عن المكتب السياسي وخشية الحوثي من طارق

10:33 2021/03/30

شعر الحوثي، منذ تأسيس المكتب السياسي، بالخطر لتوحيده الجانب الاجتماعي الجمهوري في تهامة، وبه توحد الخطاب مع الجنوب، ومع تعز ومع كل الفصائل والجماعات المتخاصمة  فالمكتب السياسي حلحل المشكلة الاجتماعية في البلد بين كل الهويات المختلفة.
 
الجميع أراد من طارق أن يبقى هامشاً تذره رياح السلام قبل رياح الحرب، فالحوثي يريد أن يحتفظ عبر السلام بعمقه العسكري بشمال الشمال من ذمار إلى صنعاء وعمران وإلى صعدة، ولكن الخطر الكبير للحوثي في قبوله السلام بتواجد طارق مع تشكيله العسكري، فقطعاً لن يتنازل طارق عن العودة إلى صنعاء فهي بلاده وبلاد رجاله ولا يمكنهم التخلي عنها وسيضمن السلام الذي يفكر الجميع به عودتهم، وهنا هزيمة الحوثي.
 
لا قوة في شمال الشمال تنافس الحوثي إلا قوة طارق، خاصة في السلام، وسيصبح عائقاً أمام المليشيات بالتسيد ولو اجتماعياً على المدن العليا، ولا يمكن وضع سيفين في غمد واحد، ومن المؤكد الغلبة لطارق، مع كل الناس.
 
ربما لن تكون هزيمة الحوثي عسكرية كما يريد العالم ويطمح، قلت ربما، وهذه احتمالية فقط، وبسلام يكفل للجميع من كل الناس العودة إلى صناديق الاقتراع سوف يبقى الجميع، وتشارك السلطة، ولكن يخشى الحوثي الهزيمة الاجتماعية، فعودة طارق بقوته الكبيرة وحجم تواجده في سياق الحرب والسلم إلى صنعاء ستفقد الحوثي الجيش والقبائل والمستقبل.
 
يستمد الحوثي قوته الآن من الحاضنة في المدن المحتلة عبر الترغيب والترهيب والعجز عن الثورة ضده هو سبب استغلالهم، والعودة تعني أن يتخلص الناس من هذا القيد الحوثي الذي وقعوا في شراكه سهواً سواءً بتهامة أو تعز وإب وإلى صعدة حتى، خشيته مهلكة. 
 
يؤسس المكتب السياسي للمقاومة مرحلة جديدة إما للحرب بصف البنادق أو للسلام، ولن يكون هامشاً كما أرادوا خاصة بعد أن عجز الحوثي في الإيقاع بين محور تعز والطوارق.
 
والذي يخشاه الحوثي أن مكتب سياسي المقاومة ليس مؤتمرياً، بل ينبع من القوة الجبارة فقط، والعسكر لا يخضعون تواجدهم للحزبية، وهذه مخافة الحوثي، فالمكتب السياسي جمع الشتيتين بل الأشتات بعد تفرق..