تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تصاعداً مقلقاً في وتيرة الجرائم والانفلات الأمني، مع تزايد حوادث القتل والسطو المسلح، في ظل غياب كامل لدور الأجهزة الأمنية والقضائية واحتكار المليشيا لمؤسسات الدولة.

 

ففي محافظة صنعاء، قُتل مواطن داخل مزرعة قات بمديرية جحانة، بعد أن أطلق عليه الحارس النار ظناً أنه لص، وفقاً لمصادر محلية؛ وأوضحت المصادر أن الحارس بادر بإطلاق النار دون تحذير أو تحقق من هوية الضحية، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يلوذ بالفرار.. وبقيت الجثة لساعات في موقع الحادثة حتى تدخل وجهاء لإقناع الأسرة بدفنها مقابل وعود بمتابعة القضية.

 

وفي محافظة ذمار، لقي المواطن أمين وردة حتفه مساء الثلاثاء في قرية الخربة بمديرية جهران، إثر إصابته برصاصة طائشة أثناء اشتباك مسلح نشب بين عدد من الأشخاص على خلفية خلاف عائلي؛ وذكرت المصادر أن الضحية كان في زيارة لشقيقته حين أصيب بالرصاصة التي أودت بحياته، فيما نُقل جثمانه إلى مستشفى ذمار العام وسط مطالبات بفتح تحقيق وكشف المتورطين.

 

وفي محافظة إب، اتسع نطاق الانفلات الأمني مع تسجيل سلسلة هجمات مسلحة وعمليات سطو على منازل المواطنين؛ فقد أطلق مسلحون مجهولون وابلاً من الرصاص على منزل الشيخ غانم عنان في منطقة السحول بمديرية المخادر، ما تسبب بتضرر ممتلكات المنزل وإثارة الذعر بين النساء والأطفال.. وفي مديرية حبيش، تعرض منزل المواطن عبدالدائم الصنة لهجوم بالقنابل والرصاص من قبل مجهولين، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة في المنزل ومنازل مجاورة.

 

كما أكدت مصادر محلية في إب، تفشي ظاهرة سرقة المنازل، حيث اقتحمت عصابات مسلحة منزلين بشكل متزامن وسرقت مجوهرات ودراجة نارية في مديرية الظهار، فيما تعرض منزل ثالث في مدينة العدين لعملية سطو مماثلة طالت أثاث المنزل.

 

وتعكس هذه الحوادث المتكررة حالة الفوضى التي تعيشها المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث تُسجَّل جرائم القتل والسطو بشكل شبه يومي دون مساءلة أو محاسبة، في ظل تزايد نفوذ المشرفين الحوثيين الذين يفرضون سلطتهم خارج مؤسسات الدولة، ما حول تلك المناطق إلى بيئة خصبة للجريمة المنظمة والانتهاكات المتصاعدة بحق المدنيين.