فيصل الصوفي يكتب لـ"منبر المقاومة" عن: مجاذيب الوحدة المحتالين

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/21

كتب/ فيصل الصوفي:تثق قيادات المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية- أن موقفها- كما هو موقف المنتسبين إليها- من الوحدة اليمنية، يعلو على مستوى الشبهة.. وفي الحقيقة أن هذا الموقف يعتبر أصيلا، وليس بالأمر الطارئ، بالنظر إلى كونها قد ألزمت نفسها بوصايا رئيس المؤتمر الشعبي العام رئيس الجمهورية السابق علي عبد الله صالح، وواحدة من تلك الوصايا ما يتعلق بالوحدة.. لذلك رأينا الناقمين عليها في حالة إفلاس، حيث لم يجدوا سوى اختراع مأخذ هي من صنعهم.. نسبوا إلى قيادة المقاومة مساندة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في الحرب التي تدور في أبين بينها وبين ميليشيا الاخوان المسلمين المتدثرة برداء الشرعية.. وحتى بعد أن تبين للناس أن واقعة الدعم تلك ليس لها حقيقة في الواقع، استمر الاخوان على كيدهم السياسي والإعلامي، في ظلال أكذوبة من أكاذيبهم الكثيرة..
 
لقد آخذت جماعة الكذابين قيادة المقاومة الوطنية على واقعة لم تحدث سوى في رؤوس رجالها، ولم تدر أحداثها إلا على ألسنتهم.. كذبوا، وبناء على كذبتهم نفسها نصبوا سرادقات البكاء والنواح على الوحدة اليمنية، لعلهم بذلك يتمكنون من التأثير في الناس، في حين أنهم لم يقدروا على إخفاء أهدافهم من الكذب والشائعات المخططة والمقصودة.. كانت أهدافهم مكشوفة بحيث يدركها أي متابع.. كما قد أدرك الناس قبل أن أصحابها اختاروا مشروع تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم استنادا إلى معايير مذهبية وظائفية، ومعايير أخرى لا تذهب بوحدة اليمن إلى غير رجعة فحسب، بل أيضا تكفل جعل سكان هذه الأقاليم في حالة منازعات دائمة.قد يقال إذا كان الأمر هكذا، فما بالهم يتهمون قيادات المقاومة الوطنية بخذلان الوحدة، ويزعمون أنها قدمت دعما عسكريا للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتبنى إعادة فصل اليمن إلى دولتين كما كانت قبل 22 مايو1990؟في تقديرنا أن المعركة بين قوات الانتقالي وميليشيا جماعة الاخوان لا علاقة لها بوحدة او انفصال، بل هي محاولة اخوانية للقضاء على منافس لها في مجالات السيطرة والنفوذ والتمكين وتحقيق مصالح، وفي ظننا لو أن المقاومة الوطنية قد بادرت في الوقت المناسب لتقديم أي شكل من أشكال الدعم لما جانبت الصواب، وكانت بذلك تدافع عن نفسها، لكنها لم تفعل.. من جهة ثانية قد اعتادت جماعة الكذابين المسلمين النظر للآخر بصفته منافس لها، ولا شك أنها تتابع النمو والتطور المتسارعين للمقاومة الوطنية- حراس الجمهورية، وهذا أمر تعتبره تحديا مستقبليا يجب إضعافه من الآن، وإن أمكن إزالته من الساحتين السياسية والعسكرية، وكعادتها في استغلال السلطة لخدمة مصالحها الحزبية، راحت تكذب وتشيع وتشنع بالمنافس المحتمل، وتتجمل أمام الرئيس هادي الذي يشترك معها في رهاب النظام السابق وفي الخصومة الشديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.كما نعتقد أن الوحدة اليمنية حين تغدو في نظر جماعة الإخوان المفلسين وصاحبهم، مثل خصالة ابن علون التي تحتمل حيل المجاذيب الكذابين، والمشوذين المحتالين نيابة عنهم، فأن غيرة جماعة الكذابين المسلمين ومن لف لفها، على الوحدة اليمنية، لا تفوق غيرة الأصنج بالمعنى التهامي.. فالجماعة تتبنى تقسيم اليمن إلى أقاليم ستة، كما تصورها الرئيس هادي، وبينما فكرة التقسيم ما تزال مجرد مشروع، تعجلوا إليه وصارت مأرب مثالا إخوانيا للأقاليم التي ما تزال مشروعا في مشروع آخر هو مشروع دستور اليمن الاتحادي، الذي لم يتم التوافق عليه ولا اقراره ولا استفتي الشعب بشأنه.. ثم أن الرئيس هادي نفسه أقوى تأثيرا من المجلس الانتقالي الجنوبي لجهة القضية الجنوبية التي باتت تعني فرض الانفصال، ففي مجال الجدل مع الانتقالي حول القضية الجنوبية، يقدم الرئيس نفسه للأشقاء السعوديين بصفته الممثل الشرعي للجنوب والجنوبيين، وهذا أمر مشهور، وإن جئنا إلى ما هو أدنى وجدنا الشيخ هاني بن بريك -نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- يؤكد أنهم في المجلس لا يفعلون أكثر مما حثهم عليه الرئيس هادي نفسه، عندما قال له ولشيوخ الجنوب: اعملوا للجنوب فحسب، اعملوا لأجل القضية الجنوبية.. وتكلم العميد النوبة بصوت جهير، وعبر وسائل الإعلام عن توجيهات تلقاها من الرئيس، حيث قال العميد ناصر النوبة - القائد العسكري المعروف في شبوة- أن فخامة الرئيس وجهه بإحلال جنوبيين مكان الجنود والضباط الشماليين المنتسبين للشرطة العسكرية.. وهناك شواهد كثيرة تؤكد أن قضية الوحدة اليمنية، لم تعد تعني شيئا في عقل وضمير خصوم المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية وقيادتها، إلا حين يراد توظيفها للنيل منهم.بالنسبة للاخوان المسلمين- خاصة الموالين لدولة قطر- صارت قضيتهم الأساسية اليوم التخطيط والعمل من أجل التخلص من منافسيهم الجدد، وصار مذبح الوحدة اليمنية واحدة من وسائلهم الماكرة، كما أن المجلس الانتقالي الجنوبي يراد التخلص منه لأن هناك من هم أخلص منه لجهة فصل الجنوب.. وإذا كان المجلس الانتقالي قد فرض نفسه على الواقع السياسي والعسكري والجغرافي في الجنوب بحيث يصعب اجتثاثه على الطريقة الاخوانية- الشمولية، فأننا نعتقد أن المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية صارت تحتل موقعا مهما في الخريطة السياسية والعسكرية اليمنية، بحيث لا يمكنها السماح لجماعة الكذابين المسلمين وحلفائها تحييدها عسكريا لمصلحة الجماعة الحوثية، أو إزاحتها من الساحة السياسية حتى لو آزر الرئيس هادي مسعى الجماعة.
 

ذات صلة