إلى "المجلس" وحكومته: مهزلة "معادلة" شهادة الثانوية العامة.. وزارة الشرعية تكرِّس الانفصال وتعاقب طلاب الشمال!

  • كتب / أمين الوائلي:
  • 02:50 2023/05/15

خريجو الثانوية العامة في المحافظات الشمالية، والذين يفكرون في التنسيق بجامعات عربية وأجنبية للدراسات العليا على حسابهم الشخصي ويحتاجون إلى تعميد شهادات التخرج من التربية والتعليم بعدن، يتعرضون لمعاملة وشروط أقل ما يقال عنها عدائية ومجحفة من قِبَل وزارة التربية والتعليم بحكومة الشرعية؛ وكأن مئات الآلاف من الطلاب اليمنيين أو حتى الملايين من اليمنيين، ويشكلون غالبية السكان في اليمن، اختاروا بإرادتهم التواجد في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وبدلاً من أن تكون الحكومة الشرعية المسؤولة عن تخليص البلاد والناس وإعادة الدولة والعودة بها، إذا بالحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم تعاقب الطلاب وترفض اعتماد وتعميد الشهادات والمجموع النهائي للثانوية العامة وبطريقة مهينة تصيب الطالب بالقهر والإحباط وتجرعه سمّ الخذلان، فلم يعد هذا طالباً يمنياً بل صار شخصاً من مناطق سيطرة الحوثي!
 
وزارة تربية وتعليم الشرعية تركت ملايين الطلاب اليمنيين لأكثر من ثماني سنوات لقمة سائغة وضحية لأجندة وبرامج ومناهج وأهداف المليشيات، ثم تعطي موظفيها صلاحية وحق التعامل مع الطلاب بطريقة عديمة الصلة بكل ما له صلة بمعاني ومسؤوليات والتزامات ومقتضيات تربية أو تعليم أو حتى إنسانية فضلاً عن الوطنية. لا حق لك في التعميد والاعتماد ولا قيمة لشهادتك ودرجاتك ورُح وقع تنازلاً نهائياً عنها وسنعادل لك الشهادة ونغير المعدل والمجموع بناءً على شهادات أول وثاني ثانوي وغالباً سينقص معدلك ولا يحق لك مطالبتنا أو مراجعتنا أو الرفض ووقع تعهداً خطياً بهذا. وأكثر من هذا، يقال لك كطالب، إذا معدلك ستين أو نحوه فأنت لا تستحق شهادة معادلة أصلاً بما أننا سنخصم من معدلك لأقل من ذلك. وهذا لا يمنع أن نعطيك شهادة راسب. باختصار لا مستقبل لك ولا حق لك تبحث عن مستقبلك وتنشد التعليم العالي على نفقتك. فإذا عاقبك الحوثيون بطريقتهم في معدلك لأسباب كثيرة وانتقامية بينما يمنحون معدلات امتياز لطوابير من الجهلة والمحسوبين ومن لم يدرسوا أو يمتحنوا أصلاً، فإن الشرعية تستكمل العقوبة بإلغاء شهادتك ومعدلك ومواطنتك وحقك في التعليم، بما أنك مجرد واحد من مناطق الحوثي. في المحصلة هذا كله يعني ارجع للحوثي وتبندق وتخندق وقاتل معه راغباً أو راغماً.
 
تربية وتعليم الشرعية تلزم الطلاب بتوقيع تنازل عن شهاداتهم ودرجاتهم والمجموع النهائي وتعطي نفسها حق معادلة وتحديد معدل بالناقص وتوقعك على تنازل عن شهادتك كأن لم تكن وتعهد بعدم الاعتراض أو المراجعة بتاتاً واعتراضاً على تقليص معدلك، وأصحاب الستينات لن يحق لهم الحصول على شهادة أصلاً. هكذا قيل لطالب واثنين.. أحدهم يحدثني الآن بحرقة مغدور مقهور بلا حول كضحية وأضحية بين ساطورين وجزارين ووزارتين ضد التربية والتعليم وضد أبنائنا وطلابنا وأجيالنا.
 
نص صيغة التنازل مهين (وحقير، بدون اعتذار)، يقول أو يقوّل الطالب التنازل عن شهادته، الصادرة من صنعاء. هكذا، الإدانة أو التجريم للجهة والمكان والعاصمة، ليس لأي اعتبارات أخرى طارئة اختطفت صنعاء. وليس لأنها صنعاء التي هانتها وخذلتها وأسلمتها الشرعية لمصير السبية المختطفة. ما علاقة كل طلاب الشمال بمزاج مسؤولي وزارة الشرعية الذين استحدثوا نظاماً للتقييم واحتساب المعدل النهائي باعتماد شهادتي أول وثاني ثانوي في الحسبة، ويلزمون به ملايين غالبية الطلاب اليمنيين تباعاً وبأثر رجعي ودون أي معايير أو مراعاة لظروف ومعاناة بلد بأسره وأكثر المتضررين فيه من الحرب وتبعاتها هم الشباب والطلاب. يتخطفهم الحوثيون وقوداً ويمسخون التعليم ومناهجه، وتتنصل منهم أو تتبرأ منهم شرعية بدلاً من محاربة الانقلاب تحارب الطلاب.
 
واسمع هذا أيضاً، تلزمك وزارة الشرعية أن تستنجد بوزارة تربية ووزارة خارجية الحوثيين بصنعاء وتعود لهما لتعميد واعتماد وتوثيق الشهادات استيفاءً لشروط الجامعات الخارجية بالتراسل للتسجيل وهي جامعات غالباً لا يعني سقف المعدل لديها شيئاً، فمهما عاقبك هؤلاء وانتقصوا من جدك وجهدك وسرقوك حقك ومعدلك فإن جامعات الناس والبني آدم في كل الدنيا يمنحونك حقك وفرصتك كاملة بجهدك ونفقتك لتثبت ما أنت ومن أنت حقيقة وليس ما قاله دجاجلة الوصاية وجهلة الوزارتين.
 
أما بعد..
 
إن كانت ثمة بقية من مسؤولية وحياء وخجل لدى شاغلي مواقع وكراسي القيادة والمسؤولية في رئاسة وحكومة ووزارة الشرعية فتلك البقية هي المعني هنا بخطابنا ونقدنا ونصحنا ونزفنا وأبنائنا وشعبنا المذبوح من الجهتين، استحوا على أنفسكم.. أنتم تكرسون الانفصال واقعاً وسلوكاً وممارسةً بحكم وقوة الواقع كما يحكم ويتحكم ويصادر الحوثي الشمال بحكم الواقع. مذبحة معادلة شهادة الثانوية العامة إجراء غير قانوني ولا دستوري ولا وطني ولا مهني ولا إنساني. ملايين الطلاب يدرسون ويتخرجون وفقاً لنظام تعليم وتقييم وزاري وحكومي قائم في دولة وحكومة الجمهورية اليمنية ولم يطرأ مع الانقلاب الحوثي. ما طرأ هو قرار تغيير هذا النظام المعمول من قِبل تربية الشرعية في عدن ما بعد الانقلاب. معادلة الشهادات نظام متبع بين دولتين وجامعتين في بلدين وفضائين سياسيين وكيانين دوليين. معاقبة ملايين الطلاب بإطاحة محصلاتهم وإخضاعهم بأثر رجعي بعد التخرج من الثانوية لنظام تقييم مستحدث في مناطق الشرعية وإلزامهم بالتنازل عن شهاداتهم ومحصلاتهم هي جريمة كاملة وسلوك يفتقر للمشروعية ونهج أرعن تسلطي ليس إلا، مجافٍ لروح القانون ولأسس وغايات التربية والتعليم. على الشرعية استعادة البلاد وإعادة النظام والمؤسسات ومن ثم فرض وإجراء أشكال الأنظمة واللوائح. 
 
وإذا كان يقال إنّ الحوثي مسؤول عن تكريس بنكين ونظامين ماليين ومذبحة فارق الصرف للعملة ورسوم الحوالات التي تسرق لسنوات عرق وجهد وعمر اليمنيين ولا تحرك الشرعية ساكناً لحماية الناس والمواطنين والدفاع عن قوتهم وحقهم في الرغيف والأجر الزهيد وحمايته من السرقة والنهب، فإن الشرعية تكرس نظامين تعليميين فيما خص الثانوية العامة لشطرين وبلدين غير عابئة ووزارتها بمعاناة ونفسيات الطلاب والشباب وتراكم سنوات ثقيلة وقاسية لملايين الطلاب الذين باتوا وهكذا وبأمر ومزاج شرعية وانقلاب مدانين بهويتهم الوطنية كأبناء يمن سابق غير معترف به وبهم هنا وهناك. أبناء البردوني حالهم بلسانه: (يمانيون في المنفى... ومنفيون في اليمنِ).

ذات صلة