في ظل انهيار الهدنة الأُممية.. خسائر الحوثيين تتضاعف في الحديدة على أيدي القوات المشتركة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/08/20

لم تكن الهدنة الأُممية الموقِّعة في مدينة (استوكهولم) بالسُّويد في 18 ديسمبر 2018م، كفيلة بإرساء عملية السلام المستدامة في الحديدة بمضمونها الحقيقي؛ إذ لم ينفذ منها سوى إيقاف تحرير مدينة الحديدة من بطش مليشيات الحوثي الإرهابية، وأضفت غطاء استقوت به مليشيات الحوثي لإعادة ترتيب صفوفها، عقب تكبدها الخسائر الفادحة وطردها من مناطق الساحل الغربي .
 
وطوال فترة الهدنة الأممية، رفعت مليشيات الحوثي من وتيرة تصعيدها العسكري، في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة، في سعي منها لتحقيق أيّ نصر ولو معنويًا يُعيد الثقة لعناصرها المهزومين. وفي خِضّم ذلك التصعيد الواسع للمليشيات، تضاعف حجم الخسائر البشرية والمادية للحوثيين، وهو ما أفقدها كثيرًا من قوتها عِدّة وعتادًا وسط انهيار كبير في صفوف مقاتليها، ودفع بأعدد كبيرة من عناصرها للفرار من مواقعهم. ففي الـ (10) أيام الأخيرة من شهر أغسطس الحالي، تلقتْ المليشيات الحوثية ضربات موجِعة وجهتها لها القوات المشتركة في مناطق متفرقة جنوبَي الحديدة، وأبرزها: – في الـ 8 من أغسطس، خاض أبطال القوات المشتركة معارك عنيفة مع عناصر من المليشيات حاولت التسلل شرق مدينة الحديدة، تحديدًا في حي 7 يوليو وفي شارع الخمسين، تكبّد الحوثيون على إثرها قتلى وجرحى، وأُجبِرت البقية على الفرار. وفي اليوم نفسه، لقي عنصر من مليشيات الحوثي مصرعه وأصيب ثلاثة آخرين، وخلال تمكُّن القوات المشتركة من إحباط محاولات تسلل للمليشيات شمال وشرق مدينة التُّحيتا، فر من نجا من مسلّحِي الحوثي يجرُّون وراءهم أذيال الهزيمة. وصبيحة التاسع من أغسطس، سددتْ القوات المشتركة ضربات موجعة لبقايا جيوب الحوثيين، ردًا على عملية استهداف نفذتها المليشيا مستهدفة القُرى السكنية في قرية (الجاح) التابعة لمديرية بيت الفقيه. وقصفتْ المليشيات القُرى بقذائف عربات BMB، وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة مختلفة العيارات، وتمكَّنت القوات المشتركة من تحديد مصادر النيران الحوثية ووجهت لها ضربات مباشرة أخمدت على إثرها مصادر النيران وموقعة خسائر بالأرواح والعتاد في صفوف الحوثيين. وعمّقت القوات المشتركة حجم الخسائر الحوثية في مديرية حيس تزامنًا مع خسائرها في (الجاح)، نهار اليوم نفسه؛ إذ دكّت القوات المشتركة مخابئ وجيوب المليشيات التي استهدفت منها الأحياء السكنية في مدينة (حَيْس) بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف، وأخمدتها في الحال، ملحِقة خسائر فادحة في صفوف العناصر الحوثية. وفي محاولتها لتعويض خسائرها الأخيرة عاودت المليشيات الحوثية ارتكاب سلسلة خروقاتها في (حَيْس) نهار اليوم التالي، ودفعتْ بمجاميع من عناصرها في محاولتها حفر خنادق وأنفاق عسكرية في مناطق سيطرتها شمال المديرية. لم تتأخر القوات المشتركة في الرد على تصعيد المليشيات؛ إذ أفشلت استحداث المليشيات عمليات الحفر بعد أن رصدت العناصر الحوثية، ووجهت لها ضربات مباشرة، أجبرتها على الفرار وسط حالة من الذعر والتخبط في صفوفهم. وفي ساعات متأخرة من نهار العاشر من أغسطس، أخمدت وحدات من القوات المشتركة مصادر نيران لمليشيا الحوثي استهدفت الأحياء السكنية المحررة شرق مدينة الحديدة. واستخدمت وحدات القوات المشتركة الأسلحة المناسبة لإخماد مصادر النيران الحوثية محققة إصابات مباشرة وكبدت الحوثيين خسائر فادحة، موقِعة قتلى وجرحى في صفوف المليشيا. مرابض المدفعية وتحصينات المليشيات في مناطق سيطرتها بالدُّريهميّ نالت نصيبها من الضربات الموجعة التي وجهتها القوات المشتركة للحوثيين، ففي عشيّة ال12 من أغسطس، قصفت المليشيات الحوثية منازل ومزارع المواطنين في منطقة (دخنان ووادي رمان) جنوب غرب الدريهمي . جراء هذا القصف الهمجي الذي شنته مليشيات الحوثي على المدنيين العُزّل، ردت القوات المشتركة بالأسلحة المناسبة على مصادر القصف والاستهداف، دمرت على إثره مرابض مدفعية وتحصينات لعناصر المليشيات موقعة خسائر مؤكدة في صفوف الحوثيين. تحركات مجاميع وجيوب الحوثيين جنوب الحديدة نهار 13 أغسطس كانت تحت المراقبة التامة لوحدات القوات المشتركة، فمع قيام المليشيات بتحريك مجاميع مسلحة تابعة لها شرق منطقتَي (الجاح والجبلية) بمديريتَي (بيت الفقيه والتُّحيتا)، وأخرى شمال (حَيس)، تعاملت القوات المشتركة معها بنجاح، وحققت إصابات مباشرة في صفوف المليشيات وأنهت تلك التحركات في وقت قياسي. تصعيد المليشيات المدعومة من إيران لم يتوقف جنوب الحديدة، فالانتقام من المدنيين الأبرياء هو نهج المليشيات عقب كل الخسائر التي تتلقاها على أيدي القوات المشتركة، وفي يومَي الجمعة والسبت الموافقين للـ 14 و 15 من شهر أغسطس، وسعت فيهما المليشيات حدة الحقد والإجرام بحق المدنيين بكثرة؛ إذ استهدَف الحوثيون القُرى السكنية في الدُّريهمي بالأسلحة المتوسطة والقناصة بعُنف، وتزامن مع قيامها بقصف مدفعي على شارع 7 يوليو بمدينة الحديدة، مما حذا بوحدات القوات المشتركة التعامل السريع مع بقايا جيوب المليشيات وإخماد مصادر النيران محققة إصابات دقيقة ومؤكدة في صفوف الحوثيين . ولم تتوقف هستيريا الحوثيين عند هذا الحد، بل عاودت جيوب المليشيات المتمركزة شمال الدُّريهمي بقصف واستهداف منازل المواطنين في قرية (النخيلة) الواقعة جنوب غرب الدُّريهمي، بخمس قذائف من مدفعية الهاون الثقيل. وفي سياق النجاحات التي تحققها القوات المشتركة تمكنت من الرد على مصادر النيران الحوثية، ووجهت ضربات متلاحقة للحوثيين دمرت خلالها مرابض مدفعية المليشيات وتحصيناتهم، وسقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية فادحة في صفوف المليشيات. وفي اليوم نفسه توالت خسائر وانكسارات الحوثيين بكثرة، مع تمكن أبطال القوات المشتركة من سحق هجومين للمليشيات في الدُُريهمي والآخر من جهة خط (زبيد) باتجاه الجبلية. وفي الهجوم الأول حاولت المليشيات فتح ثغرات صوب مدينة الدُّريهمي من الجهة الجنوبية الشرقية لإنقاذ عناصرها المحاصرين، مستخدمة غطاءً ناريًا مكثفًا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ولكن دون جدوى، وسرعان ما انكسر وانتهى بالفشل الذريع تكبدت على إثره المليشيات خسائر فادحة تمثلت بمصرع وجرح أعداد كبيرة من مسلحِي المليشيا وتدمير مربض مدفعية وتفجير مخزن للذخيرة في الموقع نفسه. وبالتزامن مع انكسارها المذل في الدُّريهمي، دفعت المليشيات مجاميع مسلحة جديدة من جهة خط (زبيد) لتنفيذ هجوم آخر في الجبلية بالتُّحيتا، هو الآخر تلقت فيه المليشيات ضربة موجعة وخسائر مادية وبشرية فادحة وسرعان ما انتهى بالفشل الذريع. وكان لقناصة ومدفعية القوات المشتركة دور كبير في تكبيد المليشيات الحوثية خسائر فادحة، ففي الثامن عشر من أغسطس تمكنت قناصة ومدفعية القوات المشتركة من تحقيق إصابات مباشرة في جيوب وثكنات المليشيات موقعة قتلى وجرحى واستهداف عناصر حوثية تضاف إلى خسائر المليشيات في جبهة الساحل الغربي. وفي اليوم نفسه ضاعفت القوات المشتركة من خسائر المليشيات الحوثية؛ إذ أخمدت مصادر نيران حوثية استهدفت أحياء سكنية محررة داخل مدينة الحديدة وأخرى في الضواحي الشرقية لمدينة (حيس) ، في محاولة من المليشيات الانتقام من المواطنين بسبب الهزائم والانكسارات المتواصلة. وفي صباح الأمس حاولت المليشيات الحوثية استحداث تحصينات عسكرية في قطاع كيلو 16، شرق مدينة الحديدة ولكن وحدات القوات المشتركة اشتبكت مع العناصر الحوثية وأجبرتها على الفرار بعد مصرع وجرح عدد من عناصرها.
 

ذات صلة