سلسلة جرائم وانتحارات مروعة تهز محافظة إب خلال ساعات
- إب، الساحل الغربي:
- 06:42 2025/10/10
شهدت محافظة إب خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة مروعة من الجرائم والحوادث المأساوية، تنوعت بين قتل وانتحار وحوادث انهيار ترابية قاتلة، في مشهد يعكس تصاعد حالة الانهيار الاجتماعي والمعيشي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.
ففي مديرية ذي السفال جنوب المحافظة، أقدم مواطن يُدعى محمد غالب علي البدوي على قتل نجله خليفة عقب خلاف عائلي حول قطعة أرض، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل العنف الأسري المتزايد بالمحافظة.
وبحسب مصادر محلية، فإن الضحية كان يسكن مع والدته منذ انفصالها عن والده الذي تزوج بأخرى، مشيرةً إلى أن خلافاً على ملكية الأرض تطور إلى مشادة انتهت بإقدام الأب على إطلاق النار على ابنه، وأرداه قتيلاً على الفور.
وفي حادثة منفصلة، أقدم شاب في العشرين من عمره يدعى رياض عبدالواحد أحمد محمد الصهباني على الانتحار شنقاً داخل منزله في منطقة شذبان بعزلة المقاطن مديرية ريف إب، دون معرفة الدوافع حتى اللحظة.
كما شهدت المدينة ذاتها محاولة انتحار ثانية، بعد أن أقدم شاب آخر على قطع شرايين يده وعنقه، قبل أن يتم إنقاذه ونقله إلى المستشفى في حالة حرجة.
وتُعد هذه الوقائع امتداداً لموجة متصاعدة من الانتحارات والعنف الأسري التي تجتاح محافظة إب خلال الأشهر الأخيرة، في ظل مؤشرات مقلقة على تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية الناتجة عن سوء الأوضاع المعيشية، واستمرار انقطاع المرتبات منذ قرابة عشر سنوات في مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي حادثة مأساوية أخرى، لقي شخصان من آل الصهباني مصرعهما وأصيب ثالث بجروح خطيرة، إثر سقوط كومة ترابية كبيرة عليهم أثناء الحفر في قرية "معيد" بضواحي المدينة.
وأكدت مصادر محلية أن الضحايا كانوا ينفذون أعمال حفر ترابية عندما انهارت الكتلة فوقهم، مشيرة إلى أن أحدهم نُقل إلى العناية المركزة في حالة حرجة.
وشهدت السنوات الأخيرة تكرار حوادث مماثلة راح ضحيتها العشرات من المواطنين الذين لجؤوا لأعمال الحفر والتنقيب عن "كنوز" وأطلال أثرية، نتيجة تدهور أوضاعهم الاقتصادية بعد أن صادرت المليشيا الحوثية رواتبهم ومصادر دخلهم.
وتشير مصادر محلية وحقوقية إلى أن محافظة إب باتت واحدة من أكثر المحافظات اليمنية تسجيلاً لحوادث الانتحار والقتل الأسري، وسط غياب كامل للجهات المعنية، وتفشي الفقر والبطالة والاكتئاب، في ظل واقع أمني هش وانهيار للخدمات العامة.
ودعا ناشطون وحقوقيون إلى ضرورة تدخل عاجل من المنظمات الأممية لاحتواء تداعيات هذه الظواهر المقلقة، وتكثيف برامج الدعم النفسي والاجتماعي والتوعوي، محذرين من أن استمرار الإهمال قد يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي وازدياد معدلات الجريمة والانتحار بصورة غير مسبوقة.
