الفريق طارق صالح: سيف اليمن الجمهوري

07:43 2025/12/06

في زمنٍ تاهت فيه المبادئ وتداخلت فيه الحسابات الضيقة، يظل الفريق أول ركن طارق محمد عبدالله صالح منارة الجمهورية ودرعها الصلب في مواجهة المشروع الحوثي-الإيراني. منذ شرارة ثورة الثاني من ديسمبر 2017 في قلب العاصمة صنعاء، حمل إرث أبطال الجمهورية وعرف أن معركته مع الحوثي ليست مجرد صراع سياسي، بل معركة شرف وكرامة تحدد مستقبل اليمن وهويته الحرة. كل خطوة منه، وكل قرار يتخذه، يعيد إحياء روح ديسمبر ويثبت أن الجمهورية ليست مجرد شعار، بل حياة وموقف وقيمة. واليوم، ومع كل انتصار على الأرض، يؤكد أن اليمن سيعود لأهله أحرارًا موحدين، وأن الانقسام والانقلاب لن يكون لهما مكان بين أبناء هذا الوطن.
 
في مطلع 2018، أسس الفريق طارق صالح قوات المقاومة الوطنية، القوة الجمهورية التي ولدت من رحم ثورة الثاني من ديسمبر ومن ابطالها وشجعانها والذين كان اغلبهم من ابناء مناطق الشمال ومن منتسبي قوات الحرس الجمهوري والأمن والقوات الخاصة وتعرف تضاريس تلك البلاد ويفهمون تاريخها وحق مواطنيها في الدولة والكرامة. هذه القوات، المنبثقة من قلب مجتمع عانى جرائم الحوثي، امتلكت القدرة على مواجهة الانقلابيين بكل حزم وذكاء، فهي تعرف مكامن العدو وضعفه، وتستطيع تحويل كل فرصة إلى نصر.
 
بعد انتهاء مرحلة التأسيس والاعداد والتجهيز وبحلول منتصف 2018، دخلت قوات المقاومة الوطنية المعركة واطلقت طلقتها الاولى في نحر مليشيات العدو الحوثي من شرق المخا حاملة روح ديسمبر وكرامة الجمهورية، حتى وصلت إلى أبواب الحديدة، وكانت على وشك إسقاط أهم شريان اقتصادي للحوثي، لولا التدخلات الخارجية واتفاق السويد الذي أوقف الزحف الجمهوري عند لحظة الانتصار. ومع ذلك، لم تتزحزح المقاومة الوطنية ولم تنكسر، وظلت وفية لبوصلة المعركة الجمهورية ، مؤكدة أن القوة الوطنية هذه والتي يقودها الفريق طارق صالح ليست مجرد قوة عسكرية، بل مشروع دولة كامل.
 
وبحكمته وحنكته، نجح الفريق طارق صالح في توحيد عشرات التشكيلات المختلفة تحت مظلة واحدة، عبر رؤية عسكرية منضبطة ومنهج جمهوري خالص. فحول التشتت إلى قوة ضاربة، وأسس لجبهة مستقرة ومنظمة تعد اليوم من أكثر الجبهات انتظامًا وقدرة على مواجهة الحوثي تحت مسمى القوات المشتركة في الساحل الغربي.
 
لم يقتصر عمل الفريق طارق صالح على السلاح فقط، بل أطلق خلية الأعمال الإنسانية في منتصف 2020 لتكون ذراعًا فاعلًا في دعم المواطنين، وإغاثة الأسر المحتاجة، ورعاية الجرحى، وإعادة الأمل للمناطق المحررة. كما قام ببناء مشاريع استراتيجية أعادت الحياة للساحل الغربي، أبرزها مطار المخا الدولي من اجل أعادة صلة المناطق المحررة بالعالم، وميناء المخا الذي أصبح شريانًا اقتصاديًا حيويًا، إلى جانب مشاريع إعادة تطبيع الأوضاع عبر الأمن والخدمات والبنية التحتيةالمتنوعة لتأكيد أن الدولة تعود وأن الحياة المدنية تستعيد مكانتها.
 
وعلى عكس كثير من القوى العسكرية، التزم الفريق طارق صالح بالقانون، وترك للسلطة المحلية إدارة شؤون المناطق دون وصاية أو نهب للإيرادات، وظل داعمًا للمواطن والمؤسسات، مؤكدًا أن الجمهورية لا تتجزأ.
 
وفي 2021، أسس الفريق طارق صالح المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ليكون ممثلاً فاعلًا داخل الشرعية اليمنية، حيث كان له دورًا مهمًا في صناعة القرار الوطني، وتم  اختياره نائبًا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، ليكون جزءًا أساسيًا في بناء المستقبل الجمهوري لليمن.
 
 لم يكن الفريق طارق صالح قائد معركة فقط، بل كان ولايزال قائد وحدة وطنية ومصالحة، ينادي بتجاوز الماضي وجمع القوى الجمهورية في خندق واحد لاستعادة العاصمة المختطفة صنعاء، مؤكدًا أن تحريرها يحتاج قلبًا واحدًا وبندقية واحدة، وأن الانقسام أكبر مكسب للعدو الحوثي.
 
من اتفاق السويد وحتى اليوم، أثبت الفريق طارق صالح أنه القائد الجمهوري الذي يجمع بين الصرامة العسكرية والالتزام الوطني والقدرة على البناء، والحفاظ على وحدة الصف. بنى قوة تحارب الحوثي، وبنى مجتمعًا يعيد الحياة، وبنى مشروعًا سياسيًا يؤسس للمستقبل. وكان هو الصوت الذي يذكّر الجميع أن اليمن لن يعود إلا بوحدة الصف، وأن تحرير صنعاء يبدأ بتوحيد القلوب قبل البنادق.
 
اليوم، ومع كل انتصار يحققه أبناء المقاومة الوطنية، يظل الفريق طارق صالح  سيف اليمن ورأس حربة الجمهورية الجديدة، الضامن لوحدة الوطن وبناء الدولة التي يحلم بها كل يمني حر جمهوري.