هيا بنا نقارن...!

12:00 2020/07/19

المشتغلون في وسائل إعلام جماعة الاخوان المسلمين، ومثلهم رجال التنظيم، والعسكر، والمدرسون، والسياسيون، والخطباء، والدعاة، وحتى الأطباء المنتمون للجماعة! يسرون أيما سرور كلما عرض القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي، حالة عائد إلى صنعاء، بعد التحاقها بالمقاومة الوطنية- حراس الجمهورية.. تصبح حالة مثل هذه موضوعا لأخبار، وتقارير، وتصريحات، تتضمن لمزا وهمزا وغمزا في المقاومة وقائدها طارق محمد عبد الله صالح.. ويتبع ذلك كلام عن انشقاق، وعن خيانة وطنية، وعن خطر ساحق ماحق، وعن، وعن، وعن.. ولم يحدث - ولو لمرة واحدة حتى- أن تحرى إعلاميو وسياسيو جماعة الاخوان، عن الحقيقة، أو كشفوا حالة عودة واحدة أو عرفوا مشكلة صاحبها، وإنما يستقون مادتهم مما يعرضه عليهم محمد البخيتي.. يسيرون بعده وعيونهم مغمضة، فأن قال لهم مثلا إن عبد الملك خماش الأبيض تخلى عن مركزه القيادي المهم كمدير للعمليات الحربية للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، رددوا بعده نفس الكذبة، وزادوا إليها بعض البهارات، التي يعتقدون أنها ستحقق غرضهم.
 
