اتفاق «التعايش والإخاء» بين الحوثيين والسلفيين يترنّح تحت وطأة الاقتحامات والانتهاكات

  • صنعاء، الساحل الغربي:
  • 05:28 2025/10/20

شهدت الساعات الماضية تصاعداً لافتاً في حملات اقتحام مراكز ومساجد تابعة للتيار السلفي في عدة محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين، ما يعكس تراجعاً ملموساً في الالتزام باتفاق التعايش المنصوص عليه بين الطرفين قبل أكثر من عقد، ويثير مخاوف من انهيار تفاهمات كان يُراد لها أن تضمن بقاءً جزئياً للنشاط السلفي.

ففي فجر الجمعة، اقتحم مسلحون حوثيون مركز السلفيين في منطقة زراجة بمديرية الحدا بمحافظة ذمار واحتجزوا القائمين عليه، في خطوة وُصفت بأنها استفزازية ومخالفة لبنود الاتفاق الموقع عام 2014.

وقال عبدالفتاح البنوس مدير إعلام مديرية جهران في ذمار، إن الاعتداء يأتي ضمن سلسلة من الممارسات العدائية ضد المراكز التابعة لجماعة الشيخ محمد الإمام، محذراً من أن استمرارها قد يجرّ المنطقة إلى فتنة داخلية.

وفي صنعاء، منحت المليشيا الشيخ السلفي عبدالباسط الريدي وطلابه في جامع السنة بمنطقة سعوان مهلة لمغادرة المسجد، عقب سلسلة مضايقات واختطافات طالت القائمين عليه، بحسب مصادر محلية.

وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية أدانت بشدة هذه الانتهاكات، مؤكدة في بيان على لسان الوزير محمد بن عيضة شبيبة أن ما يجري يمثل "جريمة بحق الدين والوطن" وترجمة لعقيدة طائفية لا تؤمن بالتنوع ولا تحتمل صوت الاعتدال.. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية حرية المعتقد ووقف الاعتداءات على العلماء والمساجد.

ويعيد هذا التصعيد إلى الأذهان جذور التهدئة بين الحوثيين والسلفيين منذ معارك معبر عام 2014، التي انتهت بتوقيع وثيقة "التعايش والإخاء" الموقعة من القيادي الحوثي يوسف الفيشي والشيخ محمد الإمام، ونصّت حينها على وقف القتال وضمان حرية التعليم والدعوة.

غير أن سلسلة الاقتحامات الأخيرة، تؤكد أن الاتفاق بات على وشك الانهيار، في ظل مساعٍ حوثية لفرض هيمنة فكرية ودينية شاملة على المساجد والمراكز الدعوية، الأمر الذي يهدد بتأجيج الانقسام المذهبي وإعادة الصراع إلى الواجهة مجدداً.

ذات صلة