أوهام "الحوثي".. لعب في رأس اليمن يدّعي "مؤامرة كورونا الأمريكية".. هنا الكارثة

12:00 2020/03/23

عبدالله البارقي | كعادتها في استثمار الجانب الإنساني لصالح حربها ضد اليمنيين، ذهبت مليشيات الحوثي الانقلابية إلى استخدام المساجد لحث الناس على القتال معها والذهاب للموت في الجبهات بدلًا من الموت في البيوت بسبب فيروس كورونا.
 
وتُخاطب المليشيات سكانَ المناطق التي تحت سيطرتها، بأن كورونا مؤامرة أمريكية ضد إيران واليمن، وهذا ورد على لسان وزير إعلام المليشيات الحوثية ضيف الله الشامي، في توجه المليشيات المدعومة من إيران التي تقود اليمن إلى الغرق في مخاطر كورونا من خلال الإجراءات التي تتبعها. وفي أكبر عملية تفشٍّ لـ"كورونا"، حذّر منها الأطباء والمختصون، أنشأت مليشيات الحوثي ما أسمته محجرًا صحيًّا في محافظة البيضاء، حشرت فيه نحو 10 آلاف شخص، ويعتبر المكان الذي جمعت فيه المليشيات هذا العدد الكبير من الناس؛ ليس للعزل وللحفاظ على صحة الناس؛ ولكن أيضًا لتجنيد اليمنيين والزج بهم في جبهات القتال. وإلى جانب هذه المحاجر العشوائية، حذرت الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن، من مخاطر تفشي كورونا في أوساط الأسرى والمعتقلين والمختطفين في سجون مليشيات الحوثي، وطالب المبعوث بإطلاق جميع المتواجدين في السجون والمعتقلات على ذمة الحرب لمنع وصول الوباء إليهم. وتعتقل مليشيات الحوثي آلاف اليمنيين في سجون ومعتقلات جميعها لا تملك أدنى شروط السلامة، وتشكل بؤرة خطيرة لتفشي الفيروس وانتشاره؛ الأمر الذي سيقود إلى كارثة داخل هذه السجون خصوصًا أن كثيرًا من المعتقلين غادروا هذه المعتقلات وهم مصابون بأمراض مزمنة؛ حيث تُمنع عنهم الخدمات الصحية. ورغم إعلان منظمة الصحة العالمية حتى الآن، عدم تسجيل أي إصابة بكورونا في اليمن؛ إلا أن التقديرات الطبية في اليمن تذهب إلى التحذير من نتائج كارثية محتملة في اليمن نتيجة التصرفات التي تقوم بها المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها؛ حيث تنظم تجمعات طائفية وفعاليات جماهيرية في حين يتحرك العالم لعزلة شامله وإلغاء التجمعات. وتشكل التجمعات الطائفية لمليشيات الحوثي في اليمن، تكرارًا لما حصل في إيران؛ حيث تحولت مدينة "قم" إلى معمل تفشٍّ لـ"كورونا"؛ بسبب التجمعات الطائفية في المدينة التي تشكل معقلًا للفكر الطائفي المتطرف الذي صدرته طهران إلى أذرعها في المنطقة. وطالبت مليشيات الحوثي، السكان بعدم زيارة المستشفيات لطلب العلاج حال تمت إصابتهم بكورونا، كما أوهمت السكان اليمنيين بطلب الخدمة من فِرَق طبية ستزورهم لتقديم المساعدة.. المليشيات الحوثية تخشى على قياداتها الميدانية وعناصرها الموزعين على المستشفيات في العاصمة صنعاء من الإصابة بالوباء؛ لذلك حظرت استقبال أي إصابات محتملة بكورونا، إضافة إلى أن المشافي شبه ممتلئة بالجرحى من عناصر المليشيات وكل الطواقم الطبية.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)