الاخوان المسلمون في طريقتهم هذه يتبرعون بفكرة مفادها أن الجماعة الحوثية جماعة ذات جاذبية تسحر ألباب الآخرين.. وما كنا نود مؤازرة الاخوان، أو سلوك سبيلهم المعوج هذه، لكنهم قد دفعونا إليه دفعا.. وسوف نكتفي بإجراء مقارنة بسيطة على النحو التالي: عدد الذين تركوا المقاومة الوطنية- حراس الجمهورية، وعادوا إلى حضن الحوثي، وعدد الذين تركوا جيش الاخوان وجماعة الاخوان لكي يلتحقوا بالجماعة الحوثية. في نهاية شهر يونيو الماضي ظهر عبد الملك خماش الأبيض، إلى جانب محمد ناصر البخيتي في صنعاء، الذي قال إنه عاد إلى صف الوطن بعد أن كان يشغل منصب مدير العمليات الحربية في المقاومة.. جماعة الاخوان تناولت هذه الجرعة على عجل، وراحت تنفذ حملة تشويه للمقاومة، وتلفق وتكذب وتزيد وتزايد، اعتقادا منها أنها قد سجلت هدفا دون مقابل... لا بأس، هذا الابيض هو الحالة الوحيدة خلال العام 2020، فكم انجاز مثله من الاخوان المسلمين، ومن جيشهم إلى جانب الحوثية في صنعاء، منذ ذلك الحين إلى اليوم؟دعونا نحسب.. حالة واحدة في المقاومة الوطنية، هي عبد الملك الأبيض.. مقابل هذه الحالة كان القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي يستقبل القيادي الإصلاحي الشيخ عبد الغني علي الذعوري، الذي ترك عمله في دائرة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية السابعة، وفؤاد حميد محمد جميل، من دائرة المدرعات في المنطقة العسكرية الثالثة، ومراد عبدالله محمد المنتصر اللواء 63 .. هؤلاء ثلاثة مقابل الأبيض.. ضف إلى ذلك عشرة من جيش الاخوان وهادي، سبقوا الأبيض في الشهر نفسه، هم: بازل محمد سعيد العمراني، حمير عبدالفتاح زيد العمراني، عبده سعيد ناصر مرعي العمراني، عبده محمد مرشد الحسنى، ادريس قايد محمد فاضل الوصابي، بسام طه حسن أحمد المرغمي، أحمد علي عبده الرفاعي، سلطان فارع، خالد سعد عبدالله البهواني، يوسف علي احمد السدعي.. فكم صار عدد الاخوان في حضن الجماعة الحوثية؟ 3 زايد 10 يساوي 13.. أي أبيض واحد مقابل 13 من قيادات جماعة الاخوان وجيش الاخوان.. بعد الأبيض بقليل التحق القيادي الاصلاحي العقيد الشيخ محمد علي عامر الخزاعي بالحوثيين، وهذا ليس سبهللا كالأبيض، فقد كان قائدا للكتيبة الثالثة في لواء الصقور بمأرب.. كم صار المجموع؟13 زايد 1.. وحاصل الجمع 14.. زاد هذا القيادي الاصلاحي العقيد الشيخ الخزاعي جلب معه للحوثيين أربعة جنود وضباط إخوانيين: ثلاثة منهم كانوا في اللواء ٣١٤ في مأرب، والرابع من اللواء ١٦٣ في شبوة.. وقد احتفل بهم الحوثيون مرتين: مرة في العاصمة صنعاء يوم 8 يوليو، ومرة أخرى في مدينة القاعدة بمحافظة إب يوم 12 يوليو.. كم صار لدى الحوثي من الاخوان مقابل أبيض واحد؟ 14 زايد 4 وحاصل الجمع 18.. لحق ذلك 3، وهم: الملازم أول عبد الحكيم حسن المنحمي، رئيس عمليات الكتيبة الثالثة في اللواء ١٣٩ التابع للمنطقة العسكرية السابعة، والقيادي في جماعة الاخوان إبراهيم محمد حسين الهلامي، والعقيد فواز مثنى الجبري، من قوات الاحتياط بمأرب.. مجموع 18 و 3 يساوي كم؟ يساوي 21 إخواني عسكري وتنظيمي، مقابل أبيض واحد.. هل نزيدكم؟ نظن أن هذا يكفي لأننا بصدد ضرب المثال.. مجرد مثال من العام 2020 الذي لم تنقض منه سوى ستة اشهر.في العام الماضي(2019)، رجع إلى صنعاء النقيب عاطف محمد عاطف الذي كان يعمل ضمن مجموعة اللوجستي في المقاومة الوطنية، فهللوا وكبروا، وشمتوا وغمزوا ولمزوا، وشنعوا وعرضوا بالمقاومة وقائدها طارق.. في حين أنه في مقابل لوجستي واحد رتبته نقيب، ويدعى عاطف، احتضنت الجماعة الحوثية من جماعة الاخوان وجيشها كل من: العميد محمد غانم الحميري ـ قائد اللواء الخامس عروبة- المنطقة العسكرية الثالثة.. العميد فيصل العفيف، مسؤول الاستخبارات في اللواء 156، بالجوف.. العقيد عبد المجيد أبو حاتم، الذي منحته شرعية الاصلاح في مأرب رتبة عقيد، واستخرجت له قرارا من الرئيس هادي بتعيينه وكيلا لمحافظة صنعاء.. العقيد أحمد المجنحي قائد الشرطة العسكرية في مديرية اليتمة بالجوف.. العقيد فوزي عبد ربه سعيد القاضي أركان حرب الكتيبة الثانية اللواء 143بمأرب.. النقيب مجاهد حميد الشريفي من لواء الصقور بمأرب.. فانظروا كم عدد العمداء والعقداء والنقباء، حقهم، مقابل نقيب يدعى عاطف.. وعاطف كان عندنا لوجستي، يعني هات خبز، هات عصير، هات أرز، بينما الاخوانيين الذين التحقوا بالجماعة الحوثية دواهي: قائد لواء.. قلك مسؤول استخبارات.. قلك قيادي.. قلك قائد شرطة عسكرية.. هذا مثال لفئة الضباط، ولو جئنا إلى الجنود ليس ثمة جندي واحد ترك المقاومة الوطنية ليلتحق بالجماعة الحوثية، بينما التحق بها من الاخوان ألوف مؤلفة.نزيد نذكر أهل السياسة والاعلام والهندسة والتكتكة في جماعة الاخوان، بأن الضباط الذين التحقوا بالمقاومة الوطنية ثم عادوا لحضن جماعة الحوثي عادوا إليها كما هم.. يعني تيتي تيتي مثلما رجتي جيتي .. بمعنى أخر لم يصطحب أي واحد منهم اتباعا.. عاطف عاد بمفرده.. وغيره مثله.. وأخرهم الأبيض الذي سكن في التربة لبعض الوقت، وفي النهاية راح الفرزة بمفرده، وركب حافلة بيك أب رغم أن العميد طارق قدر ظروفه الحرجة بعد فصله، فأرسل له مصروف الطريق عبر أحد معاريفه.. بينما حق الاخوان لم يذهبوا إلى جماعة الحوثي إلا ومعهم عشرة من أمثالهم ليزكوا ثقة الجماعة الحوثية بهم، كما رأينا قبل.بقي لنا التأمل قليلا في مبررات الذين التحقوا بالجماعة الحوثية.. ومن خلال كلام العائدين أنفسهم.. ولنبدأ بجهتنا.. ونعرض حالة عبد الملك خماش الابيض كمثال.. فهذا له زامل اشتهر به، يقول فيه:يا الفندم الطارق أنا منك مضايق، وما معي غيرك صديقوانا زعيمي، موقفي واضح وصادق، وأصل عفاشي عريقعدوي الحوثي والاصلاح المنافق، ومن بيتضايق يضيقواليوم اسمي ما توثق فالوثائق، ولا تشكل في الفريقلفت نظر يا ذاك من وقتك دقائق، للابيض الاخ الشقيقبعدك بما تامر أنا والله موافق، لو تعبر البحر العميقلاعبر معاك واجتاز لو به ألف عائق، لو مت في نص الطريق والزامل لا يحتاج توضيحا.. فصاحبه يستعطف العميد طارق.. يشكو له أن لم يدون في السجل الرسمي للمقاومة.. وأنه لم يضم إلى أي كتيبة أو لواء.. ويتوسل إليه تعيينه بأي وظيفة مهما كانت، وأنه سيقبل بالحاصل، غير أن قائد المقاومة لم يعينه، وبالتالي خاب أمله الذي جاء من أجله، فرجع بعد وقت قصير إلى حيث كان، وهو بالمناسبة من الملتحقين الجدد بالمقاومة.لنأتي الآن على الجهة الأخرى.. جماعة الاخوان المسلمين.. كيف برروا ترك الجبهات والهرب إلى حضن الحوثي؟ أيضا سنكتفي بمثال واحد وهو القيادي الاخواني محمد علي عامر الخزاعي الذي ذكر قبل.. قال: نحن عدنا إلى الصف الوطني! .. تكشفت لنا المؤامرات والمطامع التي يسعى إليها آل سعود وآل زايد في اليمن، لذلك عدنا للصف الوطني.. أدعو الاخوة الذين ما يزالون في صف العدوان إلى العودة للوطن.. قررنا الانحياز إلى إخواننا أنصار الله بعد أن رأينا حجم الجرائم التي يرتكبها العدو السعودي العميل لأميركا وإسرائيل.. كل الاصلاحيين مع أنصار الله، ويفرحون كلما قام انصار الله بإطلاق صواريخ تصيب السعودية في العمق.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)