أم ياسر.. نازحة سلبتها المليشيات بيتها وإبنها الذي لم يتبقى لها منه سوى صورة في البطاقة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/01

الخوخة – منية عبدالله: بطاقة شخصية تحمل صورته، هذا كل ما بقي لأم ياسر (50عاما) من ولدها الشاب الذي اختطفته مليشيا الحوثي من مدينة حيس جنوب الحديدة منتصف العام 2017 وأخفته في سجونها حتى اللحظة.
 
تجلس ام ياسر كل يوم قبالة خيمتها الصغيرة في مخيم الجشة بمدينة الخوخة وتطالع الطريق بعينين غائرتين علها تجد ياسر قادما اليها وقد تحرر من أغلال وزنازين المليشيات ليعيد لها ابتسامتها المفقودة منذ اختطافه، وحينما يقترب الليل وتشعر معه بخيبة الامل في رؤية فلذة كبدها، ترجع الى الخيمة بقلب يعتصره الالم وتتنازعه ذكريات الامومة السعيدة وحزن الفراق المر، تتحسس بطاقته وتتأمل قليلا في صورته فينساب الدمع على تجاعيد وجهها المتغضن ولا تجد عزاءا سوى في دعواتها وابتهالاتها وشيئا من الرجاء أن يكون ابنها لا يزال حيا. تروي ام ياسر قصتها لـ"منبر المقاومة" والعبرات تسابق كلماتها، فلو كانت تعلم ما الذي سيحدث لابنها ما كانت لترسله الى مدينة حيس ليشتري لها اغراضا للبيت حسب وصفها. وتضيف: في ذلك اليوم وفي الصباح الباكر طلبت من ياسر ان يذهب الى مدينة حيس ويشتري لنا "مقاضي" للبيت، فركب دراجته النارية وانطلق من قريتنا (قرية البليلي شمال مدينة حيس) انتظرته بعدها حتى العصر ولم يرجع وعندما اخوه ووالده للبحث عنه اخبروهم ان الحوثيين اخذوه من الطريق وعندما ذهبنا الى الحوثيين لنسألهم عنه طرودنا وانكروا وجوده لديهم لكن بعض الموالين للمليشيات من حيس الذين يعرفون ياسر قالوا لنا انه مسجون لديهم وقد اعتقلوه بعد تعرض احدى نقاطهم على الطريق الى حيس لضربة جوية من طيران التحالف وصادف ان ياسر كان قريبا منها لذلك اتهموه انه ابلغ التحالف عن تواجدهم واختطفوه واخفوه عنا منذ ذلك الحين. تهجير قسري.. في مطلع العام 2018 داهمت مليشيا الحوثي قرية البليل وهجرت سكانها بالقوة والبالغ تعدادهم خمسين أسرة لتتحذها بعد ذلك ثكنة عسكرية وتحول معظم البيوت الى مخازن للسلاح ومخابئ لعناصرها الإرهابية، ومن بين سكان القرية كانت ام ياسر سالم بليلي احدى المهجرين من القرية المنكوبة وقد استقر بها المقام في مخيم الجشة بالخوخة مع زوجها وبناتها. وتواصل ام ياسر حديثها لـ"منبر المقاومة" بالقول: أتمنى ان ارجع إلى بيتي وقريتي وانعم بالحياة فيها مثلما كان قبل وصول الحوثيين لكن القرية ومنازلها لم تعد على حالها الذي تركناها عليه فكل الذين عادوا وجدوها مليئة بالألغام، وهذا الامر اصابني باليأس من العودة وبقي لي أمل وحيد برؤية ابني ياسر قبل ان يوافيني الأجل. مئات السجون وآلاف المختطفين وكانت منظمات حقوقية قد اكدت في تقارير لها ان مليشيات الحوثي تدير نحو 203 سجنا منها 78 سجنا ذا طابع رسمي و 125 معتقلا سرياً حيث تنقل اليها كل من تشتبه بمعارضته لفكرها الإرهابي. وتقول وزارة حقوق الانسان اليمنية ان عدد المعتقلين والمخفيين قسرا لدى مليشيات الحوثي بلغ 14 الف شخص بينهم سياسيون وكتاب صحافيون ومدونون بشبكات التواصل الاجتماعي.
 

ذات صلة