" الرسولُ عنصرياً في مفهوم الحوثي"..!

12:00 2020/06/14

بقلم/ سمير رشاد اليوسفي: لائِحة الُخمس العُنصرية لقانون الزكاة أزالت ما تبقى من مساحيق كانت جماعة الحوثي تُجمّل بها وجهها العنصري القبيح.
 
فمنذُ قرابة عقدين دأب الحوثيون على تبرير تمردهم على النظام الجمهوري باضطهاده لهم.. وفي ظل الكيد السياسي الذي غرقت فيه اليمن حينها.. عمدت أحزاب المعارضة لتشويه مقاصد الحروب الست التي شنتها الدولة ضد الحوثيين الحالمين بتأسيس دولة عنصرية.. وحوّلتها إلى ورقة للضغط على النظام بغرض إضعافه أو ابتزازه، وانتهت كل واحدة منها بإنقاذهم بواسطات والتزامات أدمنوا نكثها.. ومنحتهم أوقاتاً مستقطعة لالتقاط الأنفاس وكسب المؤيدين وإعادة التموضع والسيطرة. كما أستغل الحوثيون تلك الفترة لإشهار جماعتهم بصورة مغايرة لحقيقتها.. فقامت جهات ومنظمات تعمل تحت غطاء مدني وحقوقي برسمها وزخرفتها.. ووظفت فيها القوانين والاتفاقيات التي أقرتها الأمم المتحدة لمساعدة الأقليات الإثنية والدينية.. واستخدمتها لتجميل قبح الحوثيين عبر تقارير للحالة الإنسانية أخفت عنصريتهم وأظهرتهم أقلية مذهبية تعاني من التهميش والتمييز السلبي رُغم أنّها لا تنطبق عليهم.. وتدينهم ولا تعينهم ... غير أنّ الحوثيين بعد توقيع المبادرة الخليجية أواخر 2011 ... سرّبوا على استحياء وثيقة تحتكر الولاية في ذرية علي من فاطمة.. وقالوا أنّ عبدالملك الحوثي تلقى بموجبها البيعة بالولاية من أبناء عمومته باعتباره إمام عصره ومن سلالة النبي.. ومع نهاية 2012 .. بعد أن تأكدت جماعة الحوثي من حرص النظام على احتوائها ضغطت عليه مطالبة إياه بالاعتذار لها عن حروب صعدة.. واعتبرت استجابته التي انتهكت شرف الجمهورية شرطا لانضمامها للحوار الذي دعا إليه بطريقة اعتباطية عبر لجنة منفلتة تجاهلت أنّ الحوثيين جماعة تهلوس بأحقيتها للحكم والسيادة بمزعوم أنّها من عرق مقدس وسلالة مصطفاة؛ فمنحتها الفرصة للحوار حول الطريقة المناسبة لذبح النظام الجمهوري ما جعلها تستهين بكل القيم والثوابت. كما أنّ توصيف الحوثيين بالانقلابيين أو المتمردين بعد إدخال اليمن في البند السابع وإعلان الحرب عليهم كان خدعة ماكرة انطلت على كثيرين .. لأنّ المتمرد أو الانقلابي يصبح حاكماً وفقاً لسياسة الأمر الواقع مع مُضي الوقت وقدرته على الاستمرارية.. والأهم أنّ هذا المصطلح شرعن لفكرة التفاوض بين السلاليين الحوثيين وبين الشرعية التي تم حصرها في رأس النظام.. تحت لافتة الأمم المتحدة التي يفترض أنّ قوانينها تجرّم التمييز العنصري الذي ترتكز عليه جماعة الحوثي. وإذا كانت دروس التاريخ تؤكد أن الانفصال عن دولة الإمامة أهون من البقاء رهائن تحت حكمها. فمن سابع المستحيلات في عصر القرية الكونية القبول بتسليم شمال اليمن لعصابة الحوثي الفاشية.. وستلاحق لعناته كل الساعين لدعمها. وعليه ينبغي إعادة النظر في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع هذه الجماعة بعد أن استندت على توصيفات مِضللة تعمدت التهوين من خطرها على اليمن والمنطقة وأظهرتها بصورة مُزيفة ومغايرة لحقيقتها على الواقع مع أنها في جوهرها وممارساتها ليست أكثر من جماعة نازية سلالية عصبوية تزعم أحقيتها للحكم بوصاية إلهية إلى ما لا نهاية وتشرعن طاعتها وفرض سيادتها بالإصطفاء وتكفير المخالفين مما يستوجب محاربتها وإعادة تأهيلها وفقا لكافة القوانين الدولية.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)