جمال وشقيقه الصغير.. كيف صنعت قذيفة حوثية مأساة أسرة في تعز؟ (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/05

خاص - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيفي زمن الحرب الإجرامية التى تمارسها ميليشيات الحوثي، تُنتهك البراءة ويطغى الوجع، وتغيب االانسانية ويحل مكانها البؤس والتشرد والضياع.
 
أطفال فقدوا عالمهم ويجهلون أي ذنب اقترفوه ليلقوا هذا المصير، هكذا هي الطفولة وسط القذائف والرصاص، العنوان الدائم لمدينة يقتل كل من فيها ويخيم الحزن والمآسي على كل من سكانها. الأخوين جمال وماجد، أصيب الاول وقتل الآخر جراء قذيفة حوثية أطلقت بشكل عشوائي على أحياء سكنية في منطقة الضباب لتعيش أسرة جسار حالة مظلمه يسودها الحزن ومأساة المعاناة. تقول والدتهما في تصريح لـ "منبر المقاومة": في اليوم المشؤم المصادف 15 اغسطس 2017 خرجا ولدي ماجد وجمال قاصدين اقرب الأسواق لشراء احتياجات المنزل لكنه كان الخروج الاخير ،لم يعود سوى خبر نقلهم لإحدى مستشفيات المدينة، منعوني بقية أبنائي ووالدهم من زيارتهم للمستشفى لثقل الخبر المشؤوم على مخيلتي وقلب الأم، كل ما دار في ذهني ذلك الوقت اشلاءهم المنتشرة وألم الفاجعة وحياتي في ظل غيابهم الاجباري، كيف سنواصل بقية أعمارنا وقد سلبت أرواح فلذات اكبادنا. والدهم جميل جسار يروي لـ "منبر المقاومة" فاجعة أسرته بفعل الجريمة الدموية التى ارتكبتها المليشيات الحوثية بحق أولاده: نعيش مع أسرتي بقرية الجراف بمنطقة الضباب نبعد عن مناطق المواجهات عشرات الكيلومترات، لم نحمل سوى أدواتنا الزراعية، نحرث بها أرضنا ونهتم بمزارعنا التى تعتبر مصدر دخلنا الوحيد ناجين من ويلات الحرب، لكن المليشيات استباحت كل الدماء وانتهكت كل الحرمات لتطارد ارواحنا وحياة أبنائنا، وفي ذلك اليوم المظلم اتجه ماجد وبرفقته اخيه الأصغر جمال قاصدين التسوق باسواق المدينة وهم في طريقهم سقطت عليهم قذيفة هاون اطلقتها المليشيات الحوثية على طريق المارة، لا أدري كيف كانت أجسادهم المبعثرة لكني شاهدت اشلائهم وهم في زاوية المستشفى. ولدي ماجد البالغ من العمر 17 عاماً لم اتمكن من معرفة جثته الأكثر تمزقاً، لقد طمست القذيفة كل ملامح شخصيته واجزاء كبيرة من جسده، فارقنا للأبد بجريمة أكثر توحشاً ارتكبتها المليشيات لتخلف لنا إرثا ثقيلا من المعاناة، ففقدان ماجد مثل انهيار أحد أركان منزلي، كنت ارتكز عليه بتعاونه ومشاركتي لتوفير معيشة جيدة لأسرتي المكونة من 8 أفراد. أما طفلي جمال الذي لم يتجاوز عمره 13 عاما لاحظته ممتد على سرير المشفى بنصف جسد، وقتها تسربت روحي من أصغر أصابع قدمي. وبآهات متتالية يواصل حديثه: تلك الفاجعة لم تفارق منزلي، لقد حاصرتنا المليشيات بين ألم رحيل أكبر أولادي ومعاناة وألم صغيري جمال لتصاحبه إعاقة طيلة ما تبقى من حياته، بتر كلا قدميه من فوق الركبه وتهتكت أجزاء من جسده الصغير، تلك المجزرة المروعة غيرت مجرى حياة جمال وكل اسرتي، لنعيش مع صدمة حقيقة منذ سماعنا خبر إصابتهم، والدتهم يغمى عليها كلما تذكرت ذلك اليوم أو لمحت صورة ماجد. جمال الذي يعاني من حالة نفسية يرثى لها نتجية الإعاقة وحرمانه من ممارسة حياته الطبيعية وتعثر مواصلة دراسته، زوجتي حاولت زيارة ولدها في المستشفى، وعندما وصلت إلى بوابة الغرفة أغمي عليها قبل أن ترى ولدها، وتم إعادتها إلى المنزل دون لقاء، لقد اضحى جمال جسار منفرداً يعاني من التوحد والعزل الاجتماعي بمافي ذلك الإضطرابات النفسية وانفصام شخصية الماضي ووجع الحاضر المر، كما يبدو في ملامحه. ما حدث للطفل جمال جميل وأسرته مأساة لا توصف تتفاقم مع المعاناة والألم، كان يعيش طفولته الكاملة لكن ميليشيا الحوثي الإجرامية حولته إلى معاق، لتسود المعاناة على أسرة بكاملها، وتعتبر تلك الجريمة جزء بسيط من الجرائم التي تمارسها المليشيات بحق المدنيين في تعز، وماتزال المليشيات مستمرة في إجرامها وارتكاب القبح الأسود بحق الأطفال والمدنيين العزل، ولن يكون الأخوين جمال وماجد اخر ضحاياها، بل ما زال عدد الضحايا بتزايد مع استمرار تواجد المليشيات بكل أطراف المدينة.
 

ذات صلة