07:43 2025/12/06
10:00 2025/11/30
09:03 2025/11/27
تعز قلب الجمهورية وجسر العبور إلى صنعاء
قبل 3 ساعة و 41 دقيقة
تُجسّد المقاومة الوطنية رؤية واضحة لمسار التحرير في اليمن، رؤية لا تعتمد على الانفعالات ولا على القرارات اللحظية، بل تنطلق من قراءة دقيقة لميزان القوى ومسرح العمليات، وتضع أولوياتها وفق حسابات استراتيجية مدروسة. ومن خلال تتبع مواقف قائد المقاومة الوطنية، الفريق الركن طارق صالح يظهر أن هذه الرؤية تقوم على مبدأ ثابت: فلا يمكن استعادة الدولة اليمنية إلا بتوحيد الجبهات وترتيب الصفوف، وأن معركة التحرير لن تُحسم ما دامت القوى الوطنية متفرقة ومتباعدة.
وتبرز تعز في خطاب المقاومة الوطنية بوصفها مركز الثقل السياسي والعسكري الذي لا غنى عنه. فالقائد يؤكد أن تحرير اليمن يبدأ من تحرير تعز وتوحيدها، وأن العمل يجري على إعادة لحمتها كاملة من البحر إلى الجبل، بما يجعلها رافعة سياسية لأي معركة قادمة. فتعز ليست مجرد جبهة من الجبهات، بل هي المدينة التي لم تنكسر، والبيئة التي تشكّل الوعي الجمهوري، والموقع الذي يفتح الطريق نحو إب وذمار ومنهما إلى قلب صنعاء. لذلك فإن حسم معركة تعز سيغيّر موازين القوى كليًا، ويمنح المشروع الجمهوري قاعدة صلبة للانطلاق نحو بقية المحافظات الواقعة تحت قبضة الحوثي.
أن إعادة ترتيب مسرح العمليات، هو ما يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة الصراع. فالمعركة ضد الحوثي ليست معركة سلاح فقط، بل معركة تنظيم وتنسيق وانضباط. وقد شدد القائد على أهمية حشد الطاقات ونبذ الخلافات، في إشارة واضحة إلى أن الانتصار لا يتحقق إلا بوحدة الصف. فالتجربة أثبتت أن الجبهات التي اتحدت تقدمت، وتلك التي تفرقت تراجعت، وأن الحوثي يراهن دائمًا على تشظي القوى الوطنية، بينما تقوم المقاومة الوطنية على مشروع نقيض يقوم على لمّ الشمل وتجاوز الصراعات الجانبية.
ويمكن القول إن ما تطرحه المقاومة الوطنية هو عقيدة قتالية متكاملة، تقوم على بناء قوة منظمة ذات هدف واضح، وربط تعز سياسيًا وعسكريًا ببقية الجبهات المحررة، والعمل وفق منهج يوازن بين التحرك على الأرض والتحضير لأي حل سياسي لا يفرّط بالثوابت الجمهورية. ولذلك تتعامل المقاومة الوطنية مع تعز باعتبارها حجر الزاوية، ومع توحيد الجبهات باعتباره شرطًا أساسيًا للعبور نحو صنعاء، ومع إعادة ترتيب العمليات باعتباره إطار العمل الذي يضمن النجاح.
إن هذه المواقف، الممتدة عبر سنوات، لا تبدو مجرد تصريحات إعلامية، بل تشكل ملامح خارطة طريق للتحرير. فهي رسالة للقوى الوطنية بأن لحظة الحسم قادمة وأن المرحلة تتطلب اصطفافًا واسعًا، ورسالة للحوثي بأن هناك قوة منظمة وقادرة على تغيير المعادلة، ورسالة للشعب بأن المشروع الجمهوري ما يزال حيًا ومستعدًا لانتزاع الدولة واستعادة صنعاء. وهكذا يصبح واضحًا أن المقاومة الوطنية لا تبني معارك مؤقتة، بل تبني مشروعًا استراتيجيًا لتحرير اليمن واستعادة الجمهورية، مشروعًا يبدأ من تعز، ويعتمد على وحدة القوى الوطنية، ويهدف إلى إنهاء الانقلاب وبناء يمن جديد يسوده النظام والقانون وتعود فيه الدولة إلى كل شبر من تراب الوطن.
