أن انقطعت رواتبهم منذ أكثر من 3 أعوام، وأجبروا على البحث عن عمل في مجالات الخدمات المباشرة و المهن الحرة المرنة بالأجر المباشر للحصول على لقمة عيشهم يوما بيوم على أمل أن تستمر أعمالهم مقابل اقل القليل مما يسدوا به رمق جوع أسرهم، أو النجاة من التجنيد الاجباري الذي تفرضه المليشيات الحوثية على المواطنين القابعين تحت سلطتها. الكادر الأكاديمي واساتذة الجامعات تعرضوا للاختطاف والاعتداءات الجسدية ومنهم من تعرضوا للاخفاء القسري والقتل والتهجير نتيجة مطالبتهم بمستحقاتهم من المرتبات أو إضرابهم المفتوح عن التدريس، انقطاع المرتبات اوقف عمل الكثير من المؤسسات الحكومية أبرزها مؤسسة المياة والكهرباء التى اضحت بسبب حرب المليشيات الحوثية خاوية على عروشها ومن ذكريات الماضي القديم عند المواطنين. ويؤكد الخبير الاقتصادي محمد قحطان في حديثه لمنبر المقاومة ان انقطاع صرف الرواتب من أهمّ أسباب الانهيار الاقتصاديّ الذي يشهده الاقتصاد اليمنيّ، وإنّ استمرار عدم صرف المرتّبات والتهاون به يقود ملايين من البشر إلى مجاعة، وإصابة الحركة الاقتصاديّة بشلل تام. ويضيف: إنّ الموظّفين هم أساس في تحريك الاقتصاد اليمنيّ وتداول العملة في البلد"، وبسبب انقطاع المرتبات تراجعت القيمة الشرائية للريال اليمني بشكل كبير تجاوز نسبة 300% تناقصت المرتبات بنفس النسبة كقيمة شرائية للراتب واصبح الراتب مساعدة انسانية وضمان اجتماعي وليس راتب موظف لتغطية احتياجاته المعيشية. ورغم التفاهمات والاتفاقات المتعددة بين جميع الاطراف على عدم استخدام المرتبات او الوظيفة العامة وسيلة لتحقيق اهداف سياسية بمنعها عن البعض، وبحسب تصريح مبعوث الامم المتحدة الاخير في شهر يونيو 2020م ليحرك المياه الراكدة في موضوع المرتبات ويفتح نافذة ضوء لأمل ربما يتحقق وليؤكد على اولوية صرف المرتبات وان هذا مطلب كثير من الشعب اليمني خصوصاً بعد اجراء المبعوث الاممي لقاءات مع ناشطين حقوقيين ليومين متتاليين في شهر يونيو 2020 وتم مناقشة اولويات الاجراءات الانسانية في اليمن واوضح معظم المشاركين بأن صرف المرتبات اهم الاولويات للمواطن اليمني، لكن كل ذلك يذهب ادراج الرياح، حيث ذكرت منظمة الغذاء العالمي أن 95% من الشعب اليمني تحت خط الفقر و اكثر من عشرين مليون مهددون بالمجاعة.
 

ذات صلة