فيصل الصوفي يكتب لـ"منبر المقاومة": "عمالة الجماعة لإيران.. للمتحوثين فقط..!!؟

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/03/12

كان بعض الناس في أماكن متفرقة، يعتقدون أن ما يجري على ألسن السياسيين والقادة العسكريين عبر وسائط الإعلام المختلفة حول عمالة الجماعة الحوثية لجمهورية إيران الإسلامية، مجرد كلام من قبيل الكيد السياسي أو دعاية مضادة، أو قل مكابدة الخصم حسب تعبير الإمام الغزالي.
 
هذه النظرة تغيرت تقريبا بمرور الوقت، بفضل الجماعة الحوثية نفسها.. وبالتدفق المستمر للمعلومات والشواهد المبثوثة عبر مصادر ذات مصداقية، صار الجمهور يحصل عليها دون مشقة.. وعلى الرغم من ذلك يبدو أن المتحوثين ما يزالون في حاجة إلى من يفتح عيونهم لكي يروا الحقيقة كما هي.. لكن ما السبيل إلى ترطيب تصلب التفكير؟ليس لدينا لهؤلاء سوى القول: تأملوا في الوقائع اليومية.. وهنا بعض الوقائع التي تتضمن شواهد وأدلة على هذه العمالة.. عمالة ارتقت إلى مستوى الولاء الكلي لإيران.. ولاء جعلته الجماعة الحوثية فوق الولاء الوطني، ومقدما على الولاء العروبي.. ولو شاءوا التعرض للمسألة المذهبية سوف يكتشفون أن الجماعة قدمت الولاء للمذهب الاثناعشري السائد في إيران، على المذهب الزيدي الخالص السائد في شمال شمال اليمن.نقول لهؤلاء: أتريدون شواهد وأدلة من الجماعة الحوثية على هذه العمالة، أو أدلة وشواهد إيرانية.. أو أميركية.. أو أوروبية.. أو من الأمم المتحدة..؟خذوا..أتريدون شواهد وأدلة على هذه العمالة وهذا الولاء من الجماعة الحوثية نفسها؟ جربوا قراءة أي ملزمة من ملازم مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي.. وسوف تجدونها محشوة بما هو خميني وإيراني.. يقول حسين: الخميني حاز على صفات الكمال الإلهي، لذلك نقتدي به.. إيران دولة مثالية.. نظام الحكم في إيران هو الأنموذج الذي علينا تطبيقه في اليمن.. ثم تأملوا في خطب ومحاضرات أخيه عبد الملك زعيم الجماعة اليوم، وستجدون العمالة لإيران والولاء لإيران يتدفق من لسانه بسخاء.. تبصروا، تبصروا في ما تقول وتنشر وتذيع وسائل إعلام الجماعة، وستجدونها تنضح بأخبار إيران وتبجيل قوادها، والوجد العاطفي والديني تجاهها.مجرم حرب مثل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي اصطادته طائرة أميركية موجهة أثناء خروجه من مطار بغداد مطلع يناير الماضي، جللته الجماعة الحوثية إجلالا يعبر عن عمالتها في أبهى صورة.. وقد رأينا ما الذي فعلته الجماعة هذه في صنعاء وفي مدن أخرى.. نظمت تجمعات عزاء وصياح ونواح في الميادين العامة وفي صالات المسارح وقاعات المؤسسات الحكومية، ونقلت ذلك إلى المواطنين مباشرة، من خلال قنوات التلفزيون الحكومية، وقنوات خاصة بها مثل المسيرة والهوية.. حدث ذلك في اليوم نفسه الذي تجمع فيه الإيرانيون في شوارع العاصمة طهران للمشاركة في تشييع جثمان سليماني.. وفي ذات اليوم طار إلى طهران محمد عبد السلام المتحدث باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض، لكي يقدم العزاء للمرشد الإيراني خامنئي والرئيس روحاني.. فماذا يعني لكم ذلك؟في نفس اليوم الذي تم فيه اصطياد سليماني، كانت طائرة أميركية تحاول اصطياد جنرال أيراني آخر، هو عبد الرضا شاهلي القيادي الكبير في منظمة الحرس الثوري الإيراني، وهذه المرة ليس في العراق ولا في جنوب لبنان، بل كانت في سماء حي فج عطان بالعاصمة صنعاء، ولكن الطائرة لم تحصل على الهدف في مكانه المتوقع، بسبب الاجراءات الأمنية الاحترازية التي أحاطت بها الجماعة الحوثية هذا الجنرال الثمين بالنسبة لها، الأمر الذي دفع البنتاجون الأميركي إلى اختيار بديل آخر هو تقديم مكافئة مقدارها 15 مليون دولار لمن يقدم معلومات حول الجنرال شاهلي، تتعلق بأنشطته المالية، وشبكاته، وشركائه في اليمن وفي المنطقة.. أتعتقدون أن شاهلي وعشرات الخبراء والمخبرين الإيرانيين جاءوا يقضون إجازاتهم أو أوقات فراغهم في صعدة وصنعاء والحديدة؟ لا.. لقد أرسلهم الحرس الثوري الإيراني لتدريب رجال الجماعة الحوثية، وتزويدهم بالخبرات والمهارات العسكرية.. هل هؤلاء الإيرانيون، والأسلحة الإيرانية، والدعم السياسي الإيراني، والدعم الإعلامي الإيراني للجماعة الحوثية لا يعني لكم شيئا؟ هذا ناصر شعباني قايد عمليات مقر ثار الله في مجمع الحرس الثوري يقول لكم: الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان يمثلان العمق الإيراني في المنطقة.. يقول: نحن طلبنا من الحوثيين مهاجمة ناقلتي النفط السعوديتين، ففعلوا ذلك(كان يشير إلى أطلاق الجماعة الحوثية صاروخا على سفينة نفط في البحر الأحمر يوم 25 يوليو الماضي).. ويقول لكم عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين: لقد قلنا لبريطانيا وفرنسا وألمانيا إننا سوف نحضر أنصار الله( الحوثيين) إلى مائدة التفاوض، إذا رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الحصار عن جمهورية إيران الإسلامية.أيكفيكم هذا يا اخواننا المتحوثين؟ زيدوا راجعوا تقارير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي المعنية بشحن الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، وسترون إلى أي مدى ذهبت الجماعة الحوثية في عمالتها وولاءها لإيران.. وإن شئتم شواهد وأدلة أوروبية، فها هم ممثلو بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، في المفاوضات التي تجري مع إيران بشأن البرنامج النووي، قالوا بالحرف الواحد: يعترف لنا الإيرانيون الآن على الأقل أن لهم صلة مباشر بجماعة الحوثيين.. قال لنا الإيرانيون: لهم نفوذ على جماعة الحوثيين في اليمن.. قالوا لنا: نستطيع جعل الحوثيين يوقفون إطلاق النار في أي وقت!!
 

ذات صلة