الحوثيون يشيدون ضريح للطاغية أحمد حميد الدين في قلب العاصمة صنعاء ويحولونه إلى مزار..! – (تحقيق مصور)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/06/16

صنعاء – منبر المقاومة: أقامت مليشيا الحوثي الاجرامية ضريحا على قبر الطاغية أحمد حميد الدين في قلب العاصمة اليمنية صنعاء بعد مصرعه بنحو 58 عاما وقيام الجمهورية على أنقاض الحكم السلالي البغيض لليمن.
 
وقال شاهد عيان لـ"منبر المقاومة": أن المليشيا شرعت في بناء ضريح للطاغية في الفناء الأمامي لجامع الرضوان الواقع في شارع جمال بمديرية التحرير.وبحسب أحد القائمين على خدمة المسجد فأن جماعة الحوثي الإنقلابية المدعومة من ايران ارسلت عناصرها قبل خمسة أشهر مصطحبين رجال دين من السلالة التي تدعي انتسابها إلى النسل الهاشمي لمعاينة المكان وتحديد ملامح قبر الصريع أحمد حميدالدين.وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الجماعة انتهت من بناء القبر ونصب لوح رخامي نقشت عليه النسب التسلسلي للطاغية مفتتحه ذلك بـ "هذا ضريح الامام الناصر لدين الله أمير المؤمنين أحمد بن يحيى .....".مزار دينيانتهت الجماعة السلالية من بناء القبر بكل ملامحه وشرعت في حفر الأساس لبناء قبة مزخرفة على الطريقة الإيرانية.يقول المصدر لـ"منبر المقاومة" تم وضع مخطط لبناء مقام ديني على قبر أحمد حميد الدين، وسيتم وفق المخطط بناء جدرانه الثلاثة بالرخام والاحجار الملونة بينما ستنصب قبة من المرمر والخشب فوق القبر ، وسيتم وضع بوابة من الزجاج على الجدار الامامي تسمح للزوار بالنظر إلى القبر وقراءة المشجر السلالي، حد قوله.وتعمل الجماعة الحوثية منذ ثلاثة أشهر على تنفيذ أعمال إنشائية وإضافات وتحسينات على جامع الرضوان الذي يضم فنائه الأمامي رفاة الطاغية، حيث قامت بفتح ممر كبير من شارع جمال إلى جوار القبر وتعد لإقامة جدران في الفناء لتنظيم حركة الزورا المرتقبون بالإضافة إلى إدخال بعض الزخارف والنقوش والزجاج الملون، ويشرف على أعمال البناء مجموعة من قيادات الصف الأول للمليشيات.يذكر أن قبر الطاغية أحمد حميد الدين كان بلا ملامح ومجهولا للكثير من أبناء الشعب الذين لم يعد يمثل لهم إلى ذكرى لفترة حكم دكتاتورية دينية يفضلون تجنب الخوض فيها.وأضاف أن قيادات كبيرة في المليشيات زارت القبر مثل المدعو محمد علي الحوثي ويوسف المداني وأبو علي الحاكم وقراءوا الفاتحة وهتفوا بالصرخة الحوثية وتوعدوا بالثأر للطاغية.وفي السياق ذاته أفاد المصدر بأن العشرات من العناصر الحوثية تأتي بشكل شبه يومي لزيارة القبر والهتاف بالصرخة والتوعد بالثأر، وبحسب المصدر فإن جماعة الحوثي تخطط لافتتاح الضريح وإعلانه مزارا دينيا مقدسا وفتحه أمام الزوار في 21 سبتمبر القادم بمناسبة ذكرى إنقلاب المليشيا على النظام الجمهوري عام 2014.الحقد على الجمهوريةيأتي هذا بعد مرور أكثر من خمسة عقود ونصف من قيام النظام الجمهوري الذي كفل الحرية والمساواة بين جميع أبناء الشعب وألغى التميز الطبقي المبني على العرق والاسرة والمنطقة وجعل المواطنين في مرتبة واحدة أمام النظام والقانون، وهذا ما لم يرق للسلالة الطائفية التي انقلبت على الجمهورية وتعمل على إعادة النظام الإمامي الكهنوتي إلى الحكم.تشييد ضريح الطاغية أحمد حميدالدين الذي أذاق الشعب اليمني الويلات من القتل والتهجير والتجهيل والاستعباد دليل جديد على كذب المليشيا الحوثي التي تدعي التزامها بالنظام الجمهوري الذي اختاره الشعب لإدارة شؤونه.وتحويل القبر إلى مزار ديني يثبت رسوخ قناعة المليشيا وعقيدتها باحقية الحكم وانحصاره في السلالة الطائفية، وبالمقابل كذب الحوثي ونفاقه أمام الشعب فيما يذهب إليه في خطاباته حول النظام الجمهوري وقدسية ثورة الشعب في 26 سبتمبر 1962 ضد النظام الإمامي البغيض الذي استحوذ على الحكم والثروة والخدمات وخصصها لاسرة وسلالة وحيدة بينما ترك الشعب للجهل والفقر والمرض.إذ لا يستقيم الإيمان بالنظام الجمهوري والقائم على العدالة والمساواة والحرية وحق الشعب في حكم نفسه بنفسه مع تقديس رموز النظام الكهنوتي السلالي الذي ثار الشعب عليه واستبدله بالنظام الجمهوري.فرز طائفي يتزامن بناء الضريح المشؤوم للطاغية مع جملة من الإجراءات الطائفية التي تنفذها المليشيا الحوثية لإستعادة ركائز الحكم الأمامي الذي ظل يعبث في اليمن على مدى قرون ذاق فيها الشعب اليمني ويلات الظلم بجميع أنواعه.فبعد أن نفذت المليشيات حملة لإقصاء الكوادر الوطنية من المؤسسات الحكومية واستبدالها بعناصر سلالية تفتقد للمعرفة والخبرة معتمده على معيار الإنتساب الطائفي خاصة بعد إعلان الزعيم علي عبدالله صالح للثورة ضد المليشيا في شهر ديسمبر ومطالبة الشعب باستعادة نظامه الجمهوري وثورته السبتمبرية.عمدت المليشيا إلى تغيير القوانين و وضع قوانين جديدة، أو بالأصح استعادة القوانين الإمامية القديمة التي تجبر المواطنين على دفع الجبايات والأموال تحت عدة مسميات دينية وغير دينية لصالح السلالة الحوثية كان اخرها قانون الخمس الذي اثار ضجة إعلامية وسخط شعبي كبير ضد الجماعة الإنقلابية.لقد استوعب الشعب اليوم وأدرك مغزى دعوة الشهيد علي عبدالله صالح التي طالب من خلالها الشعب بالخروج لإستعادة جمهوريته وثورته المسلوبة.وفي هذا السياق أصبح الشعب اليمني خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي مؤمنا برسالة الزعيم الاخيرة وضرورة تلبية دعوته الوطنية لإستعادة كرامته من خلال إسقاط حكم المليشيا واستعادة الجمهورية اليمنية والثورة السبتمبرية.
 
 

ذات صلة