من المنسوبِ للإمام أبي حامد الغزالي، رحمه الله: "إنَّ الطريقَ إلى اللّه بعددِ أنفاسِ الخلائق" ومن الطريق إلى الله يوم عرفات لمن حبسه العذر "تملّي" قصيدة الشاعر الصوفي اليمني عبدالرحيم البرعي.
في الحقيقة هذه ليست مجرد قصيدة؛ بل حشود من المعاني العرفانيّة التي تكسو الروح طراوة ندية..
موسيقى السماء في الأرض ولحن الخلود في دنيا الفناء..
هذه القصيدةُ تهزُّ بقاعَ الروحِ كما لم تفعل مئاتُ المواعظ وآلاف الخطب..
تفصح عن كل شيء في عالم الروح إيحاء وحدسا..
تكثيفًا وإيجازًا..
المعنى وظل المعنى معًا..!
هذه القصيدةُ تقررُ أنَّ الحج ليس سعيًا فحسب؛ بل وشعورًا أيضا، وأهم من السّعي ــ في صورته المادية ــ الشعور في لحظات التجلي والاستبصار..! ولهذا اصطحبتها معي مرتين في موسمي حج.
يا لفيض الدهشة وروعة البهاء..!
ويا لعجز القلم إذا تجلت آفاق الروح سابحة في ملكوت الجمال ما عساها أن تدرك!!. وبحسب النفري: "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة".
لن أطيل في هذه التقدمة، ففيها من الجمال والإدهاش ما لا تحتاج معه إلى تقديم أو تعريف، و "في طلعة الشمس ما يغنيك عن زُحل".