ربع مليون يعيشون حياة التشرد.. المليشيات الحوثية تهجر ألاف المدنيين في الحديدة وتمنع عودتهم الى منازلهم

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/01

الحديدة خاص – "منبر المقاومة": خمسة أعوام مرت منذ اجتاحت مليشيا الحوثي الايرانية محافظة الحديدة وبقية المحافظات اليمنية الاخرى التي كان لها نصيب من الكارثة، الا أن محافظة الحديدة نالت النصيب الاكبر وذاق سكانها صنوفاً لا تحصى من اشكال وممارسات الترهيب الحوثية ومنها التهجير القسري الذي فرضته الجماعة على كل من تشتبه بمخالفته لفكرها الرجعي، حيث تعد محافظة الحديدة واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تضررا من هذه الجرائم الحوثية التي شملت معظم مديرياتها ونتج عنها تهجير ما يزيد على ٢٥٠ الف مواطن بحسب احصاءات السلطة المحلية في المناطق المحررة، وغالبية هؤلاء المشردين مدنيون لا علاقة لهم بحرب المليشيا ولكن عدم انضمامهم لها وخوفها من خروجهم عن سيطرتها دفعها لتهجيرهم بقوة السلاح عن قراهم ومدنهم وتدمير وتلغيم آلاف البيوت والمزارع والطرقات لمنع السكان من العودة اليها.
 
ويتوزع المهجرون من ابناء الحديدة على عدة مخيمات للنزوح في المناطق المحررة من المحافظة ومحافظات يمنية أبرزها تعز وعدن ولحج وأبين وحضرموت ومأرب، حيث يقضون ظروفا معيشية صعبة بعد انقطاعهم عن أعمالهم ووظائفهم وتوقف مصادر دخلهم الأساسية حتى أصبح غالبيتهم عاجزا عن إطعام أسرته ومعتمدا بصورة رئيسية على الدعم والمعونات التي تقدمها المنظمات الاغاثية. وفي تصريحات لمنبر المقاومة ذكر مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالحديدة حميد الخزان أن المليشيا اضطرت آلاف الأسر للنزوح بعد أن ضاق بهم الحال في ظل سيطرتها وإرهابها. وأضاف الخزان: امتلأت سحون المليشيا بآلاف الأبرياء الذين اعتقلوا من منازلهم وأعمالهم في المديريات والمدن، وأغلب من لجأوا للتشرد والنزوح كان دافعهم هو النجاة من الاعتقال والملاحقة والقمع والموت تحت التعذيب، والبعض كانت قراهم على مقربة من خطوط النار وكان استهداف المليشيا لهم هو بغرض طردهم وتحويل منازلهم الى ثكنات عسكرية. وأشار الخزان الى أن مليشيا الحوثي حاصرت المواطنين الذين يعيشون في مناطق سيطرتها وضيقت عليهم في أرزاقهم وتعمدت قطع رواتبهم وهو الأمر الذي جعل الألاف منهم يفضل النزوح ليتمكن من اطعام أسرته. وأردف: لم يقف الحوثيون عند ذلك الحد بل كانت قذائفهم وحربهم العبثية ضد المواطنين هي أساس البلاء ومن نجا من الموت تحت وابل القذائف يضطر للنزوح حفاظا على حياته وحياة أسرته. وحتى بعد وقف المواجهات في الحديدة بقرار أممي لم يستطع النازحين والمهجرين العودة إلى بيوتهم التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا الحوثية فكل الذين غامروا بالعودة وهم قلة اعتبرتهم جماعة الحوثي خونة وعملاء وقامت باعتقالهم وزجهم في سجونها ومعتقلاتها السرية.وتعرف الأمم المتحدة التهجير القسري بأنه يندرج ضمن جرائم الحرب التي تحظرها الاعراف والمواثيق الموقع عليها من قبل الدول الأعضاء، الا أن المنظمة الأممية ما تزال تغض الطرف عن جماعة الحوثي رغم اسرافها في استخدام جريمة التهجير ضد المدنيين.
 

ذات صلة