كان كسرى ملكاً على ملِك الحيرة، يوليهم بأمره فيحكمون العرب باسمه كسيرة تجبر الفرس على عرب العراق وما تلاهم وتجبر الروم على عرب الشام، ورغم ذلك عندما أراد كسرى أن يتزوج من ابنة النعمان رفض النعمان وفضل الموت أسيراً بسجون المدائن من أن تقول العرب إن النعمان زوج ابنته العربية اليمانية لفارسي ولو أنه كسرى.

 

قصص وملاحم العرب كثيرة غيرة على النساء من البراق الذي قاتل وانتصر وأعلن النكف بمعناه القديم النفير بكل قبائل العرب إلى جدائل نساء الحاكم الفاطمي الأخير المعتضد بالله اللواتي أرسلنها إلى نور الدين زنكي استنقاذاً لمصر من جيش الفرنجة الصليبي الذي يقترب إلى القاهرة بحملات الصليب. 

 

لم يكن نسوة المعتضد خائفات، بقدر ما هن يحمين مصر من العدو الفرنجي بطامح يحكم الشام ويحلم بمصر أن ينقذ مصر ويحكمها إن شاء، فالمقاربة تجعلك بين زنكي الشامي المسلم وبين الصليبي الغازي فليأتي نور الدين وفعلا نهضت جيوشه وكان منتهى الأمر أن صلاح الدين أمير الجيوش الشامية التي أنقذت مصر أسقط الحكم الفاطمي ووحد البلاد مع الشام وتلاها معركة حطين.

 

كانت علاقة العرب بالفرس شديدة المنافرة خاصة بزواج الفرس من العرب فلم يشفع لأبي مسلم الذي أقام الدولة العباسية على كاهله وجهده عندما أراد من العباس السفاح أن يزوجه أخته وقام الخليفة أبو جعفر المنصور بقتله شر قتلة لجرأة الفارسي المولى على الطلب مثل هكذا طلب من عربي، في أن يزوج ابنته، اغتاله.

 

صورة حسن إيرلو في صنعاء بمشفى النساء واليمنيات دونما غطاء حاسرات الرأس تهينني وتهين كل عربي حر، فالفارسي يحاول أن يهيننا بصراحة ويريد أن يقول: هأنذا أحكم مصير نسائكم، وأتحكم به، وهل للمرء من شيء يدافع عنه ويدفع به إلا من أجل النساء، وكرامتهن.

 

منذ قدوم إيرلو تفاقمت حالات القتل والتعذيب والاغتصابات من الجماعة الحوثية للنساء، ثم ظهوره هذا المستفز لأدنى صور الكرامة، فما بالكم بأعلاها يثبت أن الإيراني يعلم حق العلم أن ترمومتر اليمني هن النساء فقط، فإن تغاضى عما يحدث لهن في موطنهن من المتورد فهذا يعني أن اليمني فقد كل أنفته، كلها.

 

في المشافي اليمنية أقسام النساء محرمة على محارمهن، إذ هناك غريبات فمن أمه مريضة يفشل بزيارة إلى وسط القسم النسائي ويعطي حاجياتها مع الممرضة لايصالها إلى مريضته، ولكنه إيرلو يقتحم قسم نساء الجمهوري في صنعاء بلا خجل ودون أن يفكر بردة فعل اليمني.

 

 

أن تقتحم قسما خاصا بالنساء كأن تقتحم مخدعا للنساء، لا فرق بين هذه وتلك، والحاجز الوحيد أن كل ما حُيز باسم النساء في هذه البلاد يُحرم ولوجه من اي كائن كان في كل مكان مؤسسة أو مشفى أو منزل أو عرس أو مكان عمل يخصهن هن فقط.

 

رفض النعمان بن المنذر تزويج كسرى بابنته وفضل الموت على جريرة كتلك وكافأ العباسي أبا مسلم الخراساني بقتله عقابا على جرأته، وتحركت كل الشام لإنقاذ مصر تلبية لشعور نساء الفاطمي، ولكن ها هو حسن إيرلو يجتاز كل الحد والحواجز ليهين نساء كريمات هن أصل البلاد.  

 

فيا ترى ما هي ردة فعل البلاد، ولا أقصد هنا الجيوش، بل هنا أقصد الشعب الذي يرى ويشهد كل هذه المهانات بحق وجوده